صحــــتك
12 مايو 2017

ابن السنتين عصبي جدّاً

لو سمحت، أنا ابني عنده سنة وشهر، وهو عصبي جداً، ودائماً عايز الاهتمام كله يبقى ليه، وأنا حامل في آخر السادس، ولما أولد هيكون عنده سنة و4 شهور، أنا خايفة من رد فعله جداً، ومش عارفه أتصرف معاه أزاي بعد الولادة، وأنا هجيب بنوتة وخايفة أنها تتطبع بطبعه، وتبقى عصبية زيه.
DefaultImage
أهلاً وسهلاً بك صغيرتي؛
أرجو أن يتسع صدرك لما سأقوله؛ حتى تتمكني من وضع أسس سليمة في علاقتك مع أولادك؛ فالطفل ذو العام الواحد حين يكون عصبياً جداً، ويريد الاهتمام كله له، وتخافين من تصرفاته، وتخافين على" بنوتتك" أن تقلده كما تحدثتي؛ فهذا ينبئ أنه يتألم نفسياً ألماً لا تدركينه بالشكل الكافي، وأنك لا تتعاملين مع ألمه هذا بشكل صحي يا ابنتي.

ولقد أثبتت الدراسات في معظمها وجود نسبة تخص الوراثة من الوالدين أو أحدهما في مساحات القلق والتوتر، خاصة حينما ينتج عنهما عصبية وعنف، ولكن يبقى المناخ الذي يحيط بالطفل هو ميزان ضبط الطفل، حتى وإن كان وارثاً لجزء القلق.

فالتناغم بين الوالدين في البيت سيكون له أثر، وقبولك له، وقبول أمومتك بمتطلباتها، وحبك لتقديم تلك المتطلبات على شقائها، سيصل له حتماً قبولاً، وحباً، يساعده على قبول نفسه، وهدوئه.

وإعجابك وانتباهك له، والإشادة به لفظاً واحتضاناً، ونظرتك له بإعجاب، وحب سيفرق كثيراً. وخفض جرعة النقد، والعقاب، ووقف نظرة الهم، والغم تجاه تصرفاته؛ ستجعله يتخلى عن مشكلاته المفتعله لأنه سيرتوي باهتمامك.

نضوجك النفسي سيجعلك تتفهمين خصائص مرحلته، وتطوراتها، واحتياجاتها؛ مما سيمكنك من خفض مستوى غيرته وقلقه حين تدركين أنك تمثلين له العالم كله؛ فقبولك، وحبك غير المشروط - أن يكف عن الضوضاء مثلاً، أو أن يطيع كل الكلام، أو أن يصمت، أو أن يرضخ- له سيجعله يثق في نفسه، وفي الناس يا ابنتي؛ لأنك أنت بوابته للعالم من بعد ذلك، فلتقبليه يا ابنتي، ولتعطيه حبك، واهتمامك الصادق؛ فالاهتمام المفبرك لا يصل ولا يتعدى مساحة جهد شاق مهدر، وسامحيني، إن قلت لك إنني أرى في عياداتنا شباباً، وفتيات يتألمون في علاقاتهم مع أنفسهم، ومع الآخرين؛ ويقعون في دوامات من العلاقات المزمنة، والكره للذات، وفقدان الثقة، وتشوه صورة الأنثى، أو الرجل بداخلهم، وأمراض نفسية كثيرة؛ فقط لعدم حصولهم على الحب، والقبول غير المشروط من والديهم، ولا أقصد أبداً أن أقلقك، أو أخيفك، ولا أقصد كذلك أن تتركيه بلا رقابة، وبلا تهذيب، ولكن أقصد أن تعي مدى أهمية وأثر قبولك، وعطائك للاهتمام والرعاية النفسية لولدك، وأن يصله كم الحب أكبر بكثير من كم التعليمات، والعقاب، وأقدر جداً صغر سنك مع وجود طفلين صغيرين جداً، هكذا في نفس الوقت، ولكن أولادنا لا ذنب لهم في اختياراتنا، ولا تبخلي على نفسك بالتعلم، والتطور في التربية لتهنئي بقبولهم، وحبهم لك حين تحتاجين أنت لهم، دمت أماً مسؤولة ناضجة جميلة.

اقرئي أيضاً:
الأطفال والطلاق.. مساعدة الأطفال بعد الانفصال
التعلق الانفعالي عند الطفل.. العائلة السبب
الآخر الذي بداخلك.. وقاية وعلاج
طفلي لا ينام وحيداً.. اليكِ الحل

آخر تعديل بتاريخ
12 مايو 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.