صحــــتك
08 ديسمبر 2018

أحبه وأغار عليه بجنون

مرحباً، لا أريد أن أطيل في الكلام، سأدخل بالموضوع. أنا أحب شخصاً حب بجنون. لا أستطيع العيش من دونه. مدة علاقتي فيه 6 سنوات. ولكن عندي مشكلة كبيرة وهي غيرتي المفرطة. أصبحت حياتي جحيماً بسبب غيرتي عليه، ولا أعلم هل هي ناتجة من حبي. وهل هذا الشيء طبيعي. لقد وصلتُ إلى مرحلة خطرة جداً. من السهل أن أقتل نفسي عندما أشعر بالغيرة، أو ألجأ إلى طرق أخرى تثير المشاكل والفوضى بيني وبينه، ولا أعلم ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أعيش بدونه. ولا أستطيع أن أتحمل هذه الغيرة.


أحبه وأغار عليه بجنون
أهلا وسهلا بك يا رهام،
ما يطمئن في رسالتك أنك تشعرين ولو بدرجة أنه ربما يكون هناك أمر ما غير طبيعي، والحقيقة النفسية التي لا جدال فيها هي أن العلاقات الصحية بين البشر، وعلى رأسها علاقات الحب بين الرجل والمرأة، لا تحيا مع التملك، ولا الغيرة الشديدة، ولا الخوف، ولا التعلق، ولا البلع، ولا الاستحواذ، ولا الإدمان، ولا الملاحقة الخانقة، وأرى أن معظم ما يجعل العلاقة غير صحية أو مزمنة موجود في علاقتك بهذا الرجل يا ابنتي.


فالحب الحقيقي يسمح بوجود حرية للطرفين ليتنفسا وجودهما، ويسمح بوجود مسافة متزنة تبعد أحيانا، وتقترب أحيانا حسب الوضع والموقف والمرحلة، وتكون مسافة صحية ولا تعني قلة الحب، وفي الحب الحقيقي تكامل بين الطرفين وليس تناطحاً، ولا إكمالاً، أو جبراً لكسر "ما" عند الطرف الثاني، وفيه البراح النفسي الذي يتغذى على الثقة في الطرف الثاني، وفيه الأمان، والرحمة عند الخطأ أو التقصير. هذه هي علاقة الحب الحقيقي.

أما كل ما ذكرته لك آنفا؛ فهو يجعل العلاقة علاقة مرضية بجدارة، والعلاقة المرضية لا تنشأ فقط بسبب مرض أحد الطرفين؛ ففي حالة مرض أحد الشخصين فقط، بدءاً من فقدان الثقة بالنفس الشديد، ومروراً بالهوس، وانتهاء باضطراب في شخصية أحدهما، لا تجعل العلاقة قائمة لو أن أحدهما لا يعاني من أي اضطراب نفسي؛ لأن سوءه؛ سيجعله يرفض أن يستمر في علاقة مرضية تزعجه، وتسبب له مشاعر نفسية سلبية أكثر بكثير من مشاعر البراح والراحة المفترض وجودها بين المحبين.


وكأني أريد أن أقول إن استمرار هذا الرجل معك على تلك الحال كل هذه المدة يشير لوجود اضطراب ما لديه هو الآخر يجعله مدمناً على علاقته بك رغم ما يحدث معه، وهنا الخطورة الكبرى، التي تجعل شخصين متورطين معا في علاقة مؤذية لكليهما دون القدرة على تركها، وتظل دائرة الألم والأذى مستمرة ويزداد معها الأثر النفسي السيئ لكليهما، وعلى الأطفال لو أتموا تلك العلاقة المرضية بجريمة الزواج والإنجاب، فست سنوات في علاقة تعيشين فيها مشاعر سيئة تصل إلى درجة التفكير في قتل نفسك، أو جلب مشكلات من العيار الثقيل لك وله تحت ادعاء الحب هو المرض النفسي بعينه عندك وعنده؛ فلترحمي نفسك، وتواصلي مع معالج نفسي يساعدك على الشفاء؛ لتنجوا قبل أن يفوت الأوان، وأقول لك هذا بكل الود والحب والاحترام إن كنت فعلا تريدين النجاة.
آخر تعديل بتاريخ
08 ديسمبر 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.