صحــــتك
09 سبتمبر 2018

أختي لم توفق في الثانوية وتغيرت

السلام عليكم، لدي أخت لم توفق كما تريد في المرحلة الثانوية، ودخلت تخصصا لم ترغب فيه، دُمرت حالتها النفسية، وأخذت تبتعد شيئا فشيئا عن الدين، ولم تعد تثق باستجابة الله للدعاء وفقدت ثقتها بالله عز وجل، وتذكر أنها تريد الخروج من الجامعة، وإنهاء حياتها الاجتماعية.
أختي لم توفق في الثانوية وتغيرت
أهلا وسهلا بك يا أماني،
يبدو أنكما توأم، فعمرك في نفس عمرها تقريبا، والحقيقة أن القصة ليست بتلك البساطة التي تربط بين ضياع الإيمان بسبب عدم استجابة الدعوات؛ فالله تعالى برئ من معظم تصرفاتنا التي لا نحاول حتى أن ندرك مسؤوليتنا الذاتية تجاهها، والله تعالى لا يحتاج مني دفاع ولكنني فقط أوضح حقيقة الأمر.


الثانوية العامة لدينا هنا في مجتمعاتنا؛ وبالذات في مصر تحولت لمنطقة رعب غير طبيعية تعود لتخلف العقلية الإدارية التعليمية، وجعلها قصة الحياة والموت للشباب، وساهم تخلفنا الفكري كبشر حين جعلنا هالة قدسية واحترام حول كليتين أو 3 بالأكثر لنعتبرها كليات القمة والباقي هو القاع، وتركنا كل المنطق في ذلك؛ فنسينا أو تناسينا أن هناك أطباء بلا أدنى مسؤولية، وهناك عامل نظافة يحمل من القيم ما لا يحمله مهندس غشاش.


احترمنا المنصب، والمكانة حتى لو علاها الرعاع، وأتبعنا نظرة المجتمع لخريجي كليات معينة رغم أن ذلك يتغير كل فترة؛ فلو عدنا إلى الوراء سنجد أن المحامين والضباط كانوا هم من يمثلون وجهة المجتمع، وبعدها جاء الطبيب والمهندس يعلوان تلك القمة، ثم تقدم عليهما بعدها من يعملون بالتسويق والإدارة، والآن يتقدم الجميع الإعلاميون، وكل هذا محض هراء وخواء فكري، ومظاهر كاذبة للتباهي أمام العائلات، وتحقيق أمنيات خرقاء لا تغني ولا تسمن من جوع.



وزاد الطين بلة حين وضع الأهل أحلامهم التي فشلوا هم أن يحققوها، أو رغباتهم الدفينة في غيظ آخرين، أو التعالي على الآخرين على كتف الغلبان الذي يواجه كل هذا كلما أقبل على الاستذكار، ويقاوم كل هذا العبء، ويؤنب في نفسه حين لا يجد من نفسه إقبالا وحماسا كافيين.

وأعود لك وأقول.. إن حقيقة النجاح هي أننا نضيف لأنفسنا، ولمن حولنا جديدا في أي مجال، وأن القمة يعلوها صاحب الهدف والقيم التي تخدم البشر حتى لو لم يكن طبيبا، وأن الله تعالى لم يطلب من المدرس أن يتقاعس، ولا من المجتمع أن يحول التعليم لمكانة وشهادة ولو بالتزوير، ولم يطلب من الأولاد أن يحققوا أحلام أهلهم الضائعة، ولا يرضى بعلاقة "الرشوة" بينه وبين عبده فإن أعطيتني ما أريد - هذا بفرض أن الشخص أصلا يعرف ما يريده فعلا -أعبدك، وإن لم تفعل فلا إيمان بك عندي، فكل تلك التعقيدات والتقصير من عند أنفسنا.


ولقد وجدنا كثيراً في عياداتنا أن العلاقة بين الشخص، والله سبحانه يملأها الكثير من الارتباكات النفسية التي تتعلق بعلاقة الشخص بالسلطة مثلا؛ فوجدنا أن الكثير من الأشخاص يتعاملون مع الله تعالى، ويرونه مثلما يرون الأب مثلا لو كان هو من يمثل السلطة في حياتهم، وحين يكتشفون ذلك يكادون يصدمون، أو أن علاقتهم بالله تعالى قائمة على الخوف أو الرشوة والشروط.. مما يملأ باقي علاقاتهم في الحياة مع البشر دون أن يدروا.

لذا أقول لك: كلما اقتربت أختك من نفسها الحقيقية كما خلقها الله تعالى، وكلما قبلت نفسها وأحبتها كما هي، وكلما حرصت على ألا تغرق في مشاعر الذنب الغير مبررة، وكلما هضمت حقيقة النجاح، حررت علاقتها بالله تعالى، وإن لم تتمكن من ذلك؛ فستحتاج أن تتواصل مع متخصص ليعالجها من الاكتئاب أو القلق أو التعطل.. هيا ابدئي حدثيها من الآن حتى لا تتعطل أكثر من هذا.
آخر تعديل بتاريخ
09 سبتمبر 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.