صحــــتك
23 أبريل 2017

الصدمة النفسية وتوهم المرض

أنا تعرضت لصدمة نفسية من سنة تقريبا، وبدأت اعاني من خوف من الأمراض، وإحساس كبير بعدم الأمان برغم وقوف زوجي بجانبي إلا أنني أخاف عليه هو من الأمراض أيضا وأخاف على ابنتي كثيرا، لا ادري حقا ماذا أفعل؟ حاولت ومازلت أحاول، ولكن الحالة تعاودني كلما شعرت ببعض الأمل في التخلص منها.
الصدمة النفسية وتوهم المرض
أهلا وسهلا بك يا صديقتي،
الصدمة النفسية تترك بصمة داخل الإنسان يكتشف بسببها مواطن ضعفه، وكذلك مواطن قوته؛ فالإنسان كالكرة الأرضية التي تغلفها قشرة صلبة يتخيل أنه من صلابتها لن ينفذ منها أو يدخلها خلل، ولكن تأتي الحياة بمفاجآتها، أو تحدياتها كالبركان من كثرة الضغوط، وتبحث تلك الضغوط على أضعف جزء من القشرة لتخرج في شكل انفجارات، أو مخاوف شديدة، أو ألم؛ وحينها يتصور الشخص أنه قد أصيب بشيء جديد غير مريح لم يكن موجودا من قبل، في حين أن تلك المخاوف الشديدة قد كشفت فقط مواطن الضعف الموجودة لديك من الأساس، واكسبتك مهارات كالتركيز، والاعتناء بالصحة، وغيره.

وأقول لك: إن الخوف الزائد من المرض، والقلق المستمر من الإصابة بأمراض لك، ولمن تحبينهم يتحول لخوف مرضي، أو قلق مرضي يحتاج لتدخل نفسي إذا وجدت نفسك "تتعطلين"؛ وتجدين نفسك تكفين عن القيام بأمور تحتاجين القيام بها بسبب ذلك الخوف؛ فتتأثر مثلا واجباتك الاجتماعية، ويتأثر دورك في مهامك، ويتأثر دورك عموما في حياتك بأشكال مختلفة.

من الممكن أن أقترح عليك الكثير من المهام اليومية لعلاج مخاوفك بشكل متدرج، ولكن سنبدأ بحقيقة ما تحتاجينه بعمق شديد؛ لتتمكني بصدق من القيام بخطوات تدريجية نحو علاج مخاوفك، وسأسردها لك في شكل نقاط:

- صدقي أن المرض، والموت جزء أصيل من الحياة، ولا أنت، ولا أنا، ولا أي مخلوق يمكنه تفاديهما، أو التحكم فيهما أبدا؛ فلتقبلي محدوديتك، وعجزك تجاهما؛ ﻷن التحكم فيهما يعود لله القدير الحكيم فقط؛ فقبولك وتصديقك - لاحظي أنني لم أقل لك معرفتك، ولكن تصديقك - لهذا؛ سيجعلك تتحررين من سجون الخوف التي تملأ كيانك بلا أي جدوى.

- راجعي عدد مرات خوفك من المرض مقابل مرات حدوث المرض خلال هذا العام، ماذا تجدين؟ أليس هذا ذا معنى حقيقي على أرض الواقع؟

- الخوف من المرض لدى أشخاص قليلين يكون هاجسا قويا لدرجة تجعلهم يتواصلون مع أطباء لاستشارتهم حين تصبح المخاوف من عدة أمراض جسمانية متنوعة؛ فهنا يصبح الشخص مصابا بوسواس المرض، أما لو كان الخوف يخص مرضا واحدا فقط بعينه ولا توجد أية مشكلات نفسية أخرى فنحن هنا أمام فوبيا - رهاب - المرض، وفوبيا المرض يختلف عن كل أنواع الرهاب الأخرى لصعوبة الهرب منه؛ لأن المشكلة التي يخاف منها موجودة داخل جسده؛ فلا يتمكن الشخص من الهرب منها عكس الأشخاص الذين يخافون من القطط، أو ركوب المواصلات... إلخ، وفي رسالتك لم تحددي ذلك.. ولكن ما قلته لك سيفيدك.

- الاستمرار الدائم في طلب الطمأنة لدى الشخص الذي يخاف من المرض، أو لديه هواجس قوية يشبه لحد كبير الإدمان؛ فالشخص يطلب الطمأنة فيقل لديه القلق بشكل مؤقت، ولكن التوتر يتراكم بسرعة بداخله؛ فيحتاج ﻹعادة الطمأنة خلال أسابيع، أو أيام، وأحيانا ساعات ودقائق؛ وتصبح الفترات البينية لطلب الطمأنة أقل بمرور الوقت، وهذا يشبه المدمنين الذين يتعرضون لأعراض الانسحاب حين يتوقفون عن التعاطي وهكذا.. فهل ستختارين ذلك؟

- الخوف من الألم في حقيقته أكثر وطأة من الألم الذي تخافين منه فعليا، وهذا سيعرضك لمزيد من القلق، بأعراضه النفسية، والجسدية.

- جزء من أدوات الحل تعرضك المتدرج المستمر لمواضيع تتعلق بالمرض كمقالات، وصور، عن الأمراض، لتتحولي من الجزع للضجر منها مثلا، ولكنك بمرور الوقت ستكتشفين فرقا قد حدث بداخلك.

- التوقف عن طلب الطمأنة بصورة، أو بأخرى هو أساس العلاج، ويطرد الفكرة بمرور الوقت؛ "فتحمل الإحساس بعدم الراحة" هو أداة في غاية الأهمية للوصول لأول نقطة كتبتها لك.. أعلم جيدا صعوبة ما أقوله، ولكن ستختلفين كثيرا جدا إن اتبعت ما أقترحته عليك.. دمت بخير.


اقرأي أيضا:
توهم المرض.. معاناة مستمرة (ملف)

استشارات ذات صلة:
أخاف الموت وأتوهم المرض.. ما الحل؟
ضياع وخزي وتوهم المرض.. أنا ضحية
الخوف الشديد من الموت ومن المرض

آخر تعديل بتاريخ
23 أبريل 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.