صحــــتك
26 مارس 2019

أزمات الطفولة والرغبة في المراهقات

السلام عليكم، عانيت من طفولة بائسة، والحمد لله كانت المشاكل الأسرية والعنف الأسري متوفر بعد زواج والدي على أمي، ثم تعرضت لتحرش جنسي بعمر 12 - 13 سنة، واستمرت المشاكل لتتوج بالزواج العرفي لأختي، وحصول ابتزاز لنا بسببه، وأشعر بأن البيت سجن وحياتي مدمرة، وأحس بالأسى من والدي، وخاصة أبي، و يضغطون عليّ للزواج، وأشعر بأني مدمر الشخصية، ومشكلتي أني أنجذب للفتيات المراهقات جنسياً، وأنفر من النساء الناضجات، وأشعر بأنهن نسخة عن أمي وأختي كأني بطل رواية لوليتا، وهذا يشعرنني بالاكتئاب، بالإضافة إلى ظهور أعراض الوسواس القهري عليّ منذ فترة طويلة.. أرجو المساعدة
أزمات الطفولة والرغبة في المراهقات
أهلا وسهلا بك يا محمد في عالم الواقع؛
بطل رواية لوليتا كان إلى جانب هوسه بالحوريات المسعورات، كما كان يحب أن يعبر، يفتقر إلى القيم الأصلية الإنسانية والأخلاق الإنسانية المنضبطة، والتي لم تمنعه من القتل والاغتصاب والخيانة.

لكن واقعك أنت يختلف؛ فأنت على الأقل لديك وعي بأن مناخ البيت الذي تربيت كان فيه مناخاً غير صحي، وتعرف تبعات هذا المناخ، وأثره على أفراد أسرتك، وتعاني من الوساوس القهرية، والتي إن حملت أمرا إيجابيا فهي تجعل الإنسان دقيقاً، ويتجنب الوقوع في الأخطاء طبعا بشكل مبالغ فيه، ولكن كل هذا في حد ذاته خط حماية لك من استنساخك لقصة تتشابه مع أي أحد في أفراد أسرتك جميعا، بدءا من والدك كرجل له قصته الخاصة به، ومرورا بوالدتك التي عاشت بزواج زوجها عليها قصة أخرى خاصة بها، وانتهاء بإخوتك، بل وكذلك هامبرت بطل رواية لوليتا.


وبما أننا نعود للواقع، فالواقع أيضا يقول إن الوعي وحده لن يحل المشكلات، ولا يحمي تماما من أثر المناخ المرضي الذي كان في بيتك، ولكن تحتاج إلى البدء في ممارسة "المختلف" عما نشأت عليه؛ فتعبيرك عن مشاعرك أمر مختلف، وتعبيرك عما لا يعجبك أمر مختلف، والوعي بما تحتاجه من اهتمام نفسي، ومشاركة وتواصل والبدء في ممارسة تلك الاحتياجات وأخذها لأنها حق لك حتى لو من غير أهلك أمر مختلف؛ إذ يمكن أن تحصل على الاهتمام الحقيقي من أصدقاء أو زملاء أو جيران، كما يمكن أن تحصل على الحب غير المشروط، واحتياجاتك هي أصلا حقوقك.



والوعي بأن الشبع من تلك الاحتياجات مرتبط بقرار هو ما سينقذك إن كنت فعلا تريد النجاة؛ فقرارك يا محمد بالشبع من الونس الذي يصل إليك بالفعل من جار أو صديق سيجبر الفراغ الذي تركه أبوك بداخلك في هذا الاحتياج، وحب صديق لك لا يحكم عليك، أو يطلب منك شيئاً مقابل حبه لك حين تقرر أن يشبعك؛ سيجبر كثيرا الفراغ الذي تركه والدك أو والدتك بداخلك، وإعلانك لأبويك عن عدم موافقتك على زواجه بطريقة لبقة صادقة هادئة مع إعلانك له بأن ذلك لا ينفي أنه أبوك، وله الاحترام والحرية في قراراته كرجل، سيفرق جدا في علاقتكما، وسيغير الكثير بداخلك، وبداخله أيضا، ومد يد العون لنفسك لأنك رجل واعٍ، بطلب العون من متخصص نفسي لتتحرر من سجون الماضي.. هيا يا ولدي ابدأ.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
26 مارس 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.