صحــــتك
19 يونيو 2018

خائف ومتردد وحياتي معطلة

دائما لدي إحساس الخوف من تحمل المسؤولية لأي شيء فى الحياة، وكذلك الإحساس بأني لا أستطيع تحمل مسؤولية أي شيء منها الخوف من الزواج لإحساسي بأنى غير قادر على تحمل مسؤولية تكوين أسرة، كذلك الخوف من تجربة أي شيء جديد في كل الأمور، وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار دون الكثير من التردد.. هل هذه مشكلة نفسية؟
خائف ومتردد وحياتي معطلة
أهلا وسهلا بك يا أحمد،
تحياتي لك على سؤالك الذي يبدو بسيطا، وهو سؤال كبير ومهم؛ فالطبيعي أننا نحتاج أن نفكر في إيجابيات وسلبيات القرارات التي نحتاج أن نتخذها، وهنا لا يكون ترددا، وكلما كان القرار أكثر أهمية؛ كلما احتجنا لمزيد من التفكير والوقت، ومن الطبيعي كذلك أن نشعر بالخوف أو التوتر عند بداية أمر جديد لا نعلم كيف هو طريقه، أو تفاصيله، خاصة إن كنا لا نعتاد عليه، ومن الطبيعي أن نقف مع أنفسنا وقفة، أو وقفات أمام ماهية، وحقيقة مسؤوليتنا حتى نعرفها، ونوفر أدواتها، ونبدأ في ممارستها.



* ولكن متى نقول إن هناك "مشكلة"؟
- حين تتحول من مجرد أمور تأخذ وقتاً طبيعياً في التفكير لوقت طويل، لدرجة ذهاب الفرصة تلو الأخرى دون تعلم درس الاختصار في الوقت ليصبح طبيعيا، أو حين نقرر قراراً بعد دراسته، ونتصرف عكس ما فكرنا فيه وقررناه بالعقل وأخذنا فرصتنا في معرفة جوانبه، ويظل يتكرر ذلك بدرجة ملحوظة.
- حين يستبد بنا الخوف، أو التوتر فنعود أدراجنا للخلف من دون أن نبدأ هذا الجديد، أو حين نرتعب من فكرة المسؤولية، فنتنازل عن أحلامنا حلما وراء حلم، أو نهرب ونتدرب على الهروب؛ فيتحول لأسلوب حياة.


وكأن المؤشر الذي سيشير لنا بأن هناك مشكلة حقيقية تحتاج لمراجعة، أو حل هو أن يحدث "تعطل" لأدوارنا المطلوبة منا في الحياة، أو التي نحتاج إليها كالزواج، أو العمل، أو الدراسة، أو علاقاتنا الاجتماعية المختلفة.

ولقد بدأت سطورك بأنك دائما تشعر بتلك المشاعر، ورغم أنك لم تحدثنا هل تخوض الحياة باختياراتها رغم وجود مشاعر الخوف والقلق أم تتوقف، إلا أنه على أية حال كون أنك تشعر بذلك دائما يعني أنك ضحية فكرة متضخمة بداخلك اسمها "لن أقدر"، ولاحظ أنني قلت فكرة، وليست إحساسا؛ فلا يوجد شيء اسمه أشعر أني لا أقدر، ولكن هناك فكرة اسمها أني أصدق أني لا أقدر.

حين تراها فكرة؛ ستتمكن من مناقشتها؛ وتتمكن من تغييرها، وهذا اللبس الخطير بين مشاعرنا، وأفكارنا هو ما يعطل؛ فالمشاعر لا يمكننا مناقشتها فهي أمور لا إرادية، أما الأفكار فالعكس، وحين نتعامل مع مشاعرنا على أنها افكار، وأفكارنا على أنها مشاعر ترتبك الخطوات.



اسأل نفسك.. كم مرة فكرت أنك لن تقدر وقدرت؟ كم مرة صدقت أنك لن تتمكن من حمل مسؤولية أمر وحملته ونجحت؟ فإن وجدت ولو مثلا واحدا فقط؛ فالفكرة إذن فكرة خطأ تحتاج لمراجعة، وتحتاج فقط لتفهم مشاعر الخوف والتوتر وقبول وجودها؛ لتتمكن من تجاوز تلك المشاعر المرة تلو الأخرى.

ويبقى حديثي لك عن التردد؛ فالتردد الزائد معناه أنك تبحث دوما عن الصح والخطأ، والصح والخطأ ليسا واحدا أبدا ولن يكونا؛ فلكل منا ما يراه صحيحا، وما يراه خطأً بناء على خبرته في الحياة وأهله وتربيته وقيمه.. الخ؛ فلو ظللت تبحث دوماً بين البشر عن الصح والخطأ؛ ستزداد تخبطاً وتردداً؛ فأنت تحتاج أن تقبل أنك ممكن أن تخطئ، وتتعلم من خطئك، وتفشل وتتعلم من فشلك؛ فهذا ما سيجعلك تضع لنفسك بنفسك ما هو الصح والخطأ لديك أنت لحياتك أنت، وما تريده أنت.


أعلم مدى صعوبة ما أقترحه عليك، ولكني أعلم كذلك أنه ليس مستحيلاً، وكم من إنسان تغير حين قرر التغير.. هيا ابدأ.
آخر تعديل بتاريخ
19 يونيو 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.