البهاق Vitiligo، هو مرض يسبب فقدان لون الجلد في شكل بقع كبيرة، ولا يمكن التنبؤ بشدة ومعدل فقدان اللون الناتج عن هذا المرض، وقد يؤثر على الجلد أو أي جزء من الجسم، كما يمكن أن يؤثر على الشعر وداخل الفم وحتى العينين.
بوجه عام، يتحدد لون الشعر والجلد والعينين حسب الميلانين، ويحدث البهاق عندما تموت الخلايا التي تُنتج الميلانين أو تتوقف عن العمل.
يؤثر البهاق على الأشخاص باختلاف أنواع بشرتهم، ولكن يمكن ملاحظته بوضوح أكثر لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ولا تعتبر هذه الحالة المرضية مهددة للحياة أو مُعدية، ولكنها قد تكون مسببة للضغط النفسي أو تجعلك تفقد الثقة بذاتك. قد يؤدي العلاج إلى تحسن مظهر الجلد المتضرر، ولكنه لا يعالج المرض، فما هي أعراض البهاق، وأسبابه ومضاعفاته، وطرق التشخيص والعلاج؟
* أعراض البهاق
يعد فقدان اللون (الصبغة) العلامة الرئيسية لمرض البهاق، والذي تنتج عنه بقع فاتحة أو بيضاء على الجلد. وفي أغلب الأحيان يحدث تغير اللون في البداية في المناطق المعرضة للشمس، مثل اليدين والقدمين والذراعين والوجه والشفتين، وتشمل علامات البهاق ما يلي:- تغير لون الجلد.
- بياض الشعر في فروة الرأس أو الرموش أو الحواجب أو اللحية وتغيره إلى اللون الرمادي قبل الأوان (عادة قبل عمر 35 عامًا).
- فقدان لون الأنسجة التي تبطن داخل الفم والأنف (الأغشية المخاطية).
- فقدان أو تغير لون الطبقة الداخلية لمقلة العين (الشبكية).
- ظهور بقع مشوهة حول الإبطين والسرة والأعضاء التناسلية والمستقيم.
- الكثير من أجزاء الجسم: مع هذا النوع الأكثر شيوعًا، الذي يطلق عليه اسم البهاق العام، قد يتفاقم ظهور البقع المشوهة غالبًا بصورة مشابهة على أجزاء الجسم المطابقة (بالتماثل).
- جانب أو جزء واحد فقط من الجسم: يحدث هذا النوع، المعروف بالبهاق المقطعي، في سن مبكرة، ويتفاقم ظهوره لمدة عام أو اثنين ثم يتوقف.
- منطقة واحدة أو بضع مناطق قليلة فقط من الجسم: ويعرف هذا النوع باسم البهاق الموضعي (البؤري).
* أسباب البهاق
يحدث البهاق عندما تموت الخلايا المكونة للميلانين (الخلايا الصبغية) أو تتوقف عن إنتاجه؛ فهو الصبغة التي تمنح البشرة والشعر والعينين لونها. وتصبح البقع المصابة من الجلد ذات لون أفتح أو بيضاء. ولا يعرف الطبيب السبب في موت الخلايا أو حدوث خلل بها، ولكن قد يكون السبب مرتبطًا بما يلي:- اضطراب يهاجم خلاله جهازك المناعي الخلايا الصبغية في الجلد ويدمرها.
- التاريخ العائلي والعوامل الوراثية.
- الأسباب المحفزة مثل حروق الشمس أو الضغط النفسي أو التعرض للكيميائيات الصناعية.
* مضاعفات البهاق
تزداد لدى الأشخاص المصابين بالبهاق مخاطر الإصابة بما يلي:- الاضطراب الاجتماعي أو النفسي.
- حروق الشمس وسرطان الجلد.
- مشكلات العين، مثل الالتهاب في القزحية (التهاب القزحية).
- فقدان السمع.
- الآثار الجانبية الناجمة عن العلاج، مثل جفاف الجلد والحكة.
* متى ينبغي زيارة الطبيب؟
بادر بزيارة الطبيب في حال فقدان اللون من بعض المناطق في جلدك أو شعرك أو عينيك. ولا يوجد علاج ناجع حتى الآن لداء البهاق، ولكن قد يساعد العلاج في وقف عملية تغير اللون أو إبطائها واستعادة بعض اللون لجلدك.* علاج البهاق
تتوفر العديد من العلاجات للمساعدة في استعادة لون الجلد أو حتى تحسين لون البشرة، وتتباين النتائج، كما لا يمكن التنبؤ بها، كما أن بعض العلاجات لها آثار جانبية خطيرة، لذلك، قد يقترح الطبيب أن تحاول في البداية تحسين مظهر الجلد عن طريق وضع مستحضر التسمير الذاتي أو مستحضر تجميلي.إذا قررت أنت والطبيب علاج هذا المرض باستخدام دواء أو علاج آخر، فقد تستغرق العملية عدة أشهر للحكم على كفاءتها. وقد تحتاج لتجربة أكثر من طريقة قبل أن تجد العلاج الذي يناسبك.
-
أولا: العلاج بالأدوية
الكريمات التي تسيطر على الالتهاب
قد يساعد استخدام أحد الستيرويدات القشرية الموضعية في استعادة لون الجلد (استعادة الصبغة)، خاصة إذا بدأت استخدامها في مرحلة مبكرة من المرض. وقد لا تلاحظ أي تغير في لون الجلد لمدة عدة شهور.يتميز هذا النوع من الكريمات بفعاليته وسهولة استخدامه، ولكن قد يسبب آثارًا جانبية، مثل ترقق الجلد أو ظهور شرائط أو خطوط على الجلد.
قد توصف الأشكال الأقل قوة من الدواء للأطفال والأشخاص الذين يعانون من تشوه مناطق كبيرة من الجلد.
أحد أشكال فيتامين د
يعد الكالسيبوترين الموضعي (دوفونيكس) أحد الكريمات التي يمكن استخدامها مع الستيرويدات القشرية أو الضوء فوق البنفسجي. وتتضمن الآثار الجانبية المحتملة جفاف الجلد والطفح الجلدي والحكة.الأدوية التي تؤثر على الجهاز المناعي
قد تكون المراهم التي تحتوي على تاكروليموس أو بيميكروليموس (مثبطات الكالسينيورين) فعالة بالنسبة للأشخاص الذين تظهر لديهم مناطق صغيرة من فقد الصبغة، وخاصة على الوجه والرقبة. وقد تكون لهذا العلاج آثار جانبية أقل من الستيرويدات القشرية ويمكن استخدامه مع الضوء فوق البنفسجي ب (UVB). وقد حذرت هيئة الغذاء والدواء الأميركية من وجود رابط محتمل بين هذه العقاقير والأورام السرطانية الليمفاوية وسرطان الجلد.الجمع بين الأدوية والعلاج الضوئي
يجمع هذا العلاج بين دواء معروف باسم سورالين والعلاج بالضوء (العلاج الكيميائي الضوئي) لاستعادة لون البقع الفاتحة. وبعد استخدام السورالين بشهر أو وضعه على الجلد المصاب، يتم تعريض الجلد للضوء فوق البنفسجي أ أو الضوء فوق البنفسجي ب (UVB). ونظرًا لأن العلاج يجعل البشرة أكثر حساسية للضوء، فإن الجلد يتحول إلى اللون الوردي. وبينما يتعافي الجلد، يظهر لون بشرة الجلد بشكل أكثر طبيعية. وقد تحتاج إلى تكرار العلاجات حتى ثلاث مرات في الأسبوع لمدة تراوح بين ستة و12 شهرًا.تتضمن الآثار الجانبية المحتملة حروق الشمس الشديدة وظهور البثور والحكة والاسمرار الشديد للجلد وزيادة خطر الإصابة بالمياه البيضاء وسرطان الجلد. وقد يفيد أيضًا وضع كريم للحماية من الشمس، وارتداء نظارات شمسية واقية من الأشعة فوق البنفسجية، وتجنب ضوء الشمس المباشر بعد كل مرة للعلاج بمدة تراوح بين يوم ويومين. ولا يوصى بتناول السورالين عن طريق الفم مع العلاج بالأشعة فوق البنفسجية للأطفال بعمر أقل من 12 عامًا.
العلاج الضوئي
يستخدم هذا العلاج الأشعة فوق البنفسجية ب ضيقة النطاق. وقد تتلقى علاجًا في عيادة الطبيب لمدة ثلاث مرات في الأسبوع. وبخلاف العلاج الكيميائي الضوئي، فإنه لا يتطلب تناول سورالين، ما يسهل العملية. ويتم تحقيق أفضل النتائج على الوجه والجذع والأطراف.العلاج بالليزر
يعيد هذا الإجراء اللون إلى بقع الجلد الفاتحة عن طريق معالجتها بالليزر الإكسميري، الذي يستخدم طولاً موجيًا معينًا من ضوء الأشعة فوق البنفسجية ب. ولا يمكن استخدامه إلا على مناطق صغيرة من الجلد ويستخدم غالبًا في مزيج مع عقار يوضع على الجلد. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية الاحمرار والبثور.إزالة اللون المتبقي (إزالة الصباغ)
قد يكون هذا العلاج خيارًا إذا انتشر داء البهاق بصورة كبيرة ولم تجدِ العلاجات الأخرى نفعًا. وفي هذا العلاج، يوضع دواء يحتوي على أحادي البنزون على المناطق غير المصابة من الجلد، حيث يساعد على تفتيح لونها تدريجيًا حتى تتماشى مع المناطق التي فقدت لونها. ويتم إجراء العلاج مرتين أسبوعيًا لمدة تسعة أشهر أو أكثر.وقد تتضمن الآثار الجانبية احمرار الجلد وتورمه والحكة والجفاف. كما أن فقد الصبغة يكون دائمًا، ما سيجعلك حساسًا بصورة كبيرة لضوء الشمس.
-
ثانيا: العلاج الجراحي
ترقيع الجلد
في هذا الإجراء، يزيل الطبيب أجزاءً صغيرة للغاية من الجلد العادي المصبوغ وتثبيتها على المناطق التي فقدت الصبغة. ويُستخدم هذا الإجراء أحيانًا إذا كان لديك بقع صغيرة من البهاق. ولكن تتضمن المخاطر المحتملة العدوى والتندب وتفاوت درجة اللون وعدم القدرة على استعادة لون المنطقة.الترقيع بالبثور
في هذا الإجراء، يشكل الطبيب بثورًا على الجلد المصبوغ، وعادًة ما يكون ذلك بالشفط، ثم يزيل رؤوس البثور ويزرعها في منطقة الجلد التي تغير لونها. ولكن تتضمن المخاطر المحتملة التندب وعدم القدرة على استعادة لون المنطقة. وتكون نسبة تندب الجلد عند استخدام هذا الإجراء أقل منها مع الأنواع الأخرى لترقيع الجلد.التوشيم (التصبّغ الدقيق)
في هذا الأسلوب، يستخدم الطبيب أداة جراحية معينة لغرس الصبغة في الجلد، وتكون هذه العملية أكثر فعالية حول الشفاه، وخاصة للأشخاص ذوي البشرة الداكنة. ولكن تتضمن عيوب هذه العملية صعوبة مطابقة لون الجلد وتلاشي ألوان الوشم وعدم قدرة الجلد على الاسمرار. كذلك، فإن تلف الجلد الناتج عن التوشيم قد يحفز تكوّن بقع أخرى من البهاق.
-
أساليب الرعاية الذاتية
حماية الجلد من الشمس والمصادر الصناعية لضوء الأشعة فوق البنفسجية
إذا كنت مصابًا بالبهاق، وخاصة إذا كانت بشرتك فاتحة اللون، فاستخدم كريم الحماية من الشمس واسع النطاق ومقاوم للمياه مع عامل حماية من الشمس لا يقل عن 30. كذلك، استخدم كريم الحماية من الشمس بكثرة وأعد استخدامه كل ساعتين أو استخدمه أكثر من ذلك إذا كنت تقوم بالسباحة أو تتعرض للتعرق.واحرص أيضًا على البقاء في الظل وارتداء الملابس التي تحمي بشرتك من التعرض للشمس.
تساعد حماية جلدك من الشمس في منع حروق الشمس وتضرر الجلد على المدى الطويل؛ فقد تتسبب حروق الشمس الشديدة في تدهور حالتك. كما يعمل كريم الحماية من الشمس على تقليل الاسمرار، ما يجعل التباين بين الجلد الطبيعي والجلد الذي تغير لونه ملحوظًا بشكل أقل.