خطيبي محترم ويحبني لكني أخاف أن أكون نسخة من أمي مع أبي
أنا كنت كويسه جداً قبل حوالى 5 سنين من واحنا ف 3 ثانوي حصل مشاكل بين أمي وأبويا جامدة جداً، وتأثر ده تعليمي وبقيت أقعد كتير لوحدي واعيط وأقول إن حلمي راح بعدها خلصت الثانوي بابا قالي لو عاوزة تكملي تعليمك اشتغلي واصرفي على نفسك اشتغلت وطبعاً المشاكل كتيرة وبقى والدي يتركنا بالشهور ومش بيتكلف بينا خالص وكلامه كان وحش جداً. المهم أني في الشغل اتعرفت على شاب كان محترم جداً وحبني أوي ودخل البيت من بابه زي ما بيقولوا بعد اول خمس شهور بدأت الخلافات بنا بقيت شايفة لو سمعت كلامه هيبقي زي بابا وهيفكرني ضعيفة بقيت يعاند ومش بسمعه.
عزيزتي،
أسعدني أنك تدركين الكثير مما يحدث بداخلك، فتدركين الوقت الذي لاحظتِ فيه تغيرك، ولاحظت كيف صرتِ تفكرين وقتها، ولاحظتِ الأثر عموماً، فقد نأخذ عدة جلسات فقط للوصول إلى الحدث، أو الوقت الذي حدث عنده الأثر وبعض التحول، وكذلك عندك إدراك بدرجة كبيرة لتأثرك بما حدث بين والديك، وكأن ظل علاقة والديك يشوش عليكِ في علاقتك بالرجل الذي أحبك واحترم ما بينكما ليجعل علاقتكما في إطارها الصحيح.
وحتى أكون أمينة معك، أقول لكِ إن إدراكك هذا واعد، وهذا ما أسعدني، واعد بأن وعيك حاضر، وأنك تلاحظين نفسك جيداً، وهناك جانب منك يساعدك على أن تطلبي حلاً للأمر. لذلك، أقول لكِ أن تجتهدي في أن تشاركي خطيبك بما تشعرين به أولاً بأول، وألا تنساقي وراء الاستنتاج الناتج من تصرفاته، والقرار المبني على الاستنتاج هذا، وبالتالي حماية نفسك من الوصول إلى مثل ما حدث ويحدث بين أبويك، ثم تحزني، أو هو يتأثر وتظلي في تلك الدائرة التي تكرر نفسها.
مثلاً، حين يتصرف تصرفاً، اسأليه أولاً بفضول، لا اتهام عن تفسير كلامه أو تصرفه لتتأكدي من حقيقة ما قام به كما حدث بداخله هو، وإن طابق أي تخوفات عندك، فأكملي الحوار بفضول وود، وليس باتهام وملاحقة، وإن وجدت ما تخافين فعلاً من وجوده، فلا تقلقي من التعبير عن خوفك هذا بوضوح، فقد تكتشفين مثلاً أنه تصرف هكذا حتى لا يدفع مالاً من عنده، فلا تقفي عند ذلك مثلما كنتِ تفعلين سابقاً داخل رأسك وحدك، ولكن اسأليه بفضول وعمّا سيحدث إن دفعت ذلك من مالك؟ وانتظري الرد فقط، فتكتشفي أن لديه خططاً أخرى لم يعلنها بعد، تجعله يفعل ذلك، أو قد يقول لك مثلاً إنه تصور أنك يمكنك دفع ذلك أنتِ، فتابعي بود معه هذا التصور لديه، فهل هو مثلاً يقسم الأشياء في ذهنه بينكما؟ أو هل يرى كأنكما فرد واحد، أو غيره؟ فإن وجدت بعد حديثكما بود وأمان أن لديك خوفاً من أن تكوني وحيدة في مواجهة شيء، أو أنك ستضطرين إلى الاعتماد على نفسك وحدك في شيء، أخبريه عن تلك المشاعر كما هي دون مجاملة أو عصبية أو غيره، وستجدين فارقاً في العلاقة بينكما يحدث، وكلما كنتِ هكذا وسمحتِ له كذلك أن يعبّر عما يشعر به بود وأمان، تحسنت جداً العلاقة بينكما، واختفى ظل علاقة والديك في علاقتك به.
وإن لم تجدي تحسناً، فلا بأس من متابعة متخصصة تساعدك بشكلٍ أقرب لواقعك، لأن القصة تخصك أكثر مما تخص كيفية التعامل مع الآخر، وليس معنى ذلك أن الآخر ملاك، ولكننا نكون فقط مسؤولين عن أنفسنا، وكلما قمنا بذلك بصدق، ظهرت حقيقة الآخر، ليكون التعامل معه عن بينة دون إفراط أو تفريط. دمتِ بخير.
