صحــــتك
10 مارس 2022

أمي ترفض كل طلباتي وعلاقتنا متوترة

أمي ترفض كل شي أطلبه منها، ودون تفكير، ودائماً ترفض أبسط شيء أريد أن أفعله! إنها تكرهني من يوم وُلدت، وتذلني على كل شي، أكلي وشربي، وتكره أن تراني سعيداً، حتى في أبسط الأمور.

عزيزي،

عدت إلى خانة العمر للتأكد من أن ما تذكره ليس ناتجاً من حساسية سنّ المراهقة المبكرة أو المتوسطة تجاه بعض التصرفات التي تخون الأمهات في تعاملهم مع أبنائهم في هذه السن المتأججة الحساسة المليئة بنوبات صعود وهبوط. وحين وجدتك في الثانية والعشرين من عمرك، كما ذكرت، وجدتني أمام مشاعر صعبة على أيّ شاب مع أمه التي يرجو في علاقته بها الدفء والاحتواء والتفهم والعطاء.

والحقيقة أننا وجدنا أن مشاعر الكره الظاهرة بالذات تكون في حقيقتها مشاعر حب غاضب جداً! وحتى الشخص الذي يتصرف بالرفض أو بخشونة لا يعلم أنه يحب أو على الأقل يتوقع من الشخص الذي أمامه توقعات لايطلبها إلا من هذا الشخص تحديداً، لأهميته الكبيرة عنده. فنجد مثلاً زوجة تتصرف بخشونة مع زوجها كحل غير صحي ليستجيب لاحتياجاتها منه في علاقتهما، كالاهتمام والحنان والإنصات وغيره، وحين لا يلبي ذلك يظهر على السطح تلك الخشونة أو الرفض أو حتى من الممكن أن تقول له إنها تكرهه، وهي تحتاج إلى قربه جداً.

 

لذلك، قد يكون من المفيد أن تسأل نفسك، وخاصة في أوقات غضبها أو ضعفها ماذا كانت تتوقع منك؟ ولا بأس إن استطعت بهدوء أن تسألها بطريقة ودودة في وقت هادئ مثل هذا الحديث.. أشعر وكأني أسبب لك حزناً، ولا أعرف سببه. هل من الممكن أن أعرفه؟ فأنا لا أريد أن أحزنك وأحب أن أكون قريباً منك، وهذا يختلف تماماً عن الحديث بطريقة… لماذا تفعلين ذلك؟ أو أنتِ لا توافقين على شيء أبداً، أو غضب مقابل رفضها، حيث تزداد الفجوة بالصمت أو الجدال والغضب.

وكلما تحدثت بتلك الروح وظللت عليها في ما قد تتحدث فيه وتستشعر ما تريده أو ما يؤلمها مثلاً لتضعا معياً حلولاً، نتجت من هذا علاقة أفضل بينكما. أيضاً، وجدنا كذلك بعض الزوجات حين تتحول علاقتها بالزوج لعلاقة غير صحية تماماً وتجد أحد أبنائها يحمل سمات منه، سواء في الشكل أو ملامح من تصرفاته ودون أن تدري، تجد نفسها تتعامل معه مثلما كانت تريد أن تتعامل مع هذا الزوج، وهذه حالة تحتاج تأكداً واستبصاراً من الأم نفسها  قبل أي شخص، وتجري المصارحة فيها بذات الروح التي اقترحتها من قبل، كأن تقول لها: أنا قد أكون شبيه والدي في كذا، ولكنني ابنك الذي يحبك ويحتاج إلى دفء العلاقة مع أمه.

 

وقد تحتاج لأمر  أبسط من ذلك بكثير، وأن تراجع طريقتك أو طلباتك منها، أو على الأقل تتأكد مما تلاحظه وتتحدث فيه بطريقة تبعد عن الاتهام أو الإشعار باللوم والذنب، لأنها طرق تبعد من أمامنا عن التفهم والقرب وتساعد على الدفاع والمجادلة، فلا نصل إلى شيء يُذْكَرْ.

ولقد شاركتك بعض الأسباب التي قد تبعد أو تقترب من الحادث بينكما، ولكن الأهم هو الجلوس مع نفسك بصدق ورجولة ومروءة لتتفهم حقيقة ما يحدث والتكلم فيه بطريقة فيها الود والحيادية والتفهم لتتمكن من تغيير نوع علاقتكما يا صديقي، أو سيكون الأكثر  أماناً في التدرب على طريقة التواصل أو استكشاف حقيقة ما يحدث في علاقتكما حين تتواصلان معاً مع متخصص نفسي يعرف من التفاصيل حقيقة الأمر، وبالتالي ما يمكنه فعله تجاه علاقتكما.

دمت ووالدتك بخير وعافية وطمأنينة وراحة بال.

آخر تعديل بتاريخ
10 مارس 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.