الشعور بعدم واقعية الحياة هل يستوجب العلاج؟
قبل سنة ونصف تقريبًا تخرجت وكنت أغلب وقتي في البيت، ويمكن بسبب ضغط نفسي وجلد ذات وأفكار غير منطقية فجأة جاءتني فكرة أن الدنيا غير حقيقية وأني أعيش بوهم، والعالم وأهلي وأصدقائي كلهم وهْم وخيال، بحثت في الإنترنت وسألت واستفسرت، وتحسنت بعد فترة بنسبة 70%، ولكن أحيانا تراودني الفكرة مرة أخرى، ما الحل؟

الأخت الكريمة، الشعور بعدم واقعية الحياة من الممكن أن يحدث في أحوال عديدة ومختلفة.
نصائح عند الشعور بعدم واقعية الحياة
والنصيحة الأساسية لك في حال الشعور بعدم واقعية الحياة هي كالآتي:
- لا تنشغلي بالبحث في أسباب هذه الأعراض ولا أشكالها وأحوالها، ولا تقرئي حتى عنها، فإن الاهتمام بالمشكلة يزيدها.
- أوقفي التفكير في المشكلة عندما تأتيك أفكار عنها، وذلك بالانشغال بأي أمر آخر حين ورود هذه الأفكار.
- أشغلي وقتك كثيرا، بالدراسة والعمل والعبادة وأعمال المنزل وغيرها، وحبذا لو أشغلتِه بالجلوس كثيرًا مع الناس.
- اطردي الخوف من حضور هذه الحالة. لقد حدثت لك هذه الحالة قبل ذلك مرات، فليس هناك داعٍ للخوف منها إذا أتت مرة أخرى. خوفك منها يزيد من نسب تكرارها.
- لا تضخمي الأمر إذا لم تكن لديك أعراض غير المذكورة في السؤال، مارسي حياتك وأشغلي وقتك وذهنك.
الشعور بعدم واقعية الحياة أو اضطراب الانفصال عن الواقع
اضطراب تبدد الشخصية والشعور بعدم واقعية الحياة والانفصال عن الواقع Depersonalization-derealization disorder يصيب المريض بشعور متكرر أو مستمرّ بأنه يراقب نفسه من خارج جسمه، أو يشعر بأنّ الأشياء المحيطة به ليست حقيقية، أو يشعر بكلا الأمرين مع الشعور بعدم واقعية الحياة، وهذا الشعور مزعج للغاية؛ إذ قد يشعر بأنه يعيش في حلم.
ويمرّ كثير من الأشخاص بتجربة تبدد الشخصية أو الشعور بعدم واقعية الحياة أو الانفصال عن الواقع في نقطةٍ زمنيةٍ معينة، ولكن حين يأتي هذا الشعور مرارًا وتكرارًا أو حين لا يختفي بالكامل، فتعدّ الحالة اضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع، ويحدث هذا الاضطراب بصورةٍ أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين مروا بصدماتٍ في حياتهم.
كيف نحافظ على الصحة النفسية؟
إنه سؤال في غاية الأهمية، إن كان المريض طفلًا أو مراهقًا، أو حتى راشدًا، لا بد من الاهتمام بالصحة النفسية. لذلك يجب علينا اتباع رعاية نفسية لذواتنا، من خلال الرياضة مثل اليوغا، ويجب أن يكون لدينا يوم لأنفسنا، مع اتباع نظام غذائي صحي، ووجود روابط اجتماعية مترابطة ببعضها، وإن كانت أكثر الحالات النفسية بسبب الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية، لذلك يتعرض المريض لهشاشة نفسية، وهو بحاجة للدعم النفسي المستمر، وهذه أهم الأمور، خصوصاً ونحن أشخاص عُصابيون، يعني أننا نعاني من درجات من القلق، وهذا كله متعلق بالتربية من عمر صفر إلى عمر الحادي عشر، فمن يتربى تربية صحية بالحب والأمان والرعاية والاحتواء، فستكون حدة الصدمة لديه أخف عند تعرّضه لها.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفح موقع صحتك