الكيس المراري عبارة عن شكل كمثري الشكل يوجد في البطن على الكبد، وفيه يُخزَّن السائل المراري الذي يتدفق بدوره تجاه الجهاز الهضمي، لكي يساعد في عملية هضم الدهون.
يصل السائل المراري إلى الجهاز الهضمي، وتحديداً الاثني عشر، من طريق القنوات المرارية، التي إن حدث فيها انسداد يحدث التهاب مراري حاد كأهم سبب له.
أما الالتهاب، فهو عبارة عن حدوث احمرار وتورّم وألم في المنطقة المصابة، وهو ما يحدث نتيجة إصابة أو مرض أو خلل واستثارة خارجية في تلك المنطقة.
أسباب التهاب المرارة الحاد وكيف يحدث؟
ما يقرب من ١٠٪ من سكان الغرب مصابون بوجود حصوات في الكيس المراري، أغلب هؤلاء لا يعانون من وجود أعراض واضحة عليهم، لكن يصاب نحو ٣٪ من الذين تظهر عليهم أعراض بالتهاب مراري حاد، وأغلبهم تحدث إصابتهم نتيجة انسداد في القنوات المرارية من الحصوات صغيرة الحجم.
حدوث انسداد في القنوات المرارية يحفز حدوث التهاب نتيجة استثارة بعض المواد التي تسبب حدوث التهاب، كذلك إن تراكم السائل المراري في الحويصلة المرارية يزيد من الضغط داخلها، ما يساهم أيضاً في حدوثه.
بين كل عشرة مرضى مصابين بالتهاب مراري حاد، يصاب اثنان منهم بعدوى بكتيرية.
التهاب مراري حاد غير حصوي
نحو ٥٪ من مرضى الالتهاب المراري الحصوي يحدث لهم ذلك نتيجة أسباب أخرى غير انسداد القنوات المرارية (وهو أكثر خطورة من الالتهاب المراري الحصوي) مثل إصابة القنوات المرارية في أثناء حدوث تدخل جراحي كبير أو سوء التغذية أو مرض الإيدز أو حرق أو صدمة صديدية.
ما أعراض الالتهاب المراري الحاد ؟
- ألم شديد حاد مفاجئ في المنطقة اليمنى العلوية من البطن، التي تتميز بوجود الألم بشكل ثابت لمدة تزيد على ١٢ ساعة.
- زيادة في الشعور بالألم عند وضع الطبيب يديه على تلك المنطقة، وعندما يتنفس المريض تنفساً عميقاً.
- وجود ألم في منطقة الكتف اليمنى.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- ارتفاع في نسبة كرات الدم البيضاء ونسبة البكتيريا في الدم ومعدل الترسيب في الدم.
- حدوث اصفرار في الجلد وفي العين في حالات الالتهاب الحاد الشديد.
كيف يُشخَّص الالتهاب المراري الحاد؟
التشخيص الإكلينيكي
حيث يُفحَص المريض من طريق الطبيب المختص بوضع يده على المنطقة اليمنى العلوية من البطن تحت القفص الصدري، فيشعر المريض بألم شديد في تلك المنطقة، وخاصة في حال ضَغْط الطبيب عليها، أو استنشاق نفَس عميق.
الأشعة.
يُعتمَد بشكل أساسي ومبدئيّ على أشعة الموجات فوق الصوتية للحصول على التشخيص، ويمكن أيضاً الاعتماد على بعض الأشعة الأخرى، مثل الأشعة المقطعية وأشعة الإكس راي في اكتشاف الحصوات في عدد قليل من الحالات.
التحاليل الطبية
مثل ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء ومعدل البكتيريا في الدم وسرعة الترسيب.
ما هي طرق علاج الالتهاب المراري الحاد؟
العلاج الدوائي
يستجيب أغلب المرضى للعلاج الدوائي من خلال الأساليب الآتية:
- الصوم والتوقف عن الطعام والشراب بشكل كامل.
- السوائل والمحاليل من طريق الوريد، مثل محلول الملح والجلوكوز وغيرهما حسب حالة المريض ووزنه.
- مضادات حيوية واسعة المجال.
- مضادات الالتهاب غير الاستيرودية.
- مسكنات مناسبة لحالة المريض مع إمداد الجسم بالأكسجين الكافي.
العلاج الجراحي
يحتاج نحو ٢٠٪ من مرضى الالتهاب المراري الحاد إلى التدخل الجراحي العاجل، الذي لا بد أن يحدث في خلال ٧٢ ساعة من بداية الالتهاب، لتجنب العديد من المضاعفات التي قد تحدث في أثناء التدخل الجراحي، نتيجة الالتصاق الشديد للحويصلة الصفراوية بالأنسجة المحيطة، ما يصعّب المهمة على الجراح، ويزيد من احتمالية حدوث المضاعفات للمريض.
ما الحالات العاجلة التي تستدعي التدخل الجراحي العاجل؟
- عند تدهور حالة المريض العامة بشكل سريع.
- عند وجود انتفاخات في الحويصلة الصفراوية.
- التهاب عام في الغشاء البروتوني في البطن.
ما الطريقة المثلى للتدخل الجراحي؟
يعتبر استئصال المرارة من طريق المنظار الجراحي الطريقة المثلى التي من خلالها يمكن تجنّب العديد من المضاعفات، مقارنة باستئصال المرارة جراحياً.
ما العلاج الأمثل للمريض المصاب بالالتهاب المراري الحاد؟
العلاج الدوائي وتحضير المريض لدخول العمليات لاستئصال المرارة من طريق المنظار في خلال ٧٢ من بداية الالتهاب بحد أقصى.
هل هناك أشكال أخرى للتدخل الجراحي غير استئصال الحويصلة المرارية؟
نعم، بعض المرضى الذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة نتيجة سوء حالة المريض بشكل عام، أو عدم جاهزيتهم الصحية للخضوع للجراحة، يُعمَل فغر للمرارة من طريق الجلد للمرضى الذين يجب التخلص من السائل المراري الملتهب لديهم، الذي قد يسبب تجمعاً صديدياً، أو يكون قد سبب تجمعاً صديدياً بالفعل.
يُتَّبَع ذلك الإجراء تحت تأثير المخدر الموضعي، وتُفرَّغ محتويات المرارة من طريق فتحة الجلد، ويُجهَّز المريض لاستئصال الحويصلة في وقت لاحق عند جاهزيته للجراحة.
ما مضاعفات الالتهاب المراري الحاد؟
تعتبر تلك الحالة من المشاكل الصحية الطارئة التي تستوجب دخول المريض إلى المستشفى، ومكوثه تحت العناية الطبية حتى استيفائه للعلاج المناسب له، وفي حالة عدم خضوع المريض للعلاج، قد تصل نسبة الوفاة إلى ٢٠٪، والمضاعفات التي قد تحدث نتيجة الالتهاب هي:
- ثقب في الحويصلة المرارية ويحدث في المرضى الذين يخضعون للعلاج بشكل متأخر أو أولئك الذين لا يستجيبون للعلاج الدوائى ويحدث التدخل الجراحي متأخراً، وبعد ذلك يتكوّن خراج حول منطقة المرارة، ما يستدعي أيضاً التدخل العاجل.
- حدوث غرغرينا في جدار الحويصلة المرارية، وتزداد نسبة حدوث الغرغرينا في الرجال البالغة أعمارهم أكثر من ٥٠ عاماً والمصابين بمشاكل في القلب والمرتفعة نسبة كرات الدم البيضاء على ١٧ ألفاً.
- تكوين ناسور بين الأمعاء والحويصلة المرارية، ففي حال التصاق الأمعاء بالحويصلة قد يسبب الاحتكاك المتكرر تكوّن مسار وناسور بينهما.
- انسداد معوي ناتج من اندفاع الحصوات المرارية في الأمعاء وسدها بعد حدوث ناسور بين الأمعاء والحويصلة.
- الالتهاب المراري الحصوي حالة صحية قد يمكننا وصفها بأنها طارئة وأنها تحتاج إلى التدخل العاجل، سواء دوائياً أو جراحياً، والحل الأمثل لتلك الحالة خضوع المريض للعلاج الدوائي الذي يتبع بالعلاج الجراحي من طريق الاستئصال بالمنظار لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد يسببها الالتهاب الحاد .
المصادر
Acute cholecystitis - NHS
Gangrenous cholecystitis: analysis of risk factors and experience with laparoscopic cholecystectomy
