صحــــتك
01 يوليو 2017

دليل تفصيلي للتعامل مع الزوج غير الرومانسي

أنا فتاه متزوجة من سنة تقريبا، ولدي طفله عمرها شهور، أعاني من علاقتي بزوجي ليس لسوء خلقه بل لضيق افقه وعدم مرونته في مواجهة المشاكل بيننا، يكره الكلام ويفتقد لطرق التواصل المختلفة، وبشكل خاص قدرته على التواصل مع المرآه فهو لا يقبل بمطلباتها العاطفيه ويستنكرها، لم أعد كسابق عهدي، تغيرت وأصبحت أكثر كآبه وصمت اشعر ان حياتي بمفردي افضل كثيرا من وجوده معي.. هل مشاعري تلك مبالغ فيها!! كيف اتجاوز هذا؟
الاحتياجات العاطفية للزوجة
نعم يا صديقتي؛ شكواك تلك متكررة عند كثير من الزوجات، ولكن يختلف زوجك في أنه حسن الخلق، وهذه الميزة هي نفسها ما ستجعل تغيره أكثر توقعا عن غيره؛ فالبداية إذن لن تكون بطلبك لاحتياجاتك والتي هي حقك تماما، ولكن ستكون بمزيد من التطمين له.

في البداية تعالي نتعرف سويا على الأسباب التي قد تجعل زوجك وغيره من الرجال يحجمون عن التعبير عن مشاعرهم:

- كثير من الرجال يخافون من التعبير عن مشاعرهم، ويخافون أكثر من التعبير للأنثى عن مشاعر الحب والغزل خوفا من إنقاص قدر رجولتهم في أعين زوجاتهم، وخوفا من أن تتمدد مساحة العواطف في العلاقة بين الزوجين لدرجة تهدد وجود الزوج، وهذه ليست وجهة نظر ولا تعصب، هي بالفعل حالات رأيناها كثيرا.

- هناك  أيضا من يستنكرون تلك الاحتياجات؛ ﻷنهم لم يمارسوها من قبل في صورها المختلفة في أسرهم، ويرونها ضعفا، أو عدم جدية في الحياة؛ لأنهم لم يستقبلوا أحضانا كافية شافية من والديهم، ولم يتم التعبير عن الحب بلغاته المختلفه أمامهم، ولم يعبر والدهم عن تلك المشاعر أمامهم تجاه والدتهم بشكل مقبول.

- وهناك أيضاً بعض الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية تتعلق بعلاقتهم الأساسية بالأم؛ حيث كانت علاقة مؤلمة ومؤذية من وجهة نظر الابن جعلته يرفض أن يعطي مشاعر إيجابية لأي أنثى حتى وإن اختارها ليتزوجها، ويبني معها أسرة.

 هذه بعض الأسباب ذكرتها لك لا لتحكمي على زوجك أو تحاولي تشخيص حالته، ولكن فقط لتدركي أنه قد تكون هناك أسباب جعلته يتصرف بالطريقة التي تشتكين منها.

والآن ماذا عليك أن تفعلي، وكيف يمكنك أن تتصرفي؟ أرى أن تأخذي نفسا عميقا؛ وأن تبدئي تدريبه على التعبير عن مشاعره، كفي عن مطالبتك بها الآن، ولا تستعجلي على النتيجة ما دمت تمدحين خلقه، وما دمت في بداية زواجك.

والآن سأصف لك بالتفصيل كيف يمكنك تنفيذ هذا التدريب المقترح، واقترح أن تبدأي لمدة 6 أشهر باتباع الخطوات التالية:

- قومي بمراجعة فترة تعارفكما كلها منذ بدايتها، وحتى تلك اللحظة بهدوء وروية تجعلك تحددين "نوع" صمته، ومدى تقديره للحديث الدافىء العاطفي؛ هل كان أفضل من ذلك؟ أم هو طبعه الذي يخصه، ولا يتعلق بك أنت تحديدا؟ وهل كان يعبر عن مشاعر الاستئناس والحب، والإعجاب قبل ذلك أم أن هذا طبعه منذ تعارفتما؟ لو كان هذا طبعه؛ فيمكنك أن تطمئني قليلا إلى أنه لا يهملك أنت تحديدا، وأنه لا يعجز أن يشعر نحوك أنت تحديدا بمشاعر عاطفية.

- حاولي التعرف إلى سبب صمته الحقيقي، وأيا كانت الأسباب التي ستكتشفينها، فإنه سيكون مطلوبا منك أن تتخذي إما قرار البقاء معه مع قبوله كما هو في المرحلة الحالية، ومع القيام بالنقاط التالية التي سأقترحها عليك.

- أما إن وجدتِه قد تغير عن السابق بشكل ملحوظ؛ فلتراجعي ماذا حدث وغيره هكذا، ولتسألي نفسك سؤالا مهماً وهو.. ما هي مسؤوليتك أنت في حدوث تغييره؟ ولتبدأي في إصلاح ما  حدث بينكما بمراجعة ما يتفوه به أحيانا عما قد يزعجه، أو يحتاجه حتى يمكنك أن تشتغلي عليه.

- أما إن كان لم يتغير وهذا طبعه منذ البداية فهذه مقترحاتي لك:
1. ابدأي في إحداث تغيير صادق من عندك أولا فيما يطلبه تلميحا، أو تصريحا، وتدريبه على ما تحتاجينه منه بقيامك "أنت به أولا".. كأن تتصلي عليه وهو في العمل لتطمئني عليه، وتطمئنيه عليكما في مكالمة بسيطة مرحة قصيرة، أو تحضري له هدية في مناسبات قادمة، أو بدون مناسبة، أو تتخيري لحظات صافية لتشيعي جوا من المرح والتغيير ولو فترة بسيطة، وهكذا، وأترك ذلك لك حسب معرفتك به، ولإبداعك.

2. ابدأي في التعقيب الرشيق لما يقوم به عن طريق إعطائه بدائل لما يقوم به؛ فمثلا قولي له، كنت أحب أن تفعل ذلك أكثر - بدلا من الذي فعله في الواقع - دون تأنيب، أو غضب، أو غيره، أو مثلا ما رأيك أن نفعل كذا في المرة القادمة؟ أو تقدمي أي أمر بشكل مختلف عما يعتاده دون طلب منك أن يقلده، أو أن يلتزم به، أو أي شيء من هذا القبيل.

3. بعد تلك الفترة ستتمكنين من استشعار وجود تغير من عدمه، وهنا ستتمكنين في حالة وجود درجة واضحة من التغيير أن تتدرجي معه، وبه يوما بعد يوم، أو تكتشفي أنك تحتاجين مدة أطول من ستة أشهر، أو تكتشفي أنك لن تتمكني من الاستمرار هكذا.

بعد هذه الفترة من التدريب يمكنك أن تقرري هل ستتمكنين فعلا من قبول طبعه مقابل حصولك على احتياجات أخرى تحتاجينها منه أنت وطفلتك ويوفرها هو لك، أو أن تقرري أنك لن تتنازلي عن حقك في رجل يتمكن من التواصل معك، ويشاركك الحياة والحوار، وغير ذلك من الاحتياجات التي يزعجك جدا عدم وجودها، وأيا كان قرارك فإنه ستتخذينه بعد دراسة وتأنٍ ومحاولات وجهود، مما يحميك من أن تؤنبي نفسك على انفصالك عن رجل طيب الخلق؛ إذا اتخذت قرار الانفصال؛ فليس كل طيب يناسبنا، وليس معنى انفصالك عنه أنك سيئة، أو أنه سيئ، ولكنكما لم تتمكنا بطباعكما من أن تتوافقا معا في علاقة طويلة عميقة ممتدة، وهذا التروي أيضا سيحميك من أن تجعلي تلك التجربة المؤلمة حجر عثرة تمنعك من إكمال مسيرة حياتك الطبيعية بما فيها الزواج ثانية، وفهم حقيقي لنفسك، ولاحتياجاتك.

أخيرا.. لقد قلت لك كل ما سبق بناء على مدحك في خلقه، وأنك لم تأخذي عليه أي مأخذ سوى صمته، وغياب الحديث الدافىء معك، أي أنه يستحق جهد المحاولة، واستشارتك لنا تعني أنك ترغبين في إعطاؤه فرصة ثانية، ولتتمكني من مراجعة نفسك فيما قد تكون مسؤوليتك.

 من المهم أن أذكرك أن تحرصي أن تأخذ تلك الاقتراحات حقها في التنفيذ، وألا تدخلي في التنفيذ وأنت في حالة غضب، أو يأس، وألا تقرري أن تضعيه في اختبار يزعجك ويزعجه؛ ﻷنك ترين أنه يستحق جهد المحاولة، وأنت كذلك تستحقين تلك المحاولة من أجل زيجتك التي نتج عنها طفلة، فحاولي بصدق حتى يمكنك الرد عليها - إذا اتخذت قرار الإنفصال - أنك حاولت بصدق.. دمت بخير.

اقرأي أيضاً:
الحب.. صور نفسية ومعانٍ منسية
9 نصائح لعلاقة زوجية صحية وسعيدة
آخر تعديل بتاريخ
01 يوليو 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.