صحــــتك
19 ديسمبر 2017

أفكر في الانتحار بعد طلاق والدي

بقالي فترة بفكر في الانتحار بسبب فشل دراسي واجتماعي وطلاق والدي والدتي، والمشاكل اللي بينهم، ده غير فقدان الأمل والتفاؤل والثقه بالنفس، حاسه اني اتغيرت ١٨٠ درجة للأسوأ وبقيت حساسه جداً لأي حاجة بتحصل، مفيش حاجة بقت بتفرحني، ومش لاقيه أي مبرر أو هدف يخليني أعيش، ومش قادرة أعمل أي حاجة في حياتي حتي الحاجات اللي بحبها مبقاش ليها طعم، ده غير حالات الأرق وساعات كثرة النوم وحالات البكاء الهستيري والانفعال الغير مبرر.. ايه الحل؟
الطلاق وتأثيره على الأبناء
الابنة الكريمة زينب:
قلبي معك.. إن ما حدث هو أمر كبير، وعندما يحدث أمر كبير تتغير معه حياتنا؛ نحتاج وقتها أول ما نحتاج أن نحترم مشاعرنا.. ألمنا.. حزننا.. مخاوفنا، ونراها دون إنكار أو رفض أو هروب أو "غرق كبير فيها"، ونعبر عنها؛ فالمشاعر كدخان كثيف يعبئ المكان، وأفضل أمر نفعله كي لا نختنق ونموت أن نفتح له النوافذ لنتخلص منه، وكلما أحكمنا غلق نوافذنا اختنقنا.

نحتاج أيضا أن نطمئن أنفسنا بوجودنا دون موت، ودون استدعاء للموت بصوره، وأشكاله المختلفة سواء كانت اكتئابا أو فقدانا للإحساس أو قلقا شديدا أو التجمد والانعزال أو قطع التواصل مع الآخرين أو رفض للحركة والسعي والحياة.. الخ.

وبعد هاتين الخطوتين تحتاجين يا ابنتي أن تري ما يخفى عن إدراكك؛ وذلك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة الواقعية، والإجابة على هذه الأسئلة ستساعدك على السير قدما، وعلى إيجاد تفسيرات لما ترينه غير مبرر؛ فتعالي نبدأ سويا بأسئلة مهمة بالرغم من ثقلها، فمثلا:

- كيف كانت حياتك حين كانا معا دون طلاق؟
- كيف كانت ستؤول الأحداث لو ظلا كما هما دون طلاق؟
- كيف كانت تحيا تلك المرأة كامرأة قبل أن تكون أمك؟
- كيف كان يحيا ذلك الرجل حياته قبل أن يكون أبوك؟
- هل كل السنوات الماضية لم يكن فيها محاولات ليبعدا عن الطلاق ولم تفلح؟
- هل الصبر والتحمل حل حقيقي؟
- هل البقاء مع مشكلاتهم، وما كان ينتج حين حدوثها أو بعدها من غضب، و"كهربة" للمناخ ومخاوف وضيق وحزن كان أفضل من الآن؟
- هل الطلاق كان الخطوة الأسهل لذلك حدث سريعا مثلا؟
- هل أنت مسؤولة عن نجاح علاقتهما ببعض؟

إجابتك على هذه الأسئلة قد تساعدك على إدراك أن طلاقهما قد يكون الحل الأفضل لكليهما، وأنك لست مسؤولة عن نجاح علاقتهما.

إجابتك على هذه الأسئلة ستساعدك على رؤية ما كان يخفى عنك مما يساعدك على أن تستقري أكثر فأكثر بمرور الوقت، ويساعدك على الوصول لحالة من قبول ما حدث قبولا حقيقيا بعد كره ورفض كان يقتل قدرتنا على التنفس بوجوده.

هذه هي خطواتك يا صغيرتي حتى الوصول لمرحلة قبول ماحدث، والآن أول ماعليك فعله هو أن تحذفي كلمة انتحار من قاموسك؛ فلا موقف ولا شخص ولا أي شيء يستحق أن تزهقي روحك بسببه مهما كان، فوجودك ليس مرهونا بأي شيء مهما غلا ثمنه؛ لأن وجودك أكبر وأغلى من أي شيء آخر، وأعلم أنك في هذه المرحلة ومع ضخامة المشاعر قد لا تتمكنين من رؤية ما أقول، لكنها الحقيقة التي أحتاج منك أن تذكريها دائما "وجودك أكبر من أي أمر مهما رأيت عظمته".

ويبقى أن أترك لك تلك النقاط لتقرئيها مرات ومرات حين تحتاجين لما يؤنسك في رحلة حياتك:
* علاقة والدك ووالدتك تخصهم وحدهم، ولا تؤثر في علاقتهما بك إطلاقا، ولو حدث ذلك من أي منهما، أو أحدهما بأي شكل واضح أو مستتر؛ فهي مسؤوليتك أنت؛ فقد لا يصلحا معا كزوجين، ولكنهما سيظلان والديك حتى لو تزوج كل منهما عشر زيجات، فانتبهي لحقك وطالبي بحقك في أن يقوما بدورهما نحوك كوالديك.
* هناك مساحات خاصة تخص كل رجل وامرأة بينهما زواج، ولا يشترط أن يدركها الأبناء، وهذا يجعل الأبناء يرون فقط حرمانهم من وجود والديهما معا دون أن يروا حجم الألم النفسي الحادث بين الوالدين؛ فلعل بينهما تاريخا جنسيا لا يريحهما ولا تعرفينه، ولعل بينهما تاريخا نفسيا يؤذيهما ولا تعرفينه، ولعل، ولعل، ولعل، فلا تجعلي طلبك لاستقرار مزيف - تعلمينه من خلال سنوات عمرك الماضية - يعلو عن رؤية الحقيقة؛ فأنت كبيرة ويمكنك رؤية الحقيقة حتى ولو لم تكن واضحة.
* لا تجعلي قرار طلاقهما هو نفسه قرار موتك نفسيا، فلو كان بقاؤهما معا أقل أذى لظلا معا، فالموت نفسيا لن يدفع ثمنه سواك، ومن الذكاء أن تجعلي بداخلك الحياة لا الموت؛ لأنك لست مسؤولة عن إصلاح علاقتهما، ولست سببا في طلاقهما؛ فهما كبيران كفاية؛ ليتحملا معا قرار علاقتهما ببعضهما بالشكل الذي يريحهما.
* الوالدان جزء كبير ومهم في حياتنا، ولكنهما ليسا كل الحياة، فلتسمحي لنفسك بإعادة حقيقة مشهد حياتك بمساحته الطبيعية بعد أن قررت تضييقه عن عمد فاقتصر عليهما، فلديك زملاء وأصدقاء وأقارب وجيران واهتمامات وهوايات وأنشطة وسعي؛ فلتسمحي لنفسك أن تستعيدي توازنك بعد الانتهاء من الخطوات الأولى التي اقترحتها.
* طلاقهما بعد مرور الوقت أن اخترت أن تكوني "ناضجة"؛ سيتحول لدرس نجاح لك أنت؛ فستكونين امرأة غير أمك، وغير أبوك، وستختارين اختيارا ناجحا لمن يمكنه مشاركة حياتك، وتنضمي لقصص فتيات مررن بنفس تجربتك، وقررن بوعي، أن يخترن الحياة بدلا من الموت.. هيا ابدئي يا ابنتي.

اقرئي أيضاً:
هل أنت وحيد في زواجك؟
زوجي جيد جدا.. وأفكر في الطلاق
آخر تعديل بتاريخ
19 ديسمبر 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.