الاكتئاب والعزلة الاجتماعية كيف يمكنني التعامل معهما؟
أعاني من اكتئاب منذ حوالي شهرين، أصبحت أشعر أنه لا معنى للحياة، عدم القدرة على أداء المهام اليومية، أشعر بالكسل والخمول واليأس، أصبحت تراودني أفكار سلبية كثيرة، حتى الشهية فقدتها، أصبحت منعزلا في غرفتي لا أطيق الخروج من المنزل والرهاب الاجتماعي.
أخي السائل، ما تمر به يبدو مثل أعراض الاكتئاب الحاد، وقد تؤثر هذه الأعراض بشكل كبير على حياتك اليومية والعلاقات والأنشطة. من المهم أن تتعرف على ذلك في وقت مبكر لأن الاكتئاب قابل للعلاج بشكل كبير إذا تم التعامل معه بطريقة صحيحة.
تشخيص الاكتئاب
إذا ظهرت عليك أعراض الاكتئاب وذهبت إلى الطبيب العام، فقد يستغرق الحصول على التشخيص الصحيح وإيجاد علاج مناسب لك خطوات عدة، وقد يتطلب ذلك خبرة أكثر من طبيب متخصص والاستعانة بآراء مختلفة. قبل إجراء أي اختبارات دم سيرغب الطبيب العام في طرح الأسئلة ومعرفة المزيد عن حالتك الصحية العامة، وهذا يعني أن الطبيب العام سيسألك عن أعراضك ويبحث عن علامات بارزة في صحتك العامة، ويشير إلى تاريخك الطبي السابق، كما سيسألك أيضًا عن التاريخ الصحي لعائلتك، بما في ذلك الصحة العقلية والنفسية.
اعتمادًا على نتائج فحوصات الدم، قد تكون الخطوة التالية هي الحصول على إحالة إلى نوع آخر من الأطباء، مثل طبيب نفسي أو مركز علاج نفسي. يمكن للأطباء المتخصصين في مجال الصحة العقلية تأكيد تشخيص الاكتئاب من خلال التمييز بينه وبين الحالات النفسية الأخرى، مثل الاضطراب الثنائي القطب واضطرابات القلق واضطراب الوسواس القهري (OCD).
نصائح للتغلب على الاكتئاب والعزلة الاجتماعية
- إن التعرف إلى الاكتئاب قد يمنحك القوة ويحفزك على الالتزام بخطة العلاج، كما يمكن أن يفيدك أنت وغيرك من المقربين التعرف إلى الاكتئاب الذي تعاني منه وفهم أنها حالة يمكن علاجها.
- تشجع على التواصل مع الآخرين وتحدث معهم حول التغييرات، اجعل بالبيئة المحيطة تمكّنك من مشاركة المخاوف.
- تعاون مع الطبيب أو المعالج الخاص بك للتعرف إلى ما قد يثير أعراض الاكتئاب، وضع خطة حتى تعلم أنت ما يجب القيام به إذا تفاقمت الأعراض، واطلب من أفراد العائلة أو الأصدقاء المساعدة في مراقبة ظهور علامات تحذيرية.
- تأكد من أن تنتهج عادات صحية، مثلًا، يمكن أن يساعد النشاط البدني الخفيف في تقليل أعراض الاكتئاب، كما أن النوم بشكل جيد مهم لجميع المراهقين، وخاصة من يعانون من الاكتئاب، وإذا كنت تجد صعوبة في النوم، فاطلب من الطبيب النصيحة.
- تجنب تناول الكحوليات والعقاقير الأخرى، فقد تشعر بأنها تقلل من أعراض الاكتئاب، ولكنها تؤدي إلى تفاقم الأعراض على المدى الطويل وتجعل علاج الاكتئاب أصعب.
- تشجع على تكوين صداقات جيدة والحفاظ عليها، إذ يمكن أن تساعد العلاقات الإيجابية في تعزيز ثقتك بنفسك والبقاء على تواصل مع الآخرين. تجنب تكوين علاقات مع الأشخاص الذين يمكن أن تؤدي مواقفهم أو سلوكياتهم إلى تفاقم الاكتئاب. قد يتردد المراهقون في طلب الدعم عندما تبدو الحياة مرهقة، لذلك، تشجع على التحدث إلى أحد أفراد العائلة، أو غيرهم من الكبار الذين تثق بهم كلما احتجت إلى ذلك.
- تشجع على اختيار الواجبات والالتزامات بعناية، ووضع أهداف معقولة. واسمح لنفسك بمعرفة أنه لا بأس من القيام بعمل أقل عندما تشعر بالاكتئاب.
- تناول وجبات صحية ومنتظمة، ومارس الرياضة بانتظام، واحصل على قسط كافٍ من النوم.
كلمة أخيرة
الحزن واليأس أحيانًا يمكن أن نصفه بالاكتئاب، ولكنه أمر عرَضي وليس أمرًا دائمًا، ويكون إثر مشكلات تعاني منها هذه الفترة، ولكنها ستنقضي، قم باستشارة أحد الأشخاص الموثوقين وإخباره بما تمر به حاليًا لعله يساعدك في حل مشكلتك، وإلا فأنصحك بالذهاب لاستشارة الطبيب المختص بالحالات النفسية لعرض مشكلتك عليه ليقوم بالفحوصات والعلاجات اللازمة لك، لتتماثل بالشفاء التام. متمنين لك دوام العافية.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفح موقع صحتك
