صحــــتك
28 مايو 2023

تعرضت للإفاقة الجنسية وأنا طفلة ومازلت أعاني

أنا فتاة تعرضت لما يسمى الإفاقة الجنسية المبكرة، وكان ذلك عن طريق مشاهدة الأمور المخلّة والقراءة عن الجنس، وكان عمري آنذاك في حدود 9-12 سنة، وعمري الآن 19 سنة، بدأت وقتها ممارسة العادة السرية، وأخذت أعلّم أختي التي تصغرني سنا، ونمارس بعض الأفعال غير الجيدة، ولكن توقفت عن ذلك بعد إدراكي لمدى سوء الموضوع، وأنه محرم، وقد كان ذلك قبل أكثر من خمس سنوات، ومن ذاك الوقت أشعر بالخزي والتأنيب لما فعلته، وأنني قد أكون سببْتُ لها مشكلة نفسية.

DefaultImage

ابنتي العزيزة:

الحقيقة أنني أقف أكثر عند شعورك بالذنب عما قد حدث في الماضي، لأنه ببساطة كان يحدث دون علم بمدى سوئه كما ذكرتِ، وكثيراً ما حدثت مثل تلك الاكتشافات والإفاقات كما ذكرتِ، وتجاوز أصحابها ما مرّوا به، وهذا لا يعني أنني أقلل من أهمية حرصك على سلامة نفسية أختك والاطمئنان عليها، ولكنْ هذا يختلف تماماً عن عدم مسامحة نفسك، أو إحساسك بأنك أنتِ المسؤولة عما قد يحدث معها، فالقصة حقيقتها أنك كنت طفلة، وفي طريقك للبلوغ، والذي يميّز هذا العمر هو فورة المشاعر الجنسية، واكتشاف الرغبة، ويحتاج هذا السنّ مثلا متابعة ناضجة وحكيمة من الوالدين، يحموا بها أولادهم قدر إمكانهم مِن عدم الوقوع في تلك الأمور، وهم مسؤولون تماماً عن الحديث عن تلك المرحلة، والتوضيح لتلك المستجدات بتفهّم وتعاطف وتقدير واحترام مع أولادهم، ومساعدتهم في فهم تغييراتهم، والتكيّف معها بطرق صحية سليمة.

لذا هناك فارق ضخم بين اهتمامك بأختك جرّاء ما حدث وبين أن تقعي في فخ المسؤولية الكاملة عما قد حدث لصغر سنك، وطبيعته التي خلقها الله سبحانه فينا في تلك المرحلة، وكذلك لغياب المتابعة والمراقبة الرشيدة من الأهل، لذلك اقترح عليكِ:

  • أولاً: أن تسامحي نفسك، وأن تتذكري كل ما قلته، ومن قبلها أنّ الله سبحانه وتعالى بذاته لا يحاسبنا على ما كنّا نجهله أو نجهل تبعاته، بل ويسامحنا حين نتوب، كأننا نبدأ صفحة بيضاء جديدة تماماً، وأرشدنا للتوبة والإكثار من الحسنات لتذهب السيئات، وهذا يحتاج منك لمراجعة وتصديق كامل، فمن أصدق من الله قيلا؟
  • ثانياً: تذكّري أنّ أفضل ما توصّل إليه علماء النفس أن الوضوح والحديث فيما يكدرنا بمسؤولية وذوق واتزان هو ما يشفي أغلب جروح البشر وآلامهم النفسية، فتحدثي مع أختك بمسؤولية ووضوح، ودون شعور بالذنب غير المبرر، صارحيها أنك اكتشفت أنّ ما حدث كان خطأ، وله تبعات، وأنك تقلقين عليها من التأثر مما حدث، وأنها هي الأخرى مسؤولة عن اختياراتها مثلك تماماً.

فأنتِ بعدما عرفتِ اخترتِ ألا تفعلي ذلك مرة أخرى مهما حدث، وكذلك هي تستطيع أن تختار، وأنها إذا وجدت أنها تحتاج لمساعدة، فيمكنها الحديث مع والدتكما، وربما تساعديها في تلك الخطوة، وهي التحدث مع والدتكما، لأن ما حدث رغم صعوبة الحديث فيه ومشاعر الخجل منه إلا أن حلّه هو الجلوس بحكمة معه، لاستكشاف حقيقته كما هي، والتعرف على خطوات إصلاحه، ولا شيء غير هذا.

فأشجعك على ذلك بعد أن تأخذي وقتك في الاستعداد لذلك؛ لأن مشاعر الذنب لا تفيد الإنسان في أي شيء؛ فهي لا تُوقِف الشخص عما يريد أن يتوقف عنه، ولا تجعله يبدأ في عمل ما يريد البدء فيه، ولكن المسامحة الذاتية والمسؤولية المتزنة هي ما يغيّر، وهذا كلام علمي؛ جعْل كثيرٍ من الناس تتوقف عن مشاعر الذنب، فتمكَّنتْ من ممارسة المسؤولية الناضجة دون إفراط أو تفريط، وتغيروا بالفعل، دمتِ بخير.

آخر تعديل بتاريخ
28 مايو 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.