مرض بوين هو اضطراب جلدي نادر، يؤثر على طبقة الجلد الخارجية (البشرة). فيُعد شكلًا مبكرًا من سرطان الجلد يمكن علاجه بسهولة في معظم الحالات. يطلق عليه أحيانًا اسم سرطان الخلايا الحرشفية الموضعي، فعادةً ما تكون الرقعة المصابة بطيئة في النمو، ولكن هناك احتمال أقل من 10 في المائة أن تتحول إلى نوع أكثر خطورة من سرطان الجلد إذا تُرك دون علاج.
لم يتوصل العلماء إلى السبب الدقيق لداء بوين، إلا أنه يُعتقد أن التعرض المزمن للشمس والشيخوخة هما عاملا الخطر الرئيسيان للإصابة به. فوُجد أن أصحاب البشرة الفاتحة والأكثر تعرضًا لأشعة الشمس المباشرة هم الأكثر عرضة للإصابة بداء بوين.
هل هناك أسباب أخرى للإصابة بداء بوين؟
كما ذكرنا من قبل أن هناك ارتباطا وثيقا بين التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة وداء بوين، إلا أن هناك أسبابا أخرى للإصابة به مثل:
- ضعف جهاز المناعة أو المرضى الذين يتناولون الأدوية لتثبيط الجهاز المناعي بعد زراعة الأعضاء، أو مرضى الإيدز.
- التعرض للعلاج الإشعاعي.
- فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): وهو فيروس شائع يؤثر غالبًا على المنطقة التناسلية. فيرتبط فيروس الورم الحليمي البشري 16 بشكل شائع بالإصابة بداء بوين.
- التعرض المزمن للزرنيخ.
هل داء بوين مرض خطير؟
داء بوين نفسه ليس خطيرًا في العادة، فغالبًا ما يحدث النمو ببطء شديد على مدار شهور أو سنوات. ولكن يكمن الخطر في تطور الخلايا إلى سرطان الجلد.
ما هي أعراض داء بوين؟
عادةً ما يظهر داء بوين على شكل رقعة بنية مائلة إلى الحمرة بطيئة النمو، وذات حواف واضحة يصل عرضها إلى بضعة سنتيمترات دون أي أعراض أخرى. ولكن قد تكون هناك حكة أو ألم في بعض الحالات.
يحدث داء بوين غالبًا في المناطق المعرضة للشمس من الجلد مثل الرقبة والرأس وأسفل الساقين، إلا أنه يمكن أن يتطور في أي منطقة أخرى بالجسم.
فيصاب المريض عادة بآفة واحدة، ولكن قد تظهر آفات متعددة في أكثر من منطقة في الجسم في حوالي 10 -20% من المرضى.
وتشمل العلامات المبكرة للتحول السرطاني ظهور عقيدات لحمية، أو نتوء في الآفة الجلدية، أو حدوث قرحة مفتوحة معرضة للنزف.
داء بوين والأعضاء التناسلية
عندما يصيب داء بوين الأعضاء التناسلية يأخذ عدة أشكال كالتالي:
- كثرة الحطاطات البوينية (BOWENOID PAPULOSIS): تظهر فيها الآفات الجلدية على الأعضاء التناسلية الخارجية وقد تستمر لسنوات.
- سرطان القضيب الحرشفي (Erythroplasia of Queyrat): قد يسبب ظهور أعراض مثل الألم عند التبول والحكة عندما تصيب طرف القضيب.
- خلل التنسج الفرجي: يصيب النساء، وتظهر فيه الآفات حمراء زاهية ولها مظهر مخملي على منطقة الفرج.
كيف يُشخص داء بوين؟
قد يحدث خلط في التشخيص بين داء بوين والاضطرابات الجلدية الأخرى مثل: الأكزيما، أو الصدفية. لذلك يحتاج الأمر إلى التقييم السريري الشامل ومعرفة التاريخ المرضي التفصيلي للمريض.
فلا يمكن تأكيد التشخيص إلا عن طريق أخذ خزعة من الأنسجة المصابة ودراستها تحت المجهر. فيجب أن تكون الخزعة المأخوذة عميقة بالقدر الكافي لاستبعاد سرطان الخلايا الحرشفية الغازية.
علاج داء بوين
ليس هناك علاج محدد ونهائي لداء بوين، يمكن استخدام عدة علاجات تتمتع جميعها بمعدلات نجاح ممتازة. فيعتمد العلاج المحدد على العديد من العوامل مثل: موقع الآفة، وحجمها وسمكها وعددها، ووجود أعراض، وعمر المريض وصحته العامة.
لذلك يمكننا اعتبار خيار العلاج ونوعيته وتوقيته قرار مشترك بين الطبيب والمريض.
ففي الماضي، كان العلاج بالأشعة السينية أو العلاج الإشعاعي يستخدم غالبًا لعلاج الأفراد المصابين بمرض بوين، إلا أن استخدامه قل في الوقت الحالي اعتمادًا على الخيارات الأخرى للعلاج مثل:
- العلاج الكيميائي الموضعي: يتمثل في وضع الكريمات مباشرةً على الآفة. وهناك اثنان من هذه الكريمات الموضعية الشائعة المستخدمة للعلاج وهما: 5 فلورويوراسيل، وإيميكويمود 5%. فيعمل 5- فلورويوراسيل على تدمير خلايا الجلد غير الطبيعية.
- العلاج بالتبريد: يتم باستخدام البرودة الشديدة لتجميد وتدمير أنسجة وخلايا الآفات الجلدية، فتُوضع مادة متجمدة مثل النيتروجين السائل أو غاز الأرجون مباشرة على الآفة، فيعتبر خيارا علاجيا طفيف التوغل، والأكثر فاعلية للآفات الصغيرة.
- العلاج الضوئي الديناميكي: وهو إجراء يُستخدم فيه دواء يُعرف باسم المحسس الضوئي جنبًا إلى جنب مع نوع خاص من الضوء الأحمر في حالات الآفات الكبيرة والمتعددة. فيُعطى الدواء للمريض وتمتصه الخلايا المصابة باستخدام طول موجي معين من الضوء لتنشيط الدواء الذي يرتبط بالأكسجين مكونًا مادة كيميائية تدمر الخلايا المصابة.
- قد يختار بعض الأفراد عدم العلاج اتباعًا لمبدأ (ارقب وانتظر). فيُقصد بالمراقبة والانتظار متابعة الأطباء للمريض دون إعطاء العلاج حتى حدوث تطور المرض. فالمرضى المسنون الذين يعانون من آفة بطيئة النمو في منطقة احتمالات الشفاء فيها ضعيفة هم المرشحون للمراقبة والانتظار.
- الجراحة: يمكن استخدام الاستئصال الجراحي المباشر للآفة. وهناك أيضًا نوع من الجراحة يسمى جراحة موس الدقيقة مناسب لأولائك الذين يعانون من آفات كبيرة ومتكررة في الرأس والرقبة، أو آفات تقع في مناطق تتطلب الحفاظ على نفس القدر من الأنسجة قدر الإمكان مثل المنطقة حول الظفر. فتتمتع جراحة موس بأعلى معدل شفاء من بين جميع خيارات العلاج.
- الكشط بالكي أو الكي الكهربائي: تُحرق الآفة بشحنة كهربائية مع ترك ندبة بيضاء صغيرة. وقد يحتاج الأمر الخضوع لعدة جلسات.
ماذا بعد العلاج؟
يحدث سرطان الجلد عندما تنمو خلايا الجلد بشكل غير طبيعي، فهناك أنواع رئيسية لسرطان الجلد مثل: سرطان الخلايا القاعدية ( BCC)، وسرطان الخلايا الحرشفية (SCC) الذي قد يكون شديدًا في بعض الأحيان، إلا أنه غير مهدد للحياة. ولكن إذا لم يُعالج سرطان الخلايا الحرشفية، فقد ينمو حجمه أو ينتشر في أنحاء الجسم مع حدوث مضاعفات.
لذلك ولكي تحقق العناية المناسبة ببشرتك بعد العلاج من داء بوين ولتجنب تدهور الحالة إلى سرطان الجلد ومضاعفاته، عليك المتابعة مع طبيب الأمراض الجلدية أو الطبيب العام لمعرفة ما إذا كنت بحاجة إلى المزيد من العلاج.
كما تجب عليك مراجعة الطبيب إذا ظهر على الآفة نزف أو تغير في المظهر العام أو لاحظت تكتل أو تصلب في ملمسها، أو ظهرت آفات جديدة، حينها عليك حجز موعد زيارة الطبيب دون انتظار موعد المتابعة.
وأخيرًا إليك بعض النصائح الهامة:
- احرص عند شراء واقي الشمس على ألا يقل عامل الحماية من الشمس SPF عن 30 لتحقيق الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
- لا تعتمد على واقي الشمس وحده لحمايتك من أشعة الشمس. ارتدِ الملابس الواقية المناسبة واحرص على البقاء في الظل عندما تكون الشمس في أوجها.
- تجنب أجهزة تسمير البشرة، فقد تزيد الأشعة المستخدمة في هذه الأجهزة من خطر الإصابة.
- افحص بشرتك باستمرار وأخبر طبيبك بأي تغيّرات قد تظهر عليها.
المصادر
