البنت وحيدة والوالد متحرش.. فقدان الأمان
دكتور أنا أبلغ من العمر ٢٤ عاماً، وليس لدي أي إخوة أو أخوات، حينما كنت صغيرة كان والدي دائماً يتحرش بي، واعتدى علي عدة مرات، ولكن علاقات غير كاملة، أخبرت والدتي حينما كنت في الثانوية، ومنعته يقترب مني، ولم يعتدِ علي من حينها، ولكن إحساسي بالأمان انتهي، وأصبحت دائما أخاف منه، وأمس حاول مرة أخرى التحرش بي بطريقة غير مباشرة. أنا غير متزوجة، فأشعر دائما بفقدان الأمان، أب غير أمين علي وأم لا تفعل معه شيئاً، ولا إخوة استنجد بهم، ولا زوج أعيش معه في بيئة آمنة بعيدة عن والدي، أصبحت أفكر أن الله ظالم وأسأله كثيرا لماذا يظلمني كل ذلك الظلم؟ لدرجه أني والعياذ بالله أقترب من الإلحاد، أرجوك ساعدني يا دكتور، ولا تطلب مني التوجه إلى دكتور نفسي لأني مادياً غير مؤهلة.
أختي العزيزة..
أشكرك على ثقتك.. وعلى شجاعتك..
تألمت جداً مع كل كلمة قرأتها من رسالتك، التي شعرت فيها بصدقك، وألمك، وقلة حيلتك.. فأنت فى وضع صعب ومعقد للغاية، وأكثر ما تحتاجين إليه الآن هو التصديق، والحماية.. وسأفعل كل ما في وسعي لمساعدتك..
لا يجب أن تبقي مع والدك (غير السوي) في نفس المكان ساعة واحدة أخرى، عليك فوراً السعي نحو ذلك، وسأخبرك ببعض الاقتراحات:
- ليس لديك إخوة، ولا تقوم والدتك بحمايتك. لكن لديك بالتأكيد أخوال وأعمام.. توجهي لأحدهم وقصي عليه قصتك، واطلبي منه التدخل الحاسم.. الآن.
- اتصلي فوراً بمكتب شكاوى المرأة التابع للمجلس القومي للمرأة (رقمه المباشر 15115)، وأثق أنهم سيقفون إلى جانبك من البداية للنهاية.
- بالتنسيق مع مكتب شكاوى المرأة، استعيني بمحام (أو محامية) لعمل بلاغ رسمي وقانوني ضد هذا الوالد المجرم، الذي سيخضع للعقاب، أو للعلاج، أو لكليهما، وصدقيني، فإن هذه البلاغات تؤخذ بمنتهى الجدية، لدفع الأذى الواقع عليك بكل سرعة.
ولا تتصوري يا صديقتي للحظة واحدة أن في هذا أي عقوق لوالدك من جانبك، ولا تشعري بالذنب تجاهه للحظة واحدة.. فمن حقه عليك، ومن حقك على نفسك أن تدفعي أذاه عنك، وترفعي ظلمه لك، وسيكون هذا هو البر الحقيقي به، والتصرف السليم معه. ولو لم تفعلي ذلك، فستكونين مقصرة في حق نفسك، ومسؤولة أمام الله عنها.
أما بخصوص العلاج النفسي، فأنت تحتاجين له بالطبع، للتعامل مع الأثر النفسي السيئ الذي ترتب على تعرضك لهذه الخبرة الصعبة والمؤلمة، والتي ربما تتسبب في الكثير من الأعراض أو الأمراض النفسية الآن أو لاحقاً.. ويشرفني أن توافقي على استقبالي لك في عيادتي الخاصة دون أي مقابل، والبدء في رحلة علاجية نفسية مهما كانت مدتها، حتى تمام تعافيك إن شاء الله.
لا تنتظري أكثر من ذلك.. وتحركي الآن..
في انتظارك..
اقرئي أيضاً:
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟
دليلك الشامل للتوعية الجنسية لطفلك
الإساءة إلى الأطفال.. إحصاءات مرعبة
صور وأشكال إساءة معاملة الأطفال
الاعتداء على الأطفال.. أشكاله وتبعاته
الاغتصاب في الصغر.. العذرية في ذيل الأولويات
