صحــــتك
27 فبراير 2022

أحلام اليقضة والتخيلات تسيطر على واقعي

صرت مهووسة بالخيال، وبدأت أنسى واقعي لكن بالتدريج، وهذا جعلني غير قادرة على التركيز في أي شيء.

أهلا وسهلا بك يا ابنتي؛

الخيال ليس كله مساحة شر؛ فالخيال يُعَرِّفْنا أن لدينا قدرات مميزة عن المعتاد؛ حيث نتمكن من إبداع  أمور، أو  مواقف، أو  تصرفات داخل الموقف ذاته، وابتكار طرق جديدة لنا في ردود الأفعال، أو الأفعال نفسها، وكذلك الخيال يشير إلى وجود ضغوط نفسية قد يكون الشخص على دراية بها بشكل واع، أو لا يدركها، أو يدرك وجودها ولكنه لا يعي مدى تأثيرها عليه، سواء صدق هذا التأثير أم لا،.

لذلك، يظهر هذا الخيال، أو ما يُطْلَقْ عليه علمياً اسم "أحلام اليقظة"؛ حيث يحلم الشخص ويظل في تفاصيل تلك الأحلام ولكن وهو يقظ، فهي أحلام ليست في المنام المعتاد للإنسان. وهذه الأحلام مثل كل شيء جيد مادام لايزيد عن حده الطبيعي؛ فبسبب تلك الأحلام تمكنت البشرية من جميع مخترعاتها العظيمة التي ساهمت في تحسين واقع الإنسان بل والكون، وهي كما قلت وكأنها منفذ لتفريغ قدر كبير من الضغوط النفسية التي يعيشها الشخص ليتمكن من التكيف مع حياته.

 

لكن، إن زادت عن حدها الطبيعي وتضخم حجمها أو تغير دورها، فتصبح موضع قلق على النفس لا راحة. وهناك عدة نقاط توضح إذا كانت تلك الأحلام تتطور تطورا غير طبيعي أم لا مثل:

  • أنها تأخذ ساعات طويلة من اليوم فهي ليست ساعة مثلاً بل ساعات ممتدة.
  • أنها تنسحب على الواقع الذي يعيشه الشخص الحالم؛ فإذا  كان الحلم يخص علاقة حب بين الحالم وأحد  أقربائه وظل يحلم بتفاصيل تلك العلاقة الرومانسية التي تملأها المشاعر والأخبار..  إلخ، وقابله الشخص الحالم في الواقع؛ يبدأ بالتعامل معه -ولو من داخله- على أنه ذلك المحبوب الذي تصرف كذا، ووعد بكذا.. إلخ، رغم أن ذلك بعيد تماماً  عن الواقع.
  • كذلك حين تؤثر تلك الأحلام على قيام الشخص الحالم بأدواره الذاتيه تجاه نفسه أو عائلته، أو  دراسته، أو عمله.. إلخ.

فإذا كانت تلك الأحلام قد تخطت حجمها الطبيعي- كما ذكرت- فعليك الانتباه للحد منها بعدة مقترحات، أرجو  أن تفيدك، أو  تبدعي في المزيد منها:

  •  تخصيص مكان للأحلام لا تبدلينه، فتساعدين نفسك على حصر الأحلام في مكان محدد، وكذلك تحديد وقت محدد لا تتجاوزه، فابدئي بتقليل ساعة عن المعتاد، وليكن بضبط المنبه ليوقظك من الحلم بعد الوقت المحدد، وقومي بعدها بفعل أي شيء يجعلك منشغلة به.
  • يمكنك تبديل الأحلام بكتابة تلك الأحلام مثلاً، فينتقل التركيز إلى الكتابة، وسرد الأحداث بشكل مشوق يعمل على تحسين ملكات أخرى لديك، أو ربما تحولينه إلى رسم مثلا أو غيره.
  • يمكنك استخدام الحلم نفسه في وضع خطة متدرجة تتدرجين بداخله لتحقيق هدف في موقف معين تواجهينه في واقعك، ولكن لا تتمكنين من فعله بالشكل الذي يرضيني، كأن تقومي بالدفاع عن نفسك مثلا، فتتخيلبن كل تفاصيل المكان وكل الحديث وكيف تقفين وماذا ستقولين بشكل حكيم يناسب معرفتك للشخص لتتمكني من الرد عليه بطريقة تعيد لك حقك، وتشاهدين ألوان ملابسك وملابسه، وتسمعين وتشمين كل ما حولك وتسهرين بجسدك في جلستك أو وقفتك، أي تستخدمين حواسك داخل الحلم وتطلبين تحسينه حتى تنهيه كما تريدين، وبمرور الوقت تبدئين في تنفيذ ذلك في واقعك رويدا رويدا؛ لتتمكني من التعامل مركزيها أخرى من التعايش مع واقعك بدلا من الهروب منه في أحلامك يا ابنتي.
  • يمكنك الاستعانة في تنفيذ ذلك بصديقة مقربة أو أي شخص مقرب يمكنك الحديث معه حول تلك الأمور ومساعدتك في تنفيذ نقاطها، فيوقظك مثلا من حلمك، أو يتدرب معك في مواجهة موقف، إلخ.

وأترك لك المزيد من الإبداعات في تنفيذ خطة ترشيد تلك الأحلام أيتها المبدعة، دمت بخير.

آخر تعديل بتاريخ
27 فبراير 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.