ومرض الذئبة الحمراء هو مرض التهابي مزمن يمكن أن يؤثر على العديد من الأنظمة الجسدية بما في ذلك المفاصل، والجلد، والكلى، وخلايا الدم، والدماغ، والقلب والرئتان. ويمكن أن يكون له مراحل من تفاقم الأعراض التي تتناوب مع فترات من الركود أو الأعراض الخفيفة.
ويمكن لمعظم الأشخاص المصابين أن يعيشوا حياة طبيعية مع العلاج. ووفقًا لمؤسسة الذئبة الأميركية، يعيش 1.5 مليون أميركي على الأقل مع مرض الذئبة. وتعتقد المؤسسة أن عدد الأشخاص الذين يعانون بالفعل من هذه الحالة أكبر بكثير وأن العديد من الحالات لا يتم تشخيصها، لأن علاماته وأعراضه تتشابه مع أمراضٍ أخرى، والعلامة الأكثر تمييزا لمرض الذئبة هي ظهور طفح جلدي في الوجه يشبه أجنحة الفراشة ينتشر على كلا الخدين.
أعراض الإصابة بمرض الذئبة الحمراء
لا توجد حالتان متشابهتان للإصابة بمرض الذئبة، ويمكن أن تظهر العلامات والأعراض فجأة أو تتطور ببطء، وقد تكون خفيفة أو حادة أو مؤقتة أو دائمة. يوجد لدى معظم الأشخاص المصابين درجة خفيفة من المرض، حيث يظهر على شكل نوبات مثل احمرار الوجه، وتسوء العلامات والأعراض لفترة قصيرة ثم تتحسن أو حتى تختفي تماما لفترة زمنية أخرى.
وتشمل العلامات والأعراض الشائعة ما يلي:
- التعب والحمى.
- ألم المفاصل، والتيبس والتورم.
- الطفح الذي يظهر على شكل الفراشة على الوجه ويغطي الخدين وأعلى الأنف.
- آفات الجلد التي تظهر أو تسوء مع التعرض للشمس (التحسس الضوئي).
- تحول أصابع اليدين أو القدمين إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند التعرض إلى البرد أو أثناء فترات الضغط النفسي (ظاهرة رينو).
- ضيق التنفس.
- آلام الصدر.
- جفاف العين.
- الصداع والارتباك وفقدان الذاكرة.
هل للوراثة دور في حدوث مرض الذئبة الحمراء؟
يحدث مرض الذئبة عندما يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة في الجسم، ومن المحتمل أن يكون مرض الذئبة ناتجاً عن الجينات الوراثية والبيئة. ويبدو أن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لمرض الذئبة قد يُصابون بالمرض عندما يتعاملون مع شيء في البيئة يؤدي إلى تحفيز المرض، أما سبب مرض الذئبة فهو غير معروف في معظم الحالات. وتتضمن بعض المحفزات المحتملة ما يلي:
- ضوء الشمس.
- العدوى.
- الأدوية، مثل تلك المضادة للتشنج، أو أدوية ضغط الدم أو المضادات الحيوية إلى تحفيز مرض الذئبة.
مضاعفات الإصابة بمرض الذئبة الحمراء
- الكليتان
يمكن أن يسبب مرض الذئبة ضررا خطيرا للكلى، ويعد الفشل الكلوي أحد أهم الأسباب للوفاة بين الأشخاص المصابين بمرض الذئبة. ويمكن أن تشمل العلامات والأعراض الخاصة بمشكلات الكلى، الحكة العامة، وألم الصدر، والغثيان والقيء وتورم الساق (الوذمة).
- الدماغ والجهاز العصبي المركزي
إذا تأثر الدماغ بمرض الذئبة، فقد تحس بالصداع، أو الدوار، أو التغيرات السلوكية، أو الهلوسات، أو حتى السكتات الدماغية أو حدوث النوبات. ويواجه الكثير من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة مشكلات تتعلق بالذاكرة، وقد يواجهون صعوبة في التعبير عن أفكارهم.
- الدم والأوعية الدموية
يمكن أن يؤدي مرض الذئبة إلى مشاكل الدم، ويشمل ذلك فقر الدم والخطر المتزايد للإصابة بالنزيف أو تجلط الدم، كما يمكن أن يسبب التهاب الأوعية الدموية.
- الرئتان
تزيد الإصابة بمرض الذئبة من فرص حدوث التهاب في بطانة تجويف الصدر (التهاب الجنبة)، والذي قد يسبب ألما في التنفس، كما يمكن أن تكون أكثر عرضة للالتهاب الرئوي.
- القلب
يمكن أن يسبب مرض الذئبة التهابا في عضلة القلب، أو الشرايين، أو غشاء القلب (التهاب غشاء التامور)، كما تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأزمات القلبية أيضا.
- العدوى
الأشخاص المصابون بمرض الذئبة هم الأكثر عرضة للعدوى، لأن هذا المرض وطرق العلاج الخاصة به يضعفان الجهاز المناعي. وتتضمن العدوى، التي تؤثر على الأشخاص المصابين بمرض الذئبة بدرجة أكثر شيوعا، كلّاً من عدوى المسالك البولية، وعدوى الجهاز التنفسي، وعدوى الخميرة، والسالمونيلا، والهربس، والهربس النطاقي (الحزام الناري).
- مرض السرطان
من المحتمل أن يزيد مرض الذئبة من مخاطر الإصابة بمرض السرطان.
- موت أنسجة العظام (نخر لا وعائي)
يحدث ذلك عندما يقل تدفق الدم إلى العظم، مما يؤدي عادة إلى كسور دقيقة فيه، ثم يؤدي ذلك في النهاية إلى تدهور حالة العظم، كما يتأثر مفصل الفخذ بشكل شائع.
- مضاعفات الحمل
تزيد مخاطر الإجهاض لدى النساء المصابات بمرض الذئبة، حيث يزيد هذا المرض من مخاطر ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل (مقدمة الارتعاج) والولادة المبكرة. ولتقليل مخاطر تلك المضاعفات، يوصي الأطباء عادة بتأخير الحمل حتى تتم السيطرة على المرض لمدة ستة أشهر على الأقل.
طرق تشخيص وعلاج مرض الذئبة الحمراء
يصعب تشخيص مرض الذئبة لأن إشاراته وأعراضه تختلف بدرجة كبيرة من شخصٍ لآخروتتداخل مع اضطرابات أخرى، ولا يمكن تشخيص مرض الذئبة باختبار واحد، وإنما يتم التشخيص عن طريق الجمع بين اختبارات الدم والبول، والعلامات والأعراض، والفحص الجسماني. ويمكن أن تشمل اختبارات تشخيص الذئبة:
- فحص عدد كريات الدم الكامل، وقد تشير النتائج إلى وجود فقر الدم، وهو ما يحدث بشكل شائع لدى المصابين بمرض الذئبة، كما يمكن أن يقل عدد خلايا الدم البيضاء أو الصفيحات لدى المصابين بمرض الذئبة أيضًا.
- معدل ترسيب كرات الدم الحمراء، ويمكن أن يشير المعدل الأسرع من الطبيعي إلى مرضٍ متعلق بالنظام المناعي مثل مرض الذئبة.
- تحليل البول، والذي يمكن أن يبين ارتفاع مستوى البروتين أو خلايا الدم الحمراء في البول، والذي قد يحدث إذا أصاب مرض الذئبة الكليتين.
- اختبار أضداد النوى (ANA)، التي ينتجها النظام المناعي. وبينما يحصل معظم المصابين بمرض الذئبة على نتيجة موجبة في اختبار أضداد النوى، إلا أن معظم الأشخاص الذين يحصلون على نتيجة موجبة في هذا الاختبار لا يعانون من مرض الذئبة، ولكن في حال حصل المريض على نتيجة موجبة في اختبار أضداد النوى، فقد يوصيك طبيبك بالمزيد من الاختبارات المرتبطة بالأجسام المضادة.
- خزعة الكلى.
وللأسف لا يوجد علاج نهائي للتخلص من مرض الذئبة وتعتمد طرق العلاج الخاصة بالمرض على العلامات والأعراض لديك، ويتطلب تحديد ما إذا كان من الضروري علاج العلامات والأعراض التي لديك، بالإضافة إلى الأدوية التي سيتم استخدامها مناقشة دقيقة للمزايا والمخاطر مع طبيبك.
وتتضمن الأدوية التي تستخدم بكثرة للتحكم في مرض الذئبة ما يلي:
1- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية
يمكن استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية المتوفرة دون وصفة طبية مثل نابروكسيد الصوديوم (أدفيل، موترين آي بي، وغيرها) لعلاج الألم والتورم والحمى المرتبطة بمرض الذئبة. أما مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الأكثر قوة فإنها تكون بوصفة طبية، وتتضمن الآثار الجانبية لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية نزيفا في المعدة، ومشكلات الكلى ومخاطر متزايدة لمشكلات في القلب.2- الأدوية المضادة للملاريا
كما يمكن أن تساعد الأدوية التي يشيع استخدامها لعلاج الملاريا مثل هيدروكسي الكلوروكوين (بلاكونيل) أيضا في التحكم في مرض الذئبة، ويمكن أن تتضمن الآثار الجانبية الشعور بعدم الراحة في المعدة، ونادرًا ما يحدث ضرر في شبكية العين.3- الستيرويدات القشرية
يمكن أن يمنع البريدنيزون وأنواع أخرى من الستيرويدات القشرية الالتهاب الناتج عن مرض الذئبة، ولكن يتسبب عادة في حدوث آثار جانبية بما في ذلك: زيادة الوزن، وسهولة الإصابة برضوض، ودقة العظام (هشاشة العظام)، وضغط الدم المرتفع، وداء السكري ومخاطر متزايدة للإصابة بالعدوى. وتزيد مخاطر الآثار الجانبية مع الجرعات العالية والعلاج لفترات طويلة.4- مثبطات المناعة
يمكن أن تكون الأدوية التي تعمل على تثبيط جهاز المناعة مفيدة في الحالات الخطيرة لمرض الذئبة. وتتضمن الأمثلة الأزاثيوبرين (الأزاسان، الإميوران)، ومايكوفنوليت (سلسبت)، ليفلونوميد (أرافا)، ميثوتريكسات (تريكسال)، كما قد تشمل الآثار الجانبية مخاطر متزايدة للإصابة بالعدوى، وتلف الكبد، وانخفاض الخصوبة، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. ويمكن أن يساعد أحد الأدوية الحديثة وهو بليمومامب (بينليستا)، أيضا على تقليل أعراض مرض الذئبة لدى بعض الأشخاص، وتتضمن آثاره الجانبية الغثيان، والإسهال والحمى.توصيات طبية
- إجراء الفحوصات المنتظمة وزيارة الطبيب عندما تبدأ الأعراض، يساعد في منع اشتداد الأعراض، كما قد يفيد الالتزام بحمية غذائية مدروسة وممارسة التمرينات الرياضية ولحصول على قدر كاف من الراحة في منع مضاعفات مرض الذئبة.
- لا تتعرض للشمس أكثر من اللازم، نظرًا لأن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تحفز ظهور الأعراض، لذا لا بد من ارتداء ملابس واقية مثل القبعة، وقميص بأكمام طويلة والبنطال الطويل واستخدام كريمات الحماية من أشعة الشمس مع عامل الحماية من الشمس (SPF) بمعدل 55 قبل الخروج.
- أقلع عن التدخين، حيث يزيد التدخين من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية ويمكن أن يزيد من شدة آثار مرض الذئبة على القلب والأوعية الدموية.
* المصدر
Systemic Lupus Erythematosus (SLE)