المبالغة في المشاعر ما أسبابها؟ وما الإجراءات المناسبة؟
لا أعلم حقا ما بي، أحيانا أشعر وكأني سئمت من هذا العالم، وأحيانا أخرى أشعر وكأني سأحلق من السعادة، ربما هذا طبيعي لكن المبالغة في الشعور بكل هذا تجعلني أشعر وكأني حمقاء للغاية، دائما ما أبالغ في حدوث شيء ما، لا أقصد المبالغة بالقلق، فأنا شخص لدي ثبات انفعالي جيد إلى حد ما، لكن ما يحدث بداخلي من أعاصير هذا ما يثير قلقي وفضولي، أعني هل عليّ حقا المعاناة هكذا، لا أعلم ما السبب خلف ذلك، لكن لا أريد أن أفقد طاقتي للأبد، أعلم أنني أدرس لغة لا أحبذها ولكن ها أنا أخيرا في سنة التخرج.

أختي السائلة، يسعدني أنكِ تتمتعين بالثبات الانفعالي الظاهر من الخارج، ولكن الأهم من ذلك هو قدرتك على "ملاحظة الحقيقة" التي تحدث بداخلك، مثل المبالغة في المشاعر سواء كانت سعادتك الغامرة أو الشعور بالسأم والضغوط التي قد تشعرين بها أحياناً.
أسباب المبالغة في المشاعر
الاحتمالات المتعددة لمشاعرك
من وجهة نظري، ما تتحدثين عنه من المبالغة في المشاعر له العديد من الاحتمالات، لأنك لم تشاركيننا بتفاصيل طبيعة علاقاتك، أو نشأتك، أو بيئة عملك أو دراستك، فإن هذه التفاصيل تجعل الاحتمالات كثيرة ومتنوعة. قد يكون ما تمرين به نتيجة لتقلبات هرمونية طبيعية في سنك، أو تأثيرات ما قبل الدورة الشهرية، أو حتى مشاعر تنبع من تفسيرك الخاص لما يحدث حولك أو لكِ. ربما تحتاجين فقط لمراجعة هذه المشاعر بشكل دقيق ولم تعطي لها قدراً كافياً من الاهتمام.
الاحتمالات الأخرى: الاضطراب الوجداني أو المرض النفسي
من الممكن أيضاً أن تكون هناك بعض الاضطرابات الوجدانية المرتبطة بالعوامل الوراثية أو النفسية، والتي يمكن أن تسبب تقلبات مزاجية. وفي بعض الحالات، قد تكون هذه المشاعر جزءاً من مرض نفسي يظهر على شكل أعراض مزاجية متقلبة. لكن الحمد لله أنكِ قادرة على ملاحظة ما تشعرين به، وهذا في حد ذاته خطوة إيجابية جداً نحو الفهم والتعامل مع حالتك.
في حالة ارتباط المشاعر بالدورة الشهرية
إذا اكتشفتِ أن مشاعرك مرتبطة بموعد الدورة الشهرية، أو أنها تتأثر بتصرفات معينة من أشخاص أو حتى بأحداث عالمية، فهذا قد يكون تطوراً طبيعياً في سنك، ولا يحتاج سوى للوقت. في هذه الحالة، لا داعي للقلق طالما أن هذه المشاعر تختفي أو تهدأ مع مرور الوقت.
خطوات مهمة للتخلص من المبالغة في المشاعر
الخطوة الأولى: تنظيم المشاعر ومراقبتها
لا داعي للقلق من هذه الاحتمالات في الوقت الحالي، لكن في نفس الوقت، من المهم ألا تتركي مشاعرك دون تنظيم. ما أقترحه عليكِ هو أن تراقبي ما يحدث قبل شعورك بتلك المشاعر، حتى وإن كانت لفترة بسيطة. انتبهي لمتى تختفي أو تهدأ هذه المشاعر، وهل لها علاقة بأشخاص معينين أو أحداث محددة. من المهم ألا تكوني متسرعة في الحكم، وألا تفرطي في التفكير أو تتجاهلي أيًا من التفاصيل.
الخطوة التالية: الملاحظة المستمرة
إذا لاحظتِ نمطاً معيناً يتكرر بمرور الوقت (مثلاً على مدار 6 أشهر)، وتجدين أن هذه المشاعر تتبع دورة محددة تبدأ وتنتهي بنفس الشكل، في هذه الحالة يجب أن تذهبي لمتخصص نفسي لشرح كل ما لاحظتِه، وهو سيحدد ما الذي تعانين منه.
الخطوة الثالثة: ملاحظاتك مهمة
أهم شيء يجب أن تفعليه هو الاستمرار في ملاحظة مشاعرك عن كثب وبفضول، دون أن تتركيها تزعجك أو تهملينها. هذه الملاحظات ستكون أساس اتخاذك للخطوة التالية في حال احتجتِ إلى مساعدة متخصصة.
كلمة أخيرة
أتمنى لكِ دوام الصحة والعافية، وأتمنى أن تتمكني من فهم مشاعرك بشكل أعمق وأوضح لتتمكني من اتخاذ القرارات التي تساعدك على المضي قدماً.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفحي موقع صحتك