أولادي لا ييحبون بعضهم ولا توجد أي مشاعر بينهم!
تصرفات أولاد لا توحي بأنهم إخوة، لا يهتمون أو يتأثرون إذا مرض أحدهم أو سافر، لو حدث مكروه لأحدهم وكأنه لم يحدث شيء، وحتى عندما تغيب أمهم لا يفتقدونها كثيرا، فما الحل؟
الأخ الكريم:
ما تلاحظه اليوم بوضوح؛ هو نفسه ما كان يحدث في البيت الذي ضمهم منذ نعومة أظافرهم بالأمس البعيد؛ فكما ينشأ الإنسان وكما فهم الحياة ويفهم نفسه ويفهم الآخرين ويحس بنفسه والآخرين؛ تظهر طريقة التعامل والسلوكيات عنده في الكبر، وهذا أول أمر تحتاج لاستيعابه، وتحمل مسؤوليته كأب لهؤلاء الأبناء.
وحاولْ أن تعود بالذاكرة حين كانوا صغاراً وتذكر..
- هل كانوا يتمكنون من التعبير عن مشاعرهم الداخلية بسهولة معك ومع والدتهم؟
- هل كانوا حين يبوحون بمخاوفهم، أو حزنهم لمواقف يمرون بها، أو غضب يشعرونه لسبب منطقي أو غير منطقي-فلقد كانوا صغارا- كان يتم استقبال مشاعرهم بالتوكيد والتصديق عليها واحتوائها واحترامها قبل مناقشتها بالعقل والمنطق والبحث عن الحلو ؟
- كيف كان التعامل مع الضعيف والمخطئ والذي يفشل في شيء منهم؟
- كيف كانت العلاقة العاطفية التي تتعلق بالود والرحمة والاسئتناس بينك وبين أمهم ويرونها كل دقيقه؟
- كيف كان رد الفعل منكم حين يتشاجرون مع بعضهم البعض وهم صغار؟
- كيف كانت القدوة في مواقف الحياة أمامهم فيما يخص المشاعر واحترام وجودها والاعتبار لها؟
ولا أقول ذلك لتحزن، أو تدافع،ولكن فقط كما قلت: هو جزء من مسؤولية تعديل ذلك؛ وهي أن تعرف أن تحمُّل الوقت لتغيرهم يعود بدرجة ليست قليلة لما قد حدث معهم بالأمس البعيد دون وعي أو قصد حين كانوا ورقة بيضاء تناقشوا فيها بنوعية وجودكم في حياتهم، ويستمر الخيط بعدم قطعه بالطرق العقيمة التي أثبتت فشلها على مدار عمر البشر؛ كاللوم والابتزاز، والتهديد، والاتهام، والتجريح، والعقلانية طول الوقت، إلخ، ويقوى بمرور الوقت عن طريق الصبر والدأب والأمل الذي يحيط بالتَفَهُم لهم، والاحترام، وإرسال رسالة "الاحتياج" لقربهم فقط دون شرح، أو وعظ، وربما المزيد من التصرفات التي تتعلق بانتظار باقي الإخوة للقيام بأمر من أمور الحياة، أو اتخاذ قرار مهم، أو مناقشة مشكلة عند أحدهم وتهمّه معاً كعائلة ،إلخ.
والدعاء لله سبحانه أن يساعدك على اللحاق بما قد يكون قد فات من قبل، ولاحظ حديثك معهم، وضع فيه مشاعر لطيفة وحبًا وثقة وأملًا بدلا من المشاعر السلبية التي تجعل الانسان ينفر ويبعد أكثر، ودمت بخير.
