يُعد التفاح من الفواكه المفيدة والغنية بالعناصر الغذائية، لكنه يحتوي في بذوره على مركب كيميائي يتحول إلى مادة السيانيد (Cyanide) السامة. وفي حين أن تناول بذور قليلة عن طريق الخطأ لا يسبب مشكلات صحية خطيرة، فإن تناول كميات كبيرة منها قد يؤدي إلى التسمم بالسيانيد. سنستعرض في هذا المقال تأثير تناول بذور التفاح على الصحة، والمخاطر المحتملة، وأفضل الممارسات لتجنب أي أضرار.
هل بذور التفاح سامة؟
تحتوي بذور التفاح على مركب يسمى الأميجدالين (Amygdalin)، وهو مركب غير سام في حالته الطبيعية. إنما عند مضغ أو طحن البذور، يتحرر الأميجدالين ويتحول في المعدة إلى السيانيد الهيدروجيني (Hydrogen Cyanide) السام. يعمل السيانيد على تعطيل وصول الأكسجين إلى الخلايا، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض التسمم إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
مع ذلك، يحتاج الإنسان إلى تناول كميات كبيرة جدًا من بذور التفاح المسحوقة لتظهر هذه التأثيرات الضارة. تشير الدراسات إلى أن عدد البذور اللازم لحدوث تسمم حاد يتراوح بين 83 إلى 500 بذرة، وذلك يعتمد على وزن الشخص ونوع التفاح.
التسمم بالسيانيد
السيانيد مادة شديدة السمية، وقد استُخدمت عبر التاريخ كسم قاتل. يؤدي السيانيد إلى منع وصول الأكسجين إلى الخلايا، مما يتسبب في أعراض تظهر خلال دقائق إلى ساعات من التعرض. تشمل الأعراض الخفيفة للتسمم بالسيانيد ما يلي:
- اتساع حدقة العين (Dilated Pupils).
- صداع.
- دوار.
- ارتباك.
أما الأعراض الأكثر خطورة فتشمل:
- فقدان الوعي.
- انخفاض ضغط الدم.
- نوبات صرع.
- الغيبوبة.
- الوفاة.
هل تناول بذور التفاح خطير؟
تناول بذور التفاح بكميات صغيرة، كما يحدث عند ابتلاع بذور قليلة دون مضغها، ليس خطيرًا في العادة. لكن مضغ أو طحن كميات كبيرة من البذور قد يؤدي إلى إطلاق كميات سامة من السيانيد، خاصة عند تناولها بكميات كبيرة. لذلك يُفضل إزالة البذور قبل تقديم التفاح للأطفال أو الحيوانات الأليفة.
ماذا عن عصير التفاح؟
لا يحتوي عصير التفاح التجاري عادةً على السيانيد إذا لم يُسحق التفاح مع بذوره. إذا كان العصير مصنوعًا من التفاح الكامل مع البذور، فقد يحتوي على كميات قليلة من الأميجدالين أو السيانيد. أظهرت الدراسات أن البسترة (Pasteurization) تخفض مستوى السيانيد في العصير بفضل تفكك السيانيد عند درجات حرارة منخفضة.
وجدت دراسة أُجريت عام 2015 أن محتوى الأميجدالين في العصائر التجارية يتراوح بين 0.007 و0.01 ملليغرام لكل مليلتر، وهي مستويات تُعتبر آمنة. رغم ذلك، يُنصح بإزالة البذور قبل تحضير العصائر في المنزل.
هل توجد نباتات أخرى تحتوي على السيانيد؟
نعم، تحتوي العديد من النباتات على مركبات تُنتج السيانيد، وخاصة الفواكه التي تنتمي إلى عائلة الورديات (Rosaceae)، مثل:
- الكمثرى (Pears).
- المشمش (Apricots).
- الكرز (Cherries).
قد تحتوي بذور هذه الفواكه على الأميجدالين، لكنها تصبح آمنة بمجرد إزالة البذور أو الحبوب. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض المكسرات مثل اللوز المر (Bitter Almonds) وبذور الكتان (Flaxseeds) على الأميجدالين بنسب متفاوتة. تعد طرق المعالَجة مثل التحميص والبسترة فعّالة في تقليل محتوى السيانيد في هذه الأغذية، مما يجعلها آمنة للاستهلاك.
فوائد التفاح
ثمرة واحدة من التفاح يوميا تغنيك عن زيارة الطبيب؛ وللب التفاح فوائد متعددة، ويمكن الحصول على هذه الفوائد عند تناول التفاح في أيّ وقت كان، ولكن الفائدة الكبرى تُجنى عند تناوله صباحاً وعلى الريق، إذ يمدّ الجسم بالفيتامينات والمعادن الضروريّة والسكر، ويُضفي على البشرة حيويّةً ونضارة؛ أما عن الفوائد الأخرى من أكل التفاح فهي:
- يرطّب تناول التفاح الجسم، ويزيل الحرارة والجفاف، وذلك لغناه بالماء.
- يحمي من مرض ألزهايمر، فهو يقوّي الذاكرة، خصوصاً شرب العصير يومياً وعلى الريق، إذ بيّنت الدراسات أنّ مادة الكيرسيتين تحمي خلايا المخ من التلف، وهذا ما توصلت له العديد من الدراسات، منها دراسة أجريت في جامعة كيبيك في كندا، ودراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة كورنيل، إذ يساعد التفاح على تجديد الخلايا ويمنع أكسدة الدهون في الجسم.
- يساعد على الشفاء من مرض الربو عند الأطفال، وكذلك هو مفيد للأم الحامل، إذ بيّنت إحدى الدراسات أنّ المولود يكون أقل عرضة للإصابة بمرض الربو إذا كانت الأم الحامل تتناول التفّاح بانتظام.
- يحمي من الإصابة بأمراض عدة، كالنقرس ومرض الضمور البقعي الّذي يصيب العين، والّذي يؤدّي إلى فقدان النظر والإصابة بالعمى تدريجيّاً.
- أشارت دراسة أجريت على 9208 من الرجال والنساء أن الذين يتناولون كميات كبيرة من التفاح لمدة تزيد عن 28 سنة كانوا أقل عرضة لحدوث الجلطات، وقد أقرت الدراسة أن استهلاك التفاح مرتبط بانخفاض خطر الجلطات أو السكتات التخثرية (الدموية).
- يفيد في إنقاص الوزن، وخصوصاً التفاح الأخضر، فهو غني بالمواد الضروريّة والعناصر الغذائية، ويحوي على سعرات حراريّة قليلة (كل 100 غرام من التفاح مع قشره يحوي على 52 سعرة حرارية)، إذ يضفي شعوراً بالشبع، فيخلّص الجسم من الوزن الزائد، ويحرق الدهون، ويطرد السّموم من الجسم.
- لاحظ باحثون في جامعة فلوريدا الحكومية أن التفاح يخفض من مستوى الكوليسترول الضار بنسبة 23%، ويرفع من نسبة الكوليسترول الجيد بنسبة 4%، خصوصاً لدى النساء المتقدمات في السن، واللواتي تناولن التفاح يومياً على مدى ستة أشهر.
- يقلل من خطر مرض السكري؛ حسب دراسة أجريت على 187382 شخصاً أظهرت أن الأشخاص الذي يتناولون ثلاث حصص من التفاح أو العنب أو الزبيب أو التوت البري أو الإجاص أسبوعياً كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض السكري بنسبة 7% مقارنةً بغيرهم.
- يقي من الإصابة بسرطان الثدي، وذلك بحسب عدة دراسات أجراها الباحثون في جامعة كورنيل أظهرت أن زيادة استهلاك طيف واسع من الخضار والفاكهة يومياً، ومن ضمنها التفاح، سيزود الجسم بمزيد من الفينولات المفيدة للصحة جداً.
- تحتوي بذور التفاح على الفيتامين ب17 الذي يفترض أن له فوائد صحية لم يتم التأكد منها علمياً.
نصيحة من موقع صحتك
تناول التفاح دون بذوره يُعد ممارسة آمنة وصحية للاستفادة من فوائده الغذائية. رغم أن تناول كميات قليلة من بذور التفاح ليس مضرًا، فإن الوقاية أفضل. لذا، ينصح بإزالة البذور قبل تناول التفاح أو تقديمه للأطفال والحيوانات الأليفة. في حالة تناول كميات كبيرة من بذور التفاح أو ظهور أعراض غير طبيعية، يجب استشارة الطبيب أو الاتصال بمركز مكافحة السموم للحصول على المساعدة اللازمة.