أثناء البزل القطَني، يتم سحب عينة من السائل النخاعي الشوكي من القناة النخاعية. أما أثناء التخدير النخاعي، فيتم حقن دواء في القناة النخاعية لتخدير الأعصاب في الجزء السفلي من الجسم. وإذا تسرّب السائل النخاعي عبر موقع البزل، فقد تُصاب بصداع النخاع الشوكي.
تزول معظم حالات صداع النخاع الشوكي، التي تُعرف أيضًا باسم صداع ما بعد البزل القطني، من تلقاء نفسها دون أي علاج. ومع ذلك، قد تحتاج حالات صداع النخاع الشوكي التي تستمر 24 ساعة أو أكثر إلى علاج.
ما هي أعراض صداع ما بعد البزل القطني ؟
تتضمن أعراض صداع النخاع الشوكي أو صداع ما بعد البزل القطني ألماً نابضًا في الرأس يتباين في شدته من الخفيف إلى المعوق، كما أن ألم الرأس يسوء عادة عندما تنهض أو تقف، ويقل أو يزول عندما تستلقي.
وعادة ما تكون حالات صداع النخاع الشوكي أو صداع ما بعد البزل القطَني مصحوبة بما يلي:
- الدوار.
- سماع صوت في الأذن (طنين الأذن).
- الحساسية للضوء (رهاب الضوء).
- الغثيان.
- تيبّس الرقبة.
ما هي أسباب صداع النخاع الشوكي أو صداع ما بعد البزل القطني ؟
يحدث صداع النخاع الشوكي بسبب تسرب السائل الشوكي من خلال فتحة إبرة البزل في الغشاء الذي يحيط بالحبل الشوكي. ويعمل هذا التسرب على تقليل ضغط السائل النخاعي على الدماغ والحبل الشوكي، مما قد يؤدي إلى الصداع.
وعادة ما تظهر حالات صداع النخاع الشوكي في غضون 12 إلى 24 ساعة بعد البزل القطني أو التخدير النخاعي. وفي بعض الأحيان قد يؤدي التخدير فوق الجافية إلى صداع شوكي أيضًا. وعلى الرغم من أنه يتم حقن التخدير فوق الجافية خارج غشاء (الجافية) الذي يحيط بالحبل الشوكي، فقد يحدث صداع النخاع الشوكي إذا تم ثقب الغشاء من دون قصد.
ما هي العوامل التي تساعد على حدوث صداع النخاع الشوكي ؟
إذا خضعت لإجراء يتعلق بالحبل الشوكي وشعرت بصداع استمر 24 ساعة أو أكثر، فيمكن للطبيب المساعدة في تحسين حالتك. وهناك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد لموعد زيارة الطبيب، ولمعرفة ما الذي تتوقعه من الطبيب. تتضمن عوامل حدوث حالات صداع النخاع الشوكي ما يلي:
- كونك امرأة.
- لديك تاريخ بالإصابة بصداع النخاع الشوكي من قبل.
- أن يكون سنك بين 18 و30 سنة.
- الخضوع لإجراءات تنطوي على استخدام إبرة كبيرة الحجم أو حدوث ثقوب متعددة في الغشاء الذي يحيط بالحبل الشوكي.
في حال تم زيارة الطبيب بعد المعاناة من الصداع بعد الإجراء طبي الذي يتعلق بالحبل الشوكي لمدة تتجاوز ال 24 ساعة, قد يسألك العديد من الأسئلة، مثل: متى بدأت تشعر بالصداع؟ هل يشتد الصداع عندما تجلس أو تقف أو تستلقي؟ هل لديك تاريخ للإصابة بحالات الصداع؟ ما نوعه؟ كما وتتضمن الأسئلة التي قد تطرحها أنت على الطبيب:
- ما الذي يتسبب في حدوث الأعراض أو الحالة المَرضية التي أعاني منها على الأرجح؟
- هل توجد أسباب أخرى؟
- ما الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- هل من المرجح أن تكون حالتي مؤقتة أو مزمنة؟
- ما هو أفضل إجراء يمكن اتخاذه؟
- ما البدائل المتاحة؟
- أعاني من ظروف صحية أخرى، فكيف بوسعي التعامل مع جميع هذه الحالات المَرضية معًا على نحو مثالي؟
- هل هناك نشرات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني الاستعانة بها؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بها؟
تشخيص صداع النخاع الشوكي أو صداع ما بعد البزل القطني
سوف يسألك الطبيب عن الصداع الذي تعاني منه، وسيطلب إجراء فحص سريري. تأكد من ذكر جميع الإجراءات التي خضعت لها حديثًا، لا سيما البزل القطَني أو التخدير النخاعي. وفي بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد الأسباب الأخرى للصداع، إذ يعطي المجال المغناطيسي وموجات الراديو صورًا مقطعية للدماغ والنخاع الشوكي والسائل الذي يحيط بهما.
كيفية علاج صداع النخاع الشوكي أو صداع ما بعد البزل القطني
يبدأ علاج الصداع الشوكي بشكل محافظ، فقد يوصي طبيبك بالاسترخاء في الفراش وتناول السوائل والكافيين ومسكنات الألم التي تؤخذ عبر الفم. إذا لم يتحسن الصداع في غضون 24 ساعة، فقد يقترح الطبيب اتباع علاج واحد أو أكثر من العلاجات الآتية:
إعطاء المسكنات والكافيين الوريدي
تساعد المسكنات البسيطة، مثل البانادول، على تخفيف الصداع، كما يساعد الكافيين، الذي يُحقن مباشرة في مجرى الدم، على التخفيف من صداع النخاع الشوكي، وعادة في غضون بضع ساعات، عن طريق تضييق الأوعية الدموية داخل رأسك.
حقن محلول ملحي فوق الجافية
حقن محلول ملحي معقم في المساحة الموجودة خارج الغشاء الذي يغطي الحبل الشوكي قد يضع ضغطًا على موقع البزل القطني، ويوقف تسرب السائل النخاعي. ولكن نظرًا لامتصاص المحلول الملحي سريعًا من قِبل الجسم، قد يتكرر الصداع الشوكي غالبًا بعد هذا العلاج.
حقن قليل من الدم في مكان الإصابة
غالبًا ما يؤدي حقن مقدار صغير من الدم في منطقة فتحة البزل إلى تكوين جلطة لغلق هذه الفتحة، الأمر الذي يعمل على استرداد الضغط الطبيعي في السائل النخاعي وتخفيف الصداع. وهذا هو العلاج المعتاد لحالات الصداع الشوكي الدائم الذي لا يزول من تلقاء نفسه.
باختصار، يُعد صداع النخاع الشوكي حالة طبية نادرة تتطلب تقييمًا دقيقًا وعلاجًا فوريًا. يمكن أن يكون البزل القطني إجراءً حيويًا لتشخيص وعلاج صداع النخاع الشوكي، حيث يمكن استخدامه لتخفيف الضغط على النخاع الشوكي وتحسين الأعراض المصاحبة. ينبغي للأطباء الاستناد إلى الأدلة السريرية والتقنيات الحديثة لتحديد الحالات التي تستدعي إجراء البزل القطَني وضبط الضغط الداخلي للسائل النخاعي الشوكي. تحتاج حالات صداع النخاع الشوكي إلى متابعة دقيقة وعناية فائقة لتحقيق أفضل النتائج وتجنب المضاعفات المحتملة.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ترد بعض التساؤلات حول البزل القطَني والتخدير النخاعي الشوكي والتخدير فوق الجافية، ويمكن سرد أهمها فيما يلي:
ما مضاعفات ما بعد البزل؟
البزل القطَني إجراء بسيط لا يترافق مع أي مضاعفات في معظم الأحيان، ونادرًا ما يسبب بعض المضاعفات، مثل الخوف، والصداع، والتوتر والقلق، وألم في موضع البزل، ونادرًا ما تحدث عدوى في مكان البزل.
متى يطلب الطبيب تحليل النخاع الشوكي؟
يتم تحليل سائل النخاع الشوكي عادة للوصول إلى تشخيص بعض الأمراض العصبية، خاصة وجود عدوى أو جراثيم في السائل النخاعي الشوكي، أو أورام، أو نزيف، كما يتم خلال البزل قياس ضغط السائل النخاعي الشوكي، ويساعد هذا القياس في تشخيص حالات استسقاء الرأس، أو وجود أورام عصبية ...
كيف يتم تعويض سائل النخاع الشوكي؟
يعوض الجسم السائل النخاعي الشوكي باستمرار عن طريق إفرازه من الدم عبر أجسام صغيرة موجودة داخل الدماغ مختصة بصنع هذا السائل. يتم تجديد السائل النخاعي الشوكي باستمرار في الجسم عن طريق إفرازه وارتشافه في دورة مستمرة، وذلك بسبب الدور المهم الذي يلعبه هذا السائل في حماية الدماغ والحبل الشوكي، وفي ضمان الترطيب الدائم لهذه الأعضاء الحيوية المهمة.
