صحــــتك
23 يونيو 2018

حياتي صدمات متتالية.. هوّني على نفسك

مش هطول على حضرتك إن شاء الله، من تالتة ابتدائي لسادسة كنت بتعرض لتحرش وتعري وغيره أما أنام من أخويا، والدتي اتوفت في تالته إعدادي، كان في شخص بكلمه لكذا سنة، وبطلت كلام معاه من باب الحرمانية، في تانية ثانوي شفتله صور مش كويسة عند أختي، وحالياً هيتجوزوا، فبشكل عام كل حاجة مأثرة ومبنساش ومش قادرة أكون شخص سويّ. 
حياتي صدمات متتالية.. هوني على نفسك
الأخت الكريمة؛

أشعر بالأسى لأن الحياة كانت قاسية عليك إلى هذا الحد، بداية من تحرش أقرب الناس إليك في طفولتك، إلى فقدان الأم، ثم التعلق بشخص، ثم صدمتك برؤية صور سيئة له لدى أختك، وانتهاء بإعلان زواجهما.

نتمنّى النسيان في بعض الأوقات، ولكنه لا يكون خياراً في معظم الأوقات للأسف الشديد.

استوقفتني كلماتك "مش قادرة أكون شخص سوي"، وتألمت حين قرأتها؛ فإذا كان مؤلماً أن يصدر الآخرون علينا أحكاماً، فإن الأشد ألماً أن أصدر أنا هذه الأحكام على نفسي، فلا أرى نفسي سوى إنسان "غير سوي".




عزيزتي أودّ أن أوضح لك أن ما تعرضت له من تحرش في صغرك هو أمر شديد القسوة ما كان ينبغي أن تمري به، وليس لنا أن نحمّل طفلة صغيرة في الصف الثالث الابتدائي مسؤولية حماية نفسها، وممن؟ من أخيها؟!



أنت لست وحدك، فواحدة من كل أربع فتيات تتعرّض للتحرش، طبقاً لبعض الإحصاءات، والاعتداءات الجنسية في هذه السن تعتبر من الصدمات التي تخزّنها عقولنا وأجسامنا ثم تختلف الاستجابة من شخص لآخر؛ فبينما تكره الجنس والرجال إحدى الفتيات، نجد أن فتاة أخرى تتعلق به بشدة وتبدأ في الدخول في علاقات جنسية متعددة، وكل هذا ناتج عن الخبرة المؤلمة التي تعرضت لها وهي طفلة.
وقد تكون هناك مشاعر مختلفة من الحزن والغضب أو حتى الذنب والعار، وقد تضطرب علاقتنا بأجسامنا بعد المرور بهذه الخبرة، فبعضهم قد يكره هذا الجسد الذي يحمل هذه الخبرات كلها فيبدأ بإهماله بشتى الطرق. وقد تترسخ مجموعة من الأفكار الخاطئة مثل أنا السبب، وأنا مسؤولة عن هذه الجريمة، وننسى أن المعتدي هو المسؤول عن اعتدائه وليست الطفلة.



الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل على الرغم من كل هذا الألم هو أننا ربما لم نكن قادرين في طفولتنا على حماية أنفسنا، ولم تكن لدينا اختيارات، ولكن الآن أنت لديك القدرة على حماية نفسك، ولديك القدرة على الاختيار، فلسنا في الحقيقة عاجزين تماماً. ربما نحتاج إلى دعم من بعض دوائر الثقة، ولعل الطبيب النفسي يكون أحد أفراد هذا الدعم. ولكن قبل ذلك، نحتاج إلى أن نتخلّص من إحساس الذنب والخزي الذي ربما يكون مسيطراً على مشاعرنا، ولعلك إذا وقفت يوماً أمام إحدى المدارس الابتدائية، وشاهدت الفتيات الصغار لأدركت كم كنت صغيرة حينها؛ فلربما يثير ذلك مزيداً من التعاطف والشفقة الداخلية على أنفسنا.
تحياتي.
آخر تعديل بتاريخ
23 يونيو 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.