صحــــتك
19 يوليو 2019

الاحتياجات النفسية.. كيف وأين أحصل عليها؟

الفتره الحاليه بحس إني أنا مش مهمه في حياة أي حد، ومش موجودة وفي رغبه داخلية عندي اني أتشاف وأتقبل، ولما بطلب ده من كل اللي حواليا بيحسسوني إني مكبره الموضوع، ومفيش حاجه مستاهلة، بس أنا فعلاً عايزه أحس إن حد مهتم بيا، ومحتاجة أحس بكده فعلاً لأن نفسيتي واعصابي تعبوا لأن الاحتياج ده مش مشبع بشكل كافي.. بس الفتره الحاليه بيزيد، وكل اللي حواليا بحسهم بيبعدو، ومعنديش أي حد أشاركه اهتماماتي، ومش عارفه أعمل إيه؟ أو أطلب ده إزاي من غير ما يبان علي إني ضعيفه، ومن غير ما حد يستغل احتياجي ده، حاسه إن وجودي ملهوش أهميه ولا أي فايدة، وإن محدش منتبه لي ولا واخد باله مني.. ولولا إني مؤمنه بربنا كان ممكن يجيلي أفكار انتحاريه بسبب إن وجودي ملهوش لازمة
الاحتياجات النفسية.. كيف وأين أحصل عليها؟
أهلا بك يا مريم وسهلاً،
رغم سعادتي بأنك تعرفين حقوقك كإنسانة في القبول، والاهتمام، و"الشَوَفَان"؛ إلا أن هناك فارقاً كبيراً بين أن نعرف، وأن "ندرك حقيقة ما نعرفه ونمارسه"؛ فأنت تطلبين ذلك من كل من حولك؛ ولكن الحقيقة أن احتياجاتنا أولا تنبع من حقيقة تصديقنا لها، وأنها فعلاً حق مشروع لنا، فهذا وحده حين يحدث بصدق نتصرف تصرفات غير ما كنا نتصرفها حين كنا لا نصدق أننا نستحق، وهذا يجعل التسول النفسي، أو الشجار، أو المعاناة تقل ولا تزيد، وتجعلنا نفرق بين حقوقنا بين الناس بشكل عام، وحقوقنا التي نأخذها من ناس معينة في حياتنا كالاهتمام، والرعاية، والشَوَفَان.



فالاحترام والقبول مثلا حق كل إنسان على الإنسان سواء في دائرة معرفته الضيقة أو البعيدة حتى مع وجود اختلافات ضخمة كالدين، أو العرق، أو الجنس، أو الثقافة... إلخ، ولن نحصل عليه بأن نطلبه، ولكن نحصل عليه بصدق حين نقبل أنفسنا أولا كلها كما هي بما نراه من مساحات تحتاج مراجعة وجهدا فلن يقبلنا شخص، ولن نقبل شخصا أن لم نقبل نحن أنفسنا أولا فعلاً.

أما الاحتياجات الأخرى كالحب، والاهتمام... إلخ فهي حقوقنا بالأساس من والدينا تحديداً، وكلما ابتعدت عن أخذ تلك الحقوق منهما؛ كلما كان الحصول عليها أكثر جهداً في العلاقات الأخرى؛ لأنها ستحتاج قبولا وتبادلا وتكافؤا نفسيا، وعدم حكم وثقة، وغيره؛ لنتمكن من أخذها برضا وإشباع.

ولا تتصوري أن تلك العلاقات ستكون صعبة أو الحصول عليها سيكون صعبا، ولكن هي ببساطة أن تبدئي بنفسك أولاً؛ فكلما مارست قبولك وحبك وثقتك بنفسك؛ كلما أعطاك من حولك نفس تلك الأمور.



يبقى أن أقف عند ما قلته عن الأفكار الانتحارية التي توقفينها بسبب إيمانك بالله تعالى، ولأن تلك الأفكار قد تشير لوجود درجه انفعال نفسي لا يصل لها الإنسان السوي حتى لو كانت مجرد فكرة؛ فأرجو ان تتابعي مع متخصص إن كانت فعلا تراودك، أو تجدين عندك اندفاعات أخرى في مساحات أخرى.

وأخيرا.. الحياة ليست جولة، ولكنها رحلة نتعلم ونتدرب فيها لنحقق ما نتمناه، وخلال تلك الرحلة سنجد أمورا صعبة، كلما كنا أكثر شجاعة في التعامل معها كلما مررنا فيها بنجاح وثقة، ولا يوجد شخص ولا شيء في الحياة يستحق أن نقتل أنفسنا بسببه؛ فالانتحار مشكلة حياة وليست مشكلة موت يا ابنتي، واستخدمي مهاراتك الدراسية، أو الحركية، أو التطوعية؛ لخلق مناخ تجدين فيه نفسك، وتزداد قيمتك الموجودة بالأساس.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
19 يوليو 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.