صحــــتك
20 فبراير 2017

أحب زوجي.. وأكره سطحيته وكرهه للفلسفة

بعاني من مشاكل كتيره في حياتي الزوجية، أنا وزوجي مختلفين كليا، وكنا مدركين دا أيام الخطوبة لكن كنا متعلقين قلبيا ببعض، وكملنا وتزوجنا بس أنا مش مرتاحه خالص لا علي المستوي العاطفي لأنه عملي جدا نتيجة لحياة أسرية قاسية ومشتته، ولا علي المستوى الفكري لأني بميل للفلسفة والعمق، وهو سهل وبسيط جدا بيركز في الخطوط العريضة فقط، ولا علي المستوى المادي ولا المعنوي، علاقتنا داخلة في سكة مظلمة، فكرت في الانفصال، ولكن أولادي بيصعبوا عليا اني احرمهم من أبوهم، وخصوصا أن علاقتهم بيه طيبه جدا، أنا عايزه أعيش مرتاحه أحب بجنون وعدم تقليدية وهو تقليدي جدا، ومش بس كدا كمان شايفني بأفور مع أني أنا نفس الشخص اللي عجبته وتمنى يتزوجها.. مش عارفه أعمل إيه
DefaultImage
أهلا بك يا صديقتي،
سأضطر لارتداء قميصي الواقي من الرصاص؛ ﻷني سأكون غاية في الوضوح معك؛ أراك تتنصلين من مسؤوليتك تجاه زواجك، وتجاه زوجك؛ فلقد اكتشفت أنت تحديدا اختلافه عنك في كل المساحات كما ذكرت قبل الزواج، واخترت أن تكملي المشوار بالزواج، بل بالأبناء أيضا، ونسيت أنه اختيارك عن سبق إصرار، ثم تشكين الآن بعد قدوم أطفالك من اختلافه، وتقليديته.

وأستطيع أن أحلف بأنك أوصلت له استياءك، ورفضك له حتى ولو لم تصرحي، كما أستطيع أن أحلف أنك تغيرك أنت سيغير منه الكثير؛ بشرط أن تتخلي عن أساليب الماضي الذي أوصلك لما تعانيه؛ فإشعارك له بتفاهته ستجعله مصرا على بقائه في مربعه، وإشعارك له بالرفض سيخرج منه كل ما تكرهينه، وإشعارك له بعجزه عن إسعادك سيجعله يذبل، أو أن يتجنبك تماما بمرور الوقت؛ فغياب الفلسفة في الحياة الزوجية لا يعطل مسيرتها الصحية، ولكن غياب الانسجام، والتقدير، والحب سيؤثر على صحة العلاقة بينكما.

مشاكل العلاقة فيما بينكما لن تؤذي علاقتكما فقط، ولكنها ستؤذي أولادك الذين تضعينهم في مربع المبررات كسبب وحيد للبقاء عليه؛ فتمام الصحة النفسية للطفل ليس في ألا يرى والديه يتشاحنان، ولكن بثقتة العميقة الصادقة بأن والديه "يحبان" بعضهما، ورغم أني أرفض أن أستخدم كارت الأولاد في قصة زواجك، لكنها معلومة علمية تربوية سليمة، فلتنضجي؛ لتتمكني من رؤية مسؤوليتك فيما ينغص عليك عيشك يا صديقتي.

وهنا أترك لك عدة نقاط لتستوعبيها:
- لم أحدثك عن الانفصال؛ ﻷنك قلت أنك أحببته، وهذا ما جعلك تختارين الزواج منه، فهل تتذكرين ما جعلك تحبينه؟ تذكري.
- الزواج ليس نزهة، وليس قرارا تافها بين قرارات الحياة الكثيرة، ولكنه قرار مسؤول، وقرار ينبني عليه حيوات كثيرة.
- مسؤوليتك في قرار الزواج ليست هي مساحات نصائح الصبر، والتحمل، والخوف على الأبناء من التعرض لطلاق الأبوين، ولكن تقع مسؤوليتك في قبول زوج أحببته، وأحبك مع عدم موافقتك على أشياء فيه، والإعلان عنها بلا تجريح، ولا استعلاء، ولا رفض، مسؤوليتك أن تستوعبي أن الأنثى تحتاج لرجل حقيقي قد لا يتفلسف، ولا يتعمق كثيرا، ولكنه مخلص، ومسؤول، ويريد إسعادها، مسؤوليتك ألا تحمّليه الملل الذي يعتريك، ونزعتك للمعرفة، والتفكر، في حين يمكنك الحصول على ذلك الإشباع من دوائر أخرى في علاقات أخرى بألف شكل، وشكل، من صديقات، وزميلات، وأنشطة ترويك، فلا تكوني أنانية، أو تحطمي كيان بنائه الذي قام على الحب، وقام على وجود رجل يحبك، ويغدق بأبوته على أبنائه، ولو لم تقولي أنك تحبينه؛ لتغير حديثي إليك تماما.

لا أريدك أن تتصوري، أنني لا أشعر بمعاناتك، ولا غيظك من تقليديته، ولكن تحتاجين أن تتذكري أنه لم يخدعك ويظهر غير حقيقته، ووافقت على الارتباط به.

وفي الختام أقول لك إنك إذا تدربت على قبوله بالمعنى الذي أوضحته لك؛ فهذا سيساعدك كثيرا على تفادي الكثير من المشكلات التي تعاني منها، وستتمكنين من الحصول على ما تحتاجينه منه، دون جرحه، ودون تقصير في حقوقه كزوج وفي يحبك.

اقرأي أيضا:
جلسات المشورة قبل الزواج.. لتقليل نسب الطلاق (ملف)
الاستشارة الزوجية (ملف)
الحب.. صور نفسية ومعانٍ منسية
بوصلتك في رحلة التغيير
آخر تعديل بتاريخ
20 فبراير 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.