الطفح الجلدي أحد الأعراض الشائعة بعد العدوى الفيروسية، وحتى البكتيرية. كذلك، يحدث الطفح كنتيجة تفاعلية تحسسية لدواء أو مواد أخرى مهيجة. لكن مصطلح Exanthem يطلق على الطفح الجلدي الذي سببه فيروسي تحديداً، ويمكن أن نتعرف أكثر إلى هذا المصطلح من خلال هذا المقال.
ما الفرق بين الطفح الجلدي الفيروسي والبكتيري؟
يمكن أن ينتج الطفح الجلدي من عدوى بكتيرية، أو قد يكون رد فعل لدواء معين. لكن الطفح الجلدي الفيروسي يرتبط على وجه التحديد بالفيروس. وعلى الرغم من أن الأعراض قد تتشابه بين العدوى الفيروسية والبكتيرية، إلا أن العلاجات غالباً تكون مختلفة.
ما الذي يسبب الطفح الجلدي الفيروسي؟
هناك عدد من الالتهابات الفيروسية المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى طفح جلدي فيروسي, ولكن ليست جميع العدوى الفيروسية تسبب طفحاً جلدياً. فعليك أن تضع بالاعتبار أن بعض أنواع العدوى أكثر شيوعاً من غيرها، بالإضافة إلى أن بعضها أخطر على صحتك من بعضها الآخر. وتشمل العدوى الفيروسية التي يمكن أن تسبب طفحاً ما يأتي:
- الجدري المائي.
- مرض الحصبة.
- الحصبة الألمانية.
- كوفيد 19 أو فيروس كورونا.
- كثرة الخلايا وحيدات النوى.
- المرض الخامس: مرض شائع عند الأطفال يسببه فيروس بارفو البشري.
- مرض اليد والقدم والفم.
- الوردية: يحدث هذا المرض بسبب فيروس الهربس البشري 6.
- التهاب الكبد الوبائي.
- فيروس نقص المناعة البشرية.
وهناك عدد من الطرق التي يمكن أن تؤدي بها كل هذه العدوى إلى حدوث طفح فيروسي في الجلد، ففي بعض الحالات يكون الطفح الجلدي هو الطريقة الطبيعية لجهازك المناعي للرد على العدوى, ويمكن أن يُلحق الفيروس أيضاً ضرراً مباشراً بالجسم، ويمكن أن يكون هذا الضرر على شكل ضرر مادي للبشرة، أو رد فعل للسموم التي تنتجها الفيروسات.
ما أعراض الطفح الجلدي الفيروسي الشائعة؟
يمكن أن يبدأ الطفح الجلدي الفيروسي في أي مكان على الجسم، لكن الوجه والجذع أكثر نقاط البداية شيوعاً، ثم ينتشر الطفح الجلدي من هناك إلى باقي أنحاء الجسم. ويمكن أن تختلف أعراض الطفح الجلدي من شخص لآخر، ويمكن أن تشمل أعراض الطفح الجلدي ما يأتي:
- بقع حمراء أو وردية على أجزاء كبيرة من الجسم.
- حكة، لكن ليس كل طفح جلدي فيروسي مثيراً للحكة.
- بثور.
ويجب الإشارة إلى أنه إذا كان الطفح الجلدي لديك مثيراً للحكة، فقد يسبب ذلك ضرراً للجلد بسبب الحكة الشديدة، ويمكن أن تترك آثار ندوب أو تؤدي إلى فتح جروح، التي تسبب التهاب الجلد. وعادة ما يستمر الطفح الجلدي من عدة أيام إلى عدة أسابيع، ويعتمد ذلك على نوع الفيروس الذي سبّبه. ومن المحتمل أن يكون الطفح الجلدي مصحوباً بأعراض أخرى، التي من المعروف أن هذه الفيروسات تسببها، ويمكن أن تختلف الأعراض من نوع إلى آخر. وتشمل الأعراض الشائعة إلى حد ما لمعظم الالتهابات الفيروسية الأساسية ما يأتي:
- الحمى.
- الإعياء.
- آلام في الجسم، وخاصة الصداع.
- قلة الشهية.
- سيلان الأنف.
- التهاب الحلق.
بالنسبة إلى الجزء الأكبر من المصابين بالعدوى الفيروسية، ستستمر هذه الأعراض أيضاً طوال فترة الإصابة.
هل الطفح الفيروسي معدٍ؟
الطفح الجلدي الفيروسي ليس معدياً بطبيعته، لكن في بعض الحالات يمكن أن يكون الفيروس المسبب للطفح الجلدي شديد العدوى. لذا، عليك أن تتجنب الاتصال والاحتكاك المباشر بالآخرين إذا كان لديك طفح جلدي، حتى لا تنتقل العدوى إلى شخص آخر. وتتضمن طرق منع انتشار العدوى للآخرين ما يأتي :
- تغطية الفم والأنف عند العطس والسعال.
- الابتعاد عن الأماكن العامة، بما في ذلك المدرسة ومكان العمل.
- ارتداء قناع للوجه عندما تضطر إلى الاقتراب من أشخاص آخرين.
كذلك إن الشخص المصاب يجب أن يكون حذراً مع النساء الحوامل بشكل خاص، والأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة, وتحدث إلى طبيبك لمعرفة متى يكون من الآمن لك العودة إلى المدرسة أو العمل.
كيف يُشخَّص الطفح الجلدي الفيروسي؟
يُشخَّص الطفح الفيروسي بداية من طريق ظهور الأعراض. لكن لتشخيص أكثر دقة، ستحتاج إلى الخضوع للاختبار لمعرفة الفيروس الذي يسبب الطفح الجلدي بالضبط. فقد تحتاج إلى فحص دم ومسحة من الأنف أو الحلق.
ما العلاج الفعال للطفح الجلدي الفيروسي؟
عادة لا يوجد أي علاجات للعدوى الفيروسية الكامنة التي تسبب الطفح الجلدي الفيروسي. ما عليك إلا أن تأخذ قسطاً من الراحة وستختفي العدوى من تلقاء نفسها خلال أيام أو أسابيع قليلة. ولكن هناك بعض العلاجات الرئيسية التي تهدف إلى تهدئة الأعراض، وتشمل هذه العلاجات استخدام المستحضرات والكريمات، مثل غسول الكالامين وكريم الهيدروكورتيزون. ولتهدئة البشرة، يمكنك وضع قطعة قماش مبللة أو باردة على المناطق المتهيجة طوال اليوم، وتركها لمدة 15 إلى 30 دقيقة.
ويمكنك أيضاً تناول عقار الباراسيتامول أو مضادات الالتهابات السيترويدية، مثل الايبوبروفين، للمساعدة في التخفيف من الآلام أو الحمّى إن ظهرت على الشخص المصاب. وعليك الانتباه إلى أنه لا يجب استخدام الأسبيرين لعلاج الأمراض الفيروسية لدى الأطفال، ويرتبط استخدام الأسبيرين بمتلازمة راي التي يمكن أن تكون اضطراباً مميتاً عند الأطفال الصغار.
كيف يمكنك منع الطفح الجلدي الفيروسي؟
أفضل طريقة للوقاية من الطفح الفيروسي، حماية نفسك من العدوى الفيروسية. لذا، لتجنب الإصابة بعدوى فيروسية، يجب عليك الآتي:
- احصل على لقاح للعدوى التي تتوافر لها لقاحات، وهذا يشمل جدري الماء والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
- تجنب لمس العينين والأنف والفم.
- تنظيف الأسطح شائعة الاستخدام، مثل مقابض الأبواب وأسطح العمل، قبل استخدامها وبعده والتعامل معها.
- غسل اليدين وتعقيمهما كثيراً، وخاصة قبل الأكل مباشرة.
- تجنب التعامل المباشر والملامسة القريبة للأشخاص المصابين.
ما الاحتمالات الأخرى المسببة للطفح الجلدي غير العدوى الفيروسية؟
إذا كنت قد أصبت أخيراً بطفح جلدي، لكنه غير مصحوب بأيٍّ من الأعراض الأخرى للعدوى الفيروسية، فقد لا يكون طفحاً جلدياً فيروسياً. وتشمل الأنواع الشائعة من الطفح الجلدي ما يأتي:
1. التهاب الجلد التماسي
يمكن أن يحدث بسبب أي شيء يمكن أن تلمسه بشرتك ويسبب لك تهيجاً، مثل المواد الكيميائية ومستحضرات التجميل والمنظفات. ويمكن أيضاً أن تصاب بهذا النوع من الطفح الجلدي نتيجة ملامسة اللبلاب السام والبلوط السام والسماق. وعادة ما تكون هذه الحالة مزعجة، لكنها غير ضارة، وتزول بزوال المسبب أو إيقاف الاتصال المباشر بالمسبب.
2. التهاب الجلد التأتبي أو الأكزيما
هذا الطفح الجلدي دائماً ما يكون مثيراً للحكة، وتظهر قشور على الجلد خشنة الملمس، وهذا النوع من الطفح الجلدي شائع لدى الأشخاص المصابين بالحساسية أو الربو.
3. الصدفية
وهي عبارة عن طفح جلدي يظهر على شكل بقع حمراء متقشرة تتشكل على المفاصل وفروة الرأس، وقد تكون مثيرة للحكة، ويمكن أن تظهر أعراض على الأظفار في بعض الأحيان أيضاً.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
يجب عليك دائماً زيارة الطبيب عندما يظهر لديك الطفح الجلدي مباشرة، لأن الطفح الجلدي أيضاً يمكن أن تسببه بكتيريا، ولكن على عكس الالتهابات الفيروسية، يمكن علاج الالتهابات البكتيرية بالأدوية. هذا يعني أنه كلما توجهت إلى الطبيب بشكل أسرع للحصول على المساعدة، زادت سرعة الشفاء من الطفح الجلدي. كذلك تحتاج إلى الحصول على مساعدة طبية إذا ظهرت عليك أنت أو طفلك علامات الإصابة بالتهاب الجلد، وتشمل ما يأتي:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الصديد.
- تورم أو ألم في الجلد.
- حرارة وسخونة حول الطفح الجلدي.
المصادر:
