بطيئة في كل أعمالي حتى في الكلام
أهلا وسهلا بك يا صديقتي؛
كان من الممكن أن أركز على كتابة نقاط تدريبية لتحسين سرعة كلامك، وحركاتك، كالتسجيل الصوتي لنفسك مرات ومرات حتى تتمكني من الوصول للسرعة التي ترضيك، أو أنصح أن تمارسي رياضة تجبرك على سرعة أكثر، أو أن تتدربي مع صديقة قريبة جدا لك في حوار بينكما لتزيدي من سرعتك، وغير هذه الطرق كثير، ولكن تظل تلك الأمور معينات وأدوات لا تصمد كثيرا حتى تتمكني من علاج المشكلة الأصلية.
حقيقة مشكلتك هو عدم قبولك لنفسك ..هذه هي المشكلة، وتحكمين على نفسك بأنك بطيئة، رغم تفوقك وتخرجك من كلية عملية تحتاج لمهارات، ودأب، وذكاء، وأمانة يعجز عنها الكثيرون، ولكنك لا تزنين هذا أمام حكمك على نفسك، وأنا أعذرك في الحكم، ﻷنه وصل لك من خارجك حتما ممن حولك بعمد، أو بدونه، وتكراره جعله بصمة توصمين بها نفسك وتشوهينها.
في البداية عليكِ أن توقفي دائرة الحكم على نفسك التي تدورين في فلكها منذ سنوات طويلة، وتصدقين أن لكل منا مذاقه، ونوعية وجوده، وإضافاته لنفسه، ولمن حوله، وتؤمنين بجمال وجودك كطبيبة تضمدين ألم البشر بخلقك قبل علمك، وقبول ما يسميه الآخرون (عن جهل) بطئا كأمر يخصهم لوحدهم.
كرري بداخلك عشرات المرات يوميا بأنك تقبلين نفسك كما هي بلا شروط، وأنك تستحقين الحب، والاحترام، والقبول بلا شروط، وأنك تصدقين من خلقك حين جعلك إنسانا وأراد لك وجودا مختلفا عن الجماد، أو الحيوان، وتصديقه سبحانه هو حقيقة إيمانك بالله؛ فهو يقبلني ويقبلك بلا شروط، ويحبك ويحبني بلا شروط، فلا تعطي لرسائل الأمس تصديقا أكبر من تصديقك لمن خلقك.
كوني فخورة بتفاصيلك كما هي، ﻷنها أنت، وتعجبت حين تذكرت وأنا أقرأ رسالتك أني قرأت سابقا عن صفات نساء أهل الجنة وكان منها أنهم يتحركون، ويتكلمون بتؤدة، فلتفخري حقا بمشوارك في الحياة، وكفي عن حكمك عن نفسك الذي ينغص عليك، ولا مانع من تلك التدريبات ولكن بدون حزن لأن ما تسمينه بطئا قد تكتشفين يوما ما أنه ميزة لديك.
ودمت طيبة.