صحــــتك
05 فبراير 2023

حزن كبير وعدم قبول تجاه العريس لكن أهلي مصرون عليه

حالياً تقدم شخص لخطبتي، وقد تم القبول من طرفه، ولكن أنا لم أشعر بالقبول، نصحني أهلي ومن حولي بأن القبول لا يأتي من أول مرة وأنه بمعرفة الشخص كم هو طيب وشاريكي إلى آخره..... ومش كل مرة علي كده، أنا اقتنعت بكلامهم، يمكن العيب من عندي، بس جوايا حزن وطلع في هيئة بكاء وعدم فرحة بالموضوع، أنا مش عايزة، ومش عارفة أكون محايدة عشان أقدر أقيم الشخص اللي أمامي صح، وخايفة أرفضه يكون شخص كويس وأندم من الكلام بعد كده، مش عايزه أبكي ثاني نفسي أتحكم أكتر من كده في نفسي..

عزيزتي؛

الحياة، والحياة الزوجية تحديداً، لا يمكننا أن نأخذ فيها قرارا بالشراكة في تفاصيل الحياة وتحدياتها ومسؤولياتها المعنوية والمادية دون "قبول حقيقي" لشريك الحياة! فالزواج رحلة.. تحمل من التحديات والمتعة الكثير، نحتاج فيها أن نأتنس ونشارك مشاعرنا وما نفكر فيه وعلاقاتنا الاجتماعية والتعامل مع الأولاد والعلاقة الجسدية بين الزوجين؛ لنتمكن من مواجهة تحدياتها فقط بهذه المؤازرة والقرب والحب والقبول، لذلك كان شرط الزواج الأساسي هو الإيجاب والقبول.

والقبول هو أدنى درجات الحب، وفيه على الأقل نشعر بالراحة النفسية في وجود الشريك، فإن لم يتوافر هذا الحد الأدنى يصاب الطرف الذي لا يقبل الطرف الآخر بإحساس الكآبة وعدم السعادة والخسارة، لأن كل ما ذكرته مما يقدمه الاختيار الموفق من مؤازرة وقرب ودفء نفقده! والقبول "سر" من أسرار الله سبحانه يضعه الله سبحانه في قلوب البشر، ولا يعني إطلاقاً أن أحد الطرفين سيئ، ولكن وجودهما معاً ليس أفضل شيء لهما.

وقد يكون كل منهما اختيارا جيدا جدا لآخرين، فلم يكن هناك ما يسوء أمّنا زينب بنت جحش ولا سيدنا أسامة بن زيد، حاشا لله، ولكن لم يكن بينهما قبول، ويترك لنا النبي صلى الله عليه وسلم عشرات الأحاديث ليوضح لنا تلك النقطة تحديداً، مثل الحديث "من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه"؛ فالبوصلة في هذا الحديث ليس الدين والخلق لأننا بشكل فطري لا نحب من لا دين له ولا خلق، ولكن البوصلة في كلمة "ترضون"، فما يرضيني لا يرضيك بالضرورة، لأننا مختلفون ونحمل مشاعر مختلفة ونحمل حدسا مختلفا، ولا يحوز أن نفكر في رحلة الزواج الشاقة الممتعة بطريقة "إن لم آخذ تلك النقاط المتوفرة في شخص سأخسر خيرها" أو سيعاقبنا الله بسببها!

فالقبول- كما قلت- سر من أسرار الله، لا يخضع لحسابات العقل، ولا يسيء لشخص. وليس معنى كلامي ألا نحترم العقل والأخذ بأسباب نجاح الحياة الزوجية، ولكن مع وجود الحب أو على الأقل القبول حتى تسير الحياة الزوجية بخير، وكذلك الحب دون حسابات العقل يخل بسلامة الزواج. لذا أقول لك بوضوح لا تتزوجيه يا ابنتي، وليس معنى ذلك أنه سيئ أو أنك ستعاقبين بشخص سيئ، فتزوجي ممن تتأكدين من مشاعرك نحوه وتطمئنين على نفسك معه وبحسابات تطمئنك على مستقبلكما معا، أسال الله أن يرزقك الزوج المناسب. دمت بخير.

آخر تعديل بتاريخ
05 فبراير 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.