اعيش خلافات مع أهلي بسبب تناقض الطباع والعادات
أنا مطلقة وأعيش عند أهلي لكني أختلف عن أهلي بطباع وعادات كثيرة يشهد بذلك ناس كثير يعرفوني وهذا سبب أكثر مشاكلي مع أهلي ودائماً يقولون أنتي على خطأ معللين مش معقول كلنا خطأ وأنتي صح أنتي لم تتصالحي مع أحد وهذا الكلام جعلني أشعر بأني فعلاً على خطأ وأنهم يكرهوني مع أن من يعرفني من غير أهلي يشهد لي بالعكس ويحبونني كثيرا كل هذا التناقض اتعبني لم أعد أعرف من الصح فينا وهل أهلي يحبوني أم يكرهوني أشعر بحيرة كبيره وألم كبير وحزن أكبر
أهلا وسهلا بكِ عزيزتي، واسأل الله أن يخفف عنكِ هذا الحزن وهذا الألم، وبعد..
افتقدت تفاصيل مهمة تساعدني أن أرى معك حقيقة ما يحدث مع أهلك، فهناك شخص يختلف فعلاً عن كل أفراد أسرته ويكون هو الأكثر نضوجاً واتزاناً في تفكيره وتصرفاته وقراراته، وهناك شخص يختلف عن أفراد أسرته وتكون المشكلة لديه ولا يرى هذا أبداً ويعاني من كونه غير مفهوم ويتصور أنهم جميعاً ضده، وهناك شخص يتصرف بنضوج واتزان في دوائر علاقاته الخارجية؛ لذا هو فيها محبوب ومُقَدَّر ؛إلا العلاقات القريبة، وهنا القرب قرباً نفسياً سواء أدرك واعترف بتأثيرها أم لا، فيكون في حالة من عدم الراحة أو الاتزان مع أفراد أسرته أو أصدقاء بعينهم، وتظل تلك الدائرة الجهنمية لا تنكسر حتى يحدث التغيير...
لذا أرى أن انفصالك عن زوجك أمر من المهم أن تقفي عنده وتراجعي ما حدث فيه؛ لأنه بداية التغيير ولتكتشفي الأسباب التي ساهمت أنت في حدوثها وكانت سببا في الفراق؛ لأننا وجدنا أن أثر الطفولة وما ترتب عليها من طريقة تفكير وفهم لأنفسنا والآخرين والحياة تأتي بقوة في علاقة الزواج؛ لأنها علاقة قريبة! فقد تُحَمَّل بأعباء لا تخص العلاقة في حد ذاتها ولكنها تحمل ظلال أثر "ما كان" وتؤثر فيها، وقد تكون الأسباب التي اقترحت عليك مراجعتها تكون مثلاً.. أنك تحملت زيادة عن المقبول، أو صمتِّ عن حقك، أو ثمة خوف لديك عطلك ،ألخ، فالمهم أن تتعرفي بصدق وقرب حقيقي محايد قدر إمكانك على تلك الأسباب؛ لأنها مفتاح مهم لمعرفة إجابات عن أسئلتك تجاه نفسك وأهلك وعلاقاتك، وأعلم أنها مهمة ليست سهلة، فإن أحببت أن تقومي بتلك المهمة بشكل مهني متخصص يساعدك على اكتشاف نفسك وطريقة تفكيرك واختياراتك، الخ فأنا أشجعك عليها.
