أتكلم سريعاً لأنهي الحديث بدون مقاطعة وأغادر

أشكرك على سؤالك وأود أن أخبرك بأنني أتفهم ما تصفين جيداً..

عزيزتي.. توجد تفسيرات نفسية كثيرة لهذه الطريقة في الكلام.. الكلام بسرعة..

أولها أنه يوجد داخلك خوف شديد جداً من (الرفض).. نعم.. أنت تتحدثين بسرعة كي لا تمنحي من تحادثينه فرصة للرد.. الرد الذي قد يكون رافضاً أو ناقداً أو غير مرحب.. ويؤكد ذلك أنك بعدما تنهين حديثك على حد قولك (بتكوني عاوزة تمشي بسرعة أو تقفلي المكالمة).. وأنك لا تنظرين في عين مَن هو أمامك.. خوفاً من رد فعل قد لا يعجبك..

هناك تفسير آخر لهذا الكلام السريع.. وهو احتياجك الشديد لمن يسمعك.. يبدو أنك فى فترة سابقة من حياتك.. ربما فى طفولتك.. افتقدت وجود (آذان صاغية).. افتقدت وجود شخص يسمعك ويفهمك ويحس بك.. وظل لديك هذا الاحتياج حتى الآن.. وأصبحت لديك رغبة فى إشباع هذا الاحتياج بهذه الطريقة.. وكأنك تريدين إيصال رسالة لمن تتحدثين معه مفادها (لدي كلام كثير أود قوله.. لن آخذ من وقتك كثيراً.. سأتحدث بسرعة.. فقط اسمعني..)، وبعد تحقيق ما تحتاجين، وإشباع هذا الاحتياج (مؤقتاً).. تغادرين المكان، أو تنهين المكالمة..

هناك أيضاً احتمال ثالث.. فطريقة الكلام السريعة قد تخفي وراءها كماً هائلاً من العنف/الغضب.. عنف شديد مخزون في نفسك منذ سنوات، ولم يجد طريقة للتعبير عن نفسه سوى في انفجار هذه القنبلة الكلامية السريعة في وجه شخص ما، ثم الهرب فوراً من المكان..

هناك احتمالات أخرى كثيرة..

لفت نظري أنك كتبت أمام خانة الاسم (مش مهم).. ويبدو أن ذلك له معنى أيضاً فى سياق هذه التفسيرات.. وأن شعورك بعدم الأهمية له دور فى خوفك من الرفض.. وفي احتياجك لمن يسمعك.. وفي غضبك الخفي..

لا يا صديقتي.. اسمك مهم.. ووجودك مهم.. ومن حقك أن تجدي من يسمعك.. وينصت لك. ويهتم بك.. ويجيب عليك..

أرجو أن تكون إجابتي قد قامت بذلك..

دعواتي معك..

اقرئي أيضاً:
خدعة الثقة بالنفس
حرمان الصغر.. جوع وحرمان في الكبر
ترياق الحياة.. قبول النفس بدون شروط
القبول والمسؤولية.. خطواتك لنفسك الحقيقية