صحــــتك
29 سبتمبر 2019

آباء لا يقدرون مقام الأبوة

أعاني من أب مستبد، يشتمني ويسخر مني طوال النهار والليل، ومع الأسف لا أستطيع الهرب منه لأنني طالب جامعي، ولا أجد عملا يساعدني علي الحياة بعيداً عنه..تعاطيت أدوية القلق ومنوم الكلوزاباكس لمدة سنتين، ولا أستطيع النوم إلا بالمنوم.. ماذا أفعل و أنا أشعر كل يوم بالإرهاق ودنو الموت والهلع من اقترابه مني وضربه أو سخريته مني!
آباء لا يقدرون مقام الأبوة
كلما رأيت مثلك يا ولدي ممن يعانون نفس معاناتك، أشعر بغصة في قلبي تجعلني أغضب من هؤلاء البشر الذي يقعدون في مقاعد الآباء بكل ما فيه من شرف، وجهد، وعطاء مع حقيقة نراها في عياداتنا كل يوم من آباء لا يقدرون تلك المكانة، وكان الأجدر بهم ألا يتزوجوا أو ينجبوا قبل أن يخضعوا لعلاج نفسي يؤهلهم لتلك المهمة الضخمة.



أبوك هذا ظالم ومظلوم في نفس الوقت، فلو عرفت قصته ستجده قد تعرض لمثل ما يعرضك له الآن من قسوة، وإهانة، وغلظة، وضرب، ولكنه ليس مثلك، فلم يسمح لنفسه بأن يرى أكثر من تحت قدميه بنظره المتألم الضيق الغضبان دوماً؛ فلم يشعر بمعاناته بنضج وقدرها ليتجاوزها بطرق علمية ولا حتى دينية تساعده، ولكنه صار عبداً لمعاناته فتحول من ضحية لمؤذٍ، وهذا ما أخاف من تكراره معك فتصبح مثله دون وعي.

لذا أقترح عليك يا ولدي التالي؛ فهو يعلم تمام العلم أنك لا تحبه، ويعلم أنك تتحمل أذاه حتى تتخرج من دراستك، وهذا يجعله يزداد في غيه، ويجعلك تتأثر نفسياً يوماً بعد يوم في نفس الوقت، فأنت تحتاج لشجاعة تجعلك تفسد ما يتصور أنه سيناريو مفروغ منه؛ فلا تقبل العيش معه تحت وطأة الصرف عليك، وافضحه في وسط الناس الذين لا يعلمون عنه شيئا من أقربائكم، واستنجد بشخص في عائلتك يهابه، أو على الأقل يخاف على شكله أمامه، وقل له أن يتدخل ليوقف ضربه وإهانته لك، وأكمل الطريق لآخره حتى لو فوجئت به يتمرد، ويوقف صرفه عليك لا تخف؛ فعدم صرفه عليك لن يستمر كثيراً، فاعلم أن صبرك أمام انتظاره لخضوعك يا ولدي، وصاحب النفس الطويل هو من سيفوز، وصاحب الرسالة المسؤولة الحاسمة هو الفائز، ولا تقف ثانية عند دور الضحية أبدًا حتى لو تأخر إكمال دراستك عام أو أكثر لتعمل وتكد وتصرف على نفسك.



أعلم تماما أن ما أقوله ليس سهلاً أبداً، ولكنني رأيت من خسر نفسه قد تعود على ذلك، وجعل حياته تدور بين دوري الضحية والمؤذي، وأنت أحسن من ذلك بكثير، ولا تتصور أن اختيار الاستسلام له هو الاختيار الأكثر عقلانية؛ لأنك ستخسر سلامك النفسي، واحترامك لها، حتى لو اضطررت لتقديم شهادة فقر، ففوزك باحترام نفسك واستحقاقها للتعامل الطيب هو الأولى بلا منازع، وقد تجد ألف طريقة وطريقة غير ما اقترحته عليك بشرط ألا تخسر نفسك ولا احترامك لها في أي منها.
آخر تعديل بتاريخ
29 سبتمبر 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.