تشخيص الإصابة بالسرطان، خصوصاً في مراحله المتقدمة، يُعد بمثابة الصدمة للشخص المصاب وأسرته. لذا، اكتشاف أدوية جديدة فعالة لعلاج السرطان مهم جداً لمنح الأمل للمصابين. في هذا المقال، سنتحدث عن أحد أدوية السرطان الجديدة، دواء أوبدوالاج (Opdualag) لعلاج سرطان الجلد، وأهم استخداماته وآثاره الجانبية.
ما دواء أوبدوالاج؟
أوبدوالاج هو مزيج من مادة نيفولوماب ومادة ريلاتليماب، ويتم تحضيره ليعطى من خلال الحقن الوريدي (IV). تمت الموافقة على استخدامه من قبل إدارة الغذاء والدواء في شهر مارس 2020. ويستخدم الدواء بوصفة طبية لعلاج البالغين والأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أكبر، والذين يعانون من نوع من سرطان الجلد يسمى الورم الميلانيني الذي انتشر أو لا يمكن إزالته عن طريق الجراحة (سرطان الميلانوما المتقدم). ويعد الورم الميلانيني أو سرطان الميلانوما أخطر أنواع سرطان الجلد.
طريقة عمل دواء أوبدوالاج:
يساعد أوبدوالاج في تنشيط جهاز المناعة للشخص المصاب لمحاربة الخلايا السرطانية، حيث يجمع بين مادتين من العلاجات المناعية المختلفة في دواء واحد. فمادة نيفولوماب ترتبط بمستقبل موت الخلية المبرمج 1 (PD-1) على خلايا جهاز المناعة تسمى الخلايا التائية. وتمنع تفاعله مع رابط بروتين موت الخلية المبرمج 1 و2 (PD-L1/2). فيما يُعرف بتثبيط نقاط التفتيش، ما يؤدي إلى تقليل تثبيط الاستجابة المناعية ومنع إيقاف تشغيل الخلايا التائية. وبالتالي استعادة تنشيط جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية وتوليد استجابة مضادة للورم. كما تعمل مادة ريلاتليماب أيضاً على تقليل تثبيط الاستجابة المناعية وتُعزز تكاثر الخلايا التائية وإفراز السيتوكين، فهي جسم مضاد أحادي النسيلة.
تُعرف آلية العمل تلك، بالعلاج المناعي للسرطان، حيث تُساعد جهاز المناعة في محاربة السرطان والتعرف على خلاياه. ويعتبر أحد أهم العلاجات الحالية لمرض السرطان. وتستخدم مثبطات نقاط التفتيش المناعية كأحد أنواع العلاج المناعي لعلاج السرطان. وتسمح هذه الأدوية للخلايا المناعية بالاستجابة بقوة أكبر للسرطان، بعد منع نقاط التفتيش المناعية.
مع الاستجابة القوية للجهاز المناعي لمحاربة السرطان بسبب دواء أوبدوالاج، يمكن أن يتسبب الدواء أيضاً في قيام الخلايا التائية بمهاجمة الخلايا السليمة الموجودة داخل الأعضاء والأنسجة في أي منطقة من الجسم. كما يمكن أن تؤثر أيضاً على طريقة عمل هذه الخلايا، وبالتالي قد تصبح هذه المشكلات في بعض الأحيان خطيرة أو مهددة للحياة، وقد تؤدي إلى الوفاة.
استخدامات دواء أوبدوالاج:
- يستخدم أوبدوالاج لعلاج كل من البالغين والأطفال (12 عامًا أو أكبر ويزن ما لا يقل عن 40 كجم) المصابين بسرطان الجلد الذي انتشر بحيث لا يمكن إزالته جراحيًا. (سرطان الميلانوما المتقدم).
- يستخدم للمرضى من سن 12 عامًا الذين تنتج خلاياهم السرطانية مستوى منخفضًا (أقل من 1 ٪) من بروتين يسمى رابط بروتين موت الخلية المبرمج PD-L1.
كيفية استخدام دواء أوبدوالاج؟
قبل بدء العلاج باستخدام أوبدوالاج، يجب أن يقوم الطبيب بعمل اختبار للمريض لإظهار أن الخلايا السرطانية لديه تنتج مستويات منخفضة (أقل من 1٪) من PD-L1. يُعطى الدواء على شكل تسريب في الوريد لمدة تزيد عن 30 دقيقة مرة كل 4 أسابيع. يجب أن يستمر المريض على العلاج طالما أنه يستفيد منه، أو لا توجد له آثار جانبية خطيرة. في حالة حدوث آثار جانبية معينة، قد يؤخر الطبيب الجرعات أو يوقف العلاج تمامًا.
الآثار الجانبية لدواء أوبدوالاج:
يمكن أن يسبب أوبدوالاج آثارًا جانبية خطيرة، مثل:
- تفاعلات التسريب الوريدي الشديدة. يجب على المريض إخبار طبيبه المتخصص أو الممرضة إذا ظهرت عليه هذه الأعراض أثناء تسريب الدواء:
- ضيق في التنفس.
- حكة أو طفح جلدي.
- الشعور بالإغماء والدوخة.
- الإصابة بالحمى والارتعاش.
- آلام الظهر أو الرقبة.
- مضاعفات زراعة الخلايا الجذعية.
- قصور الغدة الكظرية.
- فقر الدم.
- التهاب القولون والتهاب عضلة القلب.
- الالتهاب الرئوي والتهاب المسالك البولية.
تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لدواء أوبدوالاج (التي قد تؤثر على أكثر من 1 من كل 10 أشخاص) ما يلي:
- آلام في العضلات والعظام وآلام المفاصل.
- الشعور بالتعب، وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء.
- الإصابة بالإسهال وانخفاض الشهية.
- زيادة نتائج اختبار وظائف الكبد.
- الحكة والطفح الجلدي.
- نقص الأملاح (الصوديوم) في الدم.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ.
التحذيرات والاحتياطات اللازمة أثناء استخدام دواء أوبدوالاج:
- يجب على المريض استشارة طبيبه المتخصص إذا ظهرت عليه علامات مشكلات الرئة. وتشمل تلك العلامات على: سعال جديد أو متفاقم، ضيق في التنفس، ألم في الصدر.
- يحذر استخدام الدواء مع المرضى الذين يعانون من مشكلات في جهاز المناعة مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي أو الذئبة.
- يجب الاتصال بالطبيب المتخصص على الفور إذا ظهرت على المريض علامات مشكلات في الكبد أو مشكلات معوية.
- يمنع استخدام أوبدوالاج دون استشارة الطبيب المتخصص إذا كان المريض قد أجرى عملية زرع عضو أو زرع الخلايا الجذعية.
- ينصح باستشارة الطبيب قبل استخدام الدواء، إذا كان المريض يعاني من مشكلات الغدة الهرمونية. فقد تظهر على المريض بعض العلامات مثل: صداع غير عادي مستمر، مشكلات العين، ضربات قلب سريعة، تغيرات في المزاج أو السلوك، على سبيل المثال انخفاض الدافع الجنسي أو التهيج أو النسيان.
- يحذر استخدام الدواء إذا كان المريض يعاني من حالة تؤثر على جهازه العصبي، مثل الوهن العضلي الشديد أو متلازمة جيلان باريه.
- يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أوبدوالاج، إذا كان المريض يعاني من مشكلات في الكلى، أو مشكلات في الجلد والبشرة، أو مشكلات في القلب.
هل يمكن استخدام دواء أوبدوالاج أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية؟
- يحذر استخدام أوبدوالاج إذا كانت المريضة حاملًا أو تخطط للحمل؛ لأنه يمكن أن يؤذي الجنين. يجب على الطبيب المتخصص إجراء اختبار الحمل قبل بدء العلاج. كما يجب على المريضة استخدام وسيلة فعالة لمنع الحمل أثناء العلاج، ولمدة 5 أشهر على الأقل بعد آخر جرعة للدواء.
- يحذر استخدام الدواء أثناء الرضاعة الطبيعية؛ لأنه يمكن أن يمر الدواء في لبن الأم أثناء الرضاعة. بالتالي يمنع الرضاعة دون استشارة الطبيب أثناء العلاج ولمدة 5 أشهر بعد آخر جرعة للدواء.
المصادر:
- Important Facts About Opdualag™ (nivolumab and relatlimab-rmbw)
- Opdualag | Generic name: nivolumab and relatlimab-rmbw
