الحكة الشرجية والرغبة في إدخال أشياء في الشرج وما الأسباب؟
فتحة الشرج لدي مفتوحة لسبب نفسي (غريزي ذاتي)، وبعد فترة من الزمن أصبحت لدي حكة شرجية غير إرادية وتنتابني موجات تضطرني إلى حقن فتحة الشرج كما فعلت سابقاً بشيء لا يجرح، كالإصبع أو حنفية الحمام (الدوش)، عندها أرتاح. وهذه الموجات تشبه الكهرباء، والحكة الشرجية متلازمة معها. ما السبب، وما العلاج، وما الوقاية؟ دمتم في حفظ الله.
أخي السائل، يشعر بعض الأشخاص بأعراض جسدية محرجة يصعب البوح بها، مثل الحكة الشرجية، لكن استمرارها يحتّم عليهم البحث عن إجابة أو علاج. من بين هذه الأعراض ما يرتبط بمنطقة الشرج، كالحكة المستمرة أو الإحساس بموجات غير مريحة تدفع الشخص لتصرفات قهرية بغرض التخلص من التوتر أو الشعور بالارتياح. وبينما تبدو هذه التصرفات في ظاهرها غريبة أو غير معتادة، إلا أن فهم خلفياتها الطبية والنفسية يمكن أن يكون بداية لحل حقيقي ومستدام.
الحكة الشرجية ومتى تصبح الحكة والضغط النفسي سلوكًا قهريًا؟
في بعض الحالات، يشعر الشخص بحكة مستمرة في فتحة الشرج تتزامن مع ما يشبه "موجات كهربائية" تدفعه إلى إدخال شيء ما، كالإصبع أو الماء أو أداة ناعمة، لتخفيف التوتر والراحة المؤقتة. ومع تكرار هذا السلوك، قد يصبح عادة لا إرادية، ويختلط فيها الجسدي بالنفسي، ويصعب التفرقة بين ما هو عضوي وما هو سلوكي أو غريزي.
هل سبب الحكة الشرجية عضوي أم نفسي؟ كيف نفرّق؟
الخطوة الأولى في فهم هذه الحالة تبدأ من استبعاد الأسباب العضوية. فمن الممكن أن تكون هناك مشاكل في منطقة الشرج أو المستقيم مثل:
-
وجود ديدان معوية تسبب الحكة الليلية
-
التهابات جلدية حول فتحة الشرج
-
شروخ أو بواسير داخلية أو خارجية
-
ضعف أو اضطراب في العضلات المحيطة بالشرج
هذه الأسباب لا يمكن تحديدها بدقة إلا من خلال فحص سريري لدى طبيب مختص في أمراض الجهاز الهضمي أو الجراحة العامة. وعند التأكد من خلو المريض من هذه المشاكل، يصبح التفكير في الأسباب النفسية ضروريًا.
السلوك القهري والدوافع النفسية الخفية
عندما لا نجد سببًا عضويًا واضحًا لمثل عرض الحكة الشرجية نتحول إلى الاحتمالات النفسية. السلوك المتكرر الذي يصفه الشخص – من إدخال شيء في فتحة الشرج لتخفيف شعور داخلي – قد يكون:
-
فعلًا قهريًا مرتبطًا بأفكار وسواسية
-
وسيلة لا شعورية لتفريغ توتر أو ضغط نفسي
-
سلوكًا مرتبطًا بميول جنسية غير مفهومة أو مشوشة عند الشخص نفسه
وهنا نؤكد أن مثل هذه الدوافع لا تعني انحرافًا أو خطأ أخلاقيًا، بل هي إشارات إلى وجود اضطراب نفسي بحاجة للفهم والعلاج. فالكثير من الاضطرابات النفسية تظهر على شكل سلوكيات جسدية متكررة وقهرية، يصعب على الشخص السيطرة عليها دون مساعدة مختص.
ما الحل؟ خطوات التعامل مع الحكة الشرجية
-
البدء بالفحص العضوي: زيارة طبيب مختص بأمراض الجهاز الهضمي أمر ضروري لاستبعاد الأسباب الجسدية الملموسة.
-
التحوّل للدعم النفسي عند الحاجة: إذا لم يُعثر على سبب عضوي، ينصح باللجوء إلى طبيب أو معالج نفسي لمساعدتك على فهم دوافعك النفسية، سواء كانت أفكارًا وسواسية، أو توترًا متراكمًا، أو اضطرابًا في طريقة التعبير عن المشاعر.
-
التوقف عن الممارسات المؤقتة: مثل استخدام الإصبع أو أدوات الحمام، لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات مثل التهابات أو تمزقات، وحتى لو كانت لا تسبب ألمًا مباشرًا، إلا أنها ليست حلًا طويل الأمد.
-
تتبع الأعراض والمحفزات: من المفيد كتابة ملاحظات يومية عن وقت حدوث الأعراض مثل: "ما الذي يسبقها، ما الذي يخففها، هل تزداد مع التوتر؟ هل تختفي أثناء الانشغال؟" هذا قد يساعد الطبيب في فهم السياق النفسي.
كلمة أخيرة
قد يبدو الحديث عن هذه الأعراض محرجًا، لكن ما تمر به له تفسير طبي ونفسي، ولا يستدعي الشعور بالذنب أو العيب. الأهم هو أن تبدأ بخطوة واضحة نحو التشخيص السليم. زيارة طبيب الجهاز الهضمي هي البداية الآمنة، وإن لم يكن هناك سبب عضوي، فإن العلاج النفسي سيكون له دور محوري في مساعدتك على تجاوز هذه الحالة.
العلاج ممكن، والفهم هو أول خطوات التعافي. لا تتردد في طلب الدعم، فالصحة النفسية والجسدية وجهتان لراحة الإنسان واستقراره.
للمزيد من المعلومات حول مشكتك تصفح موقع صحتك