غدد ميبوم أو الغدد الميبومية هي غدد دهنية دقيقة تبطن حواف الجفون (الحواف التي تتلامس عند إغلاق الجفون)، وتفرز هذه الغدد الدهونَ التي تغطي سطح أعيننا، وتحافظ على عنصر الماء في الدموع من التبخر، وتحميها من الجفاف. فيشكل الماء وطبقة الدهون معاً المزيج المكون للدموع. وصفها العالم الألماني هينريش ميبوم Heinrich Meibom في القرن السابع عشر، وهناك نحو 25 غدة منها في حافة الجفن العلوي، ونحو 20 على حافة الجفن السفلي.
تمنح إفرازان هذه الغدد مع الدموع لزوجة لسطح العين وتحافظ على سلامتها؛ كما أنها تؤثر على جودة الرؤية. فإذا قلت نسبة طبقة الماء أو الدهون، أو كان بها خلل ما، حينها قد نشعر بأعراض تهيج العينين مع عدم وضوح الرؤية.
نقدم لك في هذا المقال معلومات عن خلل غدد الجفون ( الغدد الميبومية) ، وأعراضه، وكيفية علاجه.
ما هو خلل غدد الجفون (خلل الغدد الميبومية Meibomian Gland Dysfunction)؟
يشير خلل الغدد الميبومية إلى الحالة التي لا تفرز فيها هذه الغدد كمية كافية من الدهون، أو عندما تكون الدهون التي تفرزها ذات جودة رديئة وغير مناسبة، وتحدث في بعض الأحيان انسدادات في فتحات الغدد الميبومية، مما يجعلها تفرز كميات أقل من الدهون، كما يمكن أن تكون الدهون التي تخرج من هذه الغدد حبيبية (قشرية) أو غير صحية، مما يسبب التهيج وحفاف العين واحمرارها.
ويعتبر خلل الغدد الميبومية (MGD) شائع جداً، ونادراً ما يواجه البعض أي أعراض، خاصة في المراحل المبكرة، ولكن إذا تُركت الحالة دون علاج، يمكن أن يتسبب ذلك في تفاقم أعراض جفاف العين والتهاب الجفن.
يحدث انسداد الغدد الدهنية بسبب وجود إفرازات سميكة، وتصبح الغدد المسدودة بشكل مزمن غير قادرة في النهاية على إفراز الدهون، مما يؤدي إلى تغييرات دائمة في غشاء الدموع، بالإضافة إلى جفاف العين.
كما وجد العلماء أن هناك عدة عوامل تؤثر على الحالة الوظيفية للغدد الميبومية، وهيئتها مثل: التقدم في السن، وتغيرات الهرمونات الجنسية، وطبيعة النظام الغذائي، وقلة رمش العين، وفي بعض الحالات المرضية، مثل التهاب الجلد الدهني والصدفية، وبعض الأدوية كمضادات الاكتئاب، وعلاجات حب الشباب، ومضادات الأندروجين، مما يؤدي إلى خلل في كفاءة غشاء الدموع.
ما أعراض خلل الغدد الميبومية؟
يعد جفاف العين هو أحد أكثر أعراض خلل الغدد الميبومية شيوعاً، وغالباً ما تكون هذه علامة مبكرة تدل على حدوث انسداد في الغدد الدهنية للجفن. وإضافة إلى ذلك، هناك عديد من الأعراض الأخرى مثل:
- حساسية الضوء.
- احمرار العينين.
- الحكة.
- الإحساس الدائم بوجود جسم غريب بالعين.
- التهابات العين.
- الرؤية الضبابية.
- الإحساس بإجهاد العين.
- عدم تحمل وضع العدسات اللاصقة.
إذا كنت تعاني من أي من الأعراض المذكورة أعلاه، فقد يكون لديك خلل الغدد الميبومية (أو أي من الاضطرابات ذات الصلة). فلا ينبغي تجاهل آلام منطقة العين مهما كانت طبيعتها؛ فغالباً ما تكون علامةً مبكرةً على المرض، وسيكون العلاج في هذه المرحلة مفيداً للغاية، ويسهم في منع أي ضرر للعينين.
كيف يتم تشخيص خلل الغدد الميبومية؟
1. الفحص الطبي
يلجأ الطبيب إلى إجراء فحص شامل لتحديد ما إذا كنت تعاني من خلل الغدد الميبومية، من خلال فحص الإفرازات الناتجة وذلك بالضغط بشكل لطيف على الجفون. كما سيفحص الطبيب غشاء الدموع عن طريق "اختبار زمن تفكك الدموع"، حيث يضع الطبيب قطرة من الصبغة على سطح عينك، ثم يضيء أمامك ضوءًا أزرقَ فتتوهج الدموع. فيتمكن من خلال هذا الفحص معرفة مدى كفاءة الدموع إذا كانت جيدة وتقوم بوظيفتها بشكل مناسب، أم أنها تتلاشى بسرعة ولا تلتصق بسطح العين. كما سيبحث الأطباء أثناء الفحص عن علامات انسداد الغدد الجفنية.
2. التحاليل المخبرية
سيُطلب منك الإجابة على استبيان الأعراض أو استبيان جفاف العين، لمعرفة مدى احتمالية تشخيص حالتك بخلل الغدة الميبومية.
- اختبار حجم الدموع لمعرفة ما إذا كان لديك كمية كافية من الدموع.
- اختبار Meibometry لتحديد كمية الدهون في هوامش الجفن.
- اختبار Schirmer المسيل للدموع باستخدام شريط ورقي، لمعرفة ما إذا كانت كمية الدموع كافية.
يمكن أن تساعد هذه الاختبارات في تحديد ما إذا كنت تعاني من خلل الغدد الميبومية، وتساعد في مراقبة مدى تطور حالتك، والاستجابة للعلاج.
3. التصوير
يستخدم تصوير الغدد الميبومية Meibography لعرض صورٍ للغدد، موضحاً أي تغيرات طرأت عليها.
ما علاج خلل الغدد الميبومية؟
سيناقش طبيبك طرقاً لتحسين نظافة الجفون والرموش لإزالة الجلد الميت والزيوت والبكتيريا المتراكمة. ونظراً لأن جلد الجفن حساس للغاية، احرص على القيام بذلك بلطف. ويجب أن يتم العلاج والعلاج الوقائي كل يوم نظراً لأنها حالة مرضية مزمنة، كما يجب أن يشتمل هذا على كل أو بعضٍ مما يلي :
يؤدي تعريض طرف الجفن إلى الحرارة الدافئة إلى زيادة إنتاج الدهون، وإذابة الدهون التي أصبحت صلبة داخل الغدد.
استَخْدِمْ منشفةً مبللة دافئة (ليست ساخنة جداً) وضَعْها على الجفون لمدة أربع دقائق أو أكثر، حيث يعمل هذا على تذويب الدهون، مما يسمح لها بالتدفق بحرية أكبر، ويساعد على التخلص من أي أوساخ عالقة في الرموش.
وينصح بالقيام بهذه العملية مرتين في اليوم عندما تكون هناك أعراض شديدة، ومرة واحدة يومياً للوقاية.
2. التدليك
يمكن القيام بذلك بإجراء الضغط الخفيف بأطراف أصابعك على طرف الجفن فوق الرموش مباشرةً. قمْ بتحريك الإصبع نحو الأعلى على الجفن السفلي أثناء النظر لأعلى، ثم قمْ بتحريك الإصبع نحو الأسفل على الجفن العلوي أثناء النظر إلى الأسفل، لكن يمكن أن يتسبب التدليك المفرط للجفن في حدوث المزيد من التهيج، لذا يرجى توخي الحذر.
3. تقشير الجفن
يساعد ذلك في إزالة الدهون والبكتيريا، وبقايا الأوساخ التي تسد فتحات الغدد الميبومية. يمكنك القيام بذلك من خلال استخدام أعواد قطنية أو أصابعك أو منشفة دافئة على أطراف أصابعك للفرك برفق على طول خط الرموش في الجفون العلوية والسفلية. ويمكنك استخدام صابون لطيف أو شامبو الأطفال المخفف (بضع قطرات في كوب صغير من الماء) لأنه لن يحرق أو يهيج العينين، ويجب إجراء تقشير الجفن مرة واحدة في اليوم.
4. أوميغا -3 (بذور الكتان وزيت السمك)
بالإضافة إلى ما سبق، قد يستفيد بعض الأشخاص من استكمال وجباتهم بدهون أوميغا 3، حيث تعمل الأحماض الدهنية على تحسين جودة واتساق الزيت الذي تنتجه الغدد الميبومية. ويعدّ زيت بذور الكتان وزيت السمك مصادر ممتازة لأحماض أوميغا 3 الدهنية. وبالنسبة لزيت بذور الكتان، جرب ملعقة صغيرة من زيت بذور الكتان كل يوم للأطفال الصغار، أو ملعقة كبيرة للكبار. اخْلِطْه مع العصير أو المشروبات الساخنة، ولا تتناوله مع أدوية منع تجلط الدم، أو أدوية خفض السكر في الدم.
5. المضادات الحيوية الموضعية
توضع على حواف الجفون وذلك بعد تنظيفها أو وضع الكمادات الدافئة عليها، وفي هذه الحالة يتم استخدام التتراسيكلين لمدة شهر إلى شهرين لهذا الغرض في أغلب الحالات. ويمكن في بعض حالات التهاب الجفن استعمال الستيرويد الموضعي، والمضادات الحيوية الفموية أيضاً، إلى جانب المضادات الحيوية الموضعية حسب استشارة الطبيب.
وختاماً، كما ذكرنا سابقاً فإن وظيفة هذه الغدد هي إفراز طبقة دهنية تفيد في الحفاظ على الدموع والحيلولة دون تبخرها، ومن ثم الحفاظ على رطوبة العينين. ولأن السبب الرئيسي لخلل الغدد الميبومية هو انسدادها، فعليك الاهتمام بالخطوات الوقائية التي ذكرناها في هذا المقال للحفاظ على عينيك من الجفاف.
المصدر:
