صحــــتك
11 أبريل 2023

إساءات وضرب وتحرش جنسي.. طفولتي معاناة

عانيت وأنا صغيرة من الإساءات والضرب والمقارنات والتحرش الجنسي من شخص قريب، أدمنت فى سن صغير العادة السرية وفشلت في الثانوية العامة، دخلت معهد وعشت سنيين في اكتئاب وإدمان، حاليا أتعافى لكن عندي غضب تجاه الله والأقدار دائما، وأسأل لماذا أنا تدمرت، ربنا لا يحبني، أشعر أني تعرضت للإهمال والخذلان من الله ومن أهلي، فما الحل؟

ترفض الزواج نتيجة اعتداءات جنسية في الطفولة

ابنتي العزيزة:

هوّني عليكِ، فغضبك الظاهر تجاه كل ما حدث هو جزء منك يشعر بك، ويتأثر بما يحدث لكِ ويعبر عن رفضه بما تشعرينه من ألم وعدم سيطرة على نفسك ومجريات الحياة معك، وهذا أول ما أريدك أن تلاحظيه؛ وهو أنك لست كلك هذا الغضب الشديد، ولكنه جزء منك ينفعل حين يرى أو يستنتج ما تشعرين به من مشاعر ليست سهلة، فأنتِ لست الغضب، ولكن الغضب جزء منك ثائر لأجلك ويخاف عليكِ ويمكنك التعامل معه حين تقدرين سبب تأثره الذي هو من أجلك.

والدليل على أنه مجرد جزء فقط- مهم- أن لديك جزء منك آخر يحبك ويريد أن يساعدك، فهو من يشجعك على التعافي من الإدمان، ويرسل لنا تلك الرسالة للمساعدة والتنفيس، ولديك جزء يفكر فيما حدث ويربط الأحداث بالنتائج والكثير من الأجزاء التي بداخلك، وما أحدثك عنه هو نظرية علمية نفسية كبيرة تعالج الكثير من الناس، اسمها العلاج بنظام العائلة الداخلي (IFS).

ووجدنا أن هذه الطريقة في العلاج سهلة وبسيطة، ويتمكن الشخص من استيعابها بسهولة لأنها قريبة جدا من الفطرة؛ فتجدي نفسك مثلاً أحياناً تقولين "حتة مني مش مرتاحة/ حتة مني بتقولي لاء/الخ "، لذا فكونك تُدركين أن الغضب الذي يشتد هذا مجرد جزء وليس أنت كلك يمكنك من التعامل معه برفق وتعاطف، ولا تتركيه هو من يقود تصرفاتك مع نفسك أو الآخرين، وهذه هي النقطة الثانية، وهي أن تتمكني من رؤية "الاختيار"، فنحن نختار طول الوقت حتى في الأمور التي لا يد لنا فيها، مثل اختيار الأب والأم مثلا؛ فهي أقدار تماما.

ولكننا لا نزال نختار كيف سنتعامل معهما بما نريده؛ فترك كل ما يؤذينا على حاله؛ اعتماداً على أن هذا بسبب هذين الأبوين هي "لعبة نفسية" للتنصل من مسؤوليتنا تجاه أنفسنا، فقد يكون غيرنا بالفعل سبباً في ما وقعنا فيه من مشاكل لا يد لنا فيها، ولكننا نظل بل  نحن المسؤولون عن إصلاحها تمامًا، واللهث وراء أنهم يحسنون ما فعلوا أو ما شابه ضياع كبير للعمر وللطاقة النفسية، وثالث نقطة تتعلق بالنقطة الثانية، حين نعجز عن تحمل المسؤولية ولا تفلح فكرة إلقاء الكرة في ملعب الماضي والأهل، ولا نتمكن من الرؤية بوضوح؛ نلقي بكل شيء على الله والقدر الذي فعل بنا كل هذا!، وهنا أنا لا أدافع عن الله سبحانه، فهو لا يحتاج ذلك مني ولا من أي كائن كان، ولكن أخبرتنا الدراسات أن الانسان يُلْقِي على علاقته بالله كل ما يشعر به تجاه من كان في موضع السلطة في حياته، فكما يشعر تجاه هذه السلطة؛ يشعر تجاه الله!، وكما يرى من هم في موضع السلطة ويتوقع منهم يرى الله ويتوقع منه، وجربي أن تلاحظي هذا بنفسك كيف ترين أبوكِ وأمك كأشخاص وكيف تشعرين تجاههما، وكيف تستقبلين تصرفاتهما تجاهك وستكتشفين التشابه، فهذه هي تلك الغمامة التي تغطي علاقتك بالله سبحانه ولا علاقة حقيقيه به سبحانه!

وستكتشفين بمرور الوقت أن الله الذي في رأسك غير الله سبحانه عز وجل كما أخبرنا بطرقه المختلفة عن نفسه بنفسه في القرآن والسنة ومواقف في الحياة ورسائل تملؤها، فلتتأكدي أن ما حدث لكِ كان من سوء تصرفات زوجان تجاه علاقتهما وأولادهما للأسف -لأسباب تعود لأقدار مرت بهما ولم يتحملا مسؤولية تغيرها- والذي تحدث فيها الله مراراً في كيفية الاختيار والتصليح والتعامل، الخ، وتذكري أننا نختار ماذا نفعل تجاه القدر، فهناك من وُلِدَ بلا ساقين وتقوقع على ذاته وبَعُد عن البشر وظل حزيناً ساكناً أسيراً لتفكيره يخسر كل يوم الحياة الحقيقية، وآخر مثله شحذ قلبه بالغل والغضب ورفض كل شيء وظل يشكو ويؤذي قلبه بهذه المشاعر، وقد يؤذي غيره ممن لا يعانون مثله، وثالث وُلِدَ مثلهم وحاز على ميداليات ذهبية عالمية في رياضات يخجل الأصحاء من أنفسهم حين يرون مهاراته وطريقة تفكيره وإقباله وحماسه للحياة، ويفخر بنفسه وكل من حوله.

لتبدئي بإدراك ما قلته لك أولاً وقبل أي شيء؛ لتتمكني من الاستماع للجزء الذي يرغب في مساعدتك بداخلك وتستعيدي طاقة الجزء المسؤول بداخلك لتقوما بأفعال مختلفة، وأنتِ تقبلين أمرين أن ما حدث قد حدث، وأنه سيكون محاولات قد تفشل أو لا تكتمل، ولكن أكملي، ستحققين المزيد مما تريدينه لنفسك، وإن وجدتِ نفسك لا تتمكنين من ذلك فلا تفعلي بنفسك ما حدث معك من إهمال وعدم متابعة متفهمة حانية لكِ، واذهبي لمعالجة نفسانية تساعدك على التخلص من تلك المعاناة، هيا ابدئي.

آخر تعديل بتاريخ
11 أبريل 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.