الكافا وتسمى أيضاً الكافا كافا (بالإنجليزية: kava kava)، هو نبات موطنه الطبيعي في جزر جنوب المحيط الهادي، وقد استخدمه سكان حزر المحيط الهادي منذ مئات السنين كمشروب يساعد على الاسترخاء، وقد حظي في الآونة الأخيرة باهتمام خاص بسبب خصائصه المريحة التي تحد من التوتر، فقد يساعد شرب الكافا على تقليل القلق وتحسين النوم، لكن يجب التأكد من استخراج الكافا من الجذر فقط، لأن ذلك يحمي الكبد ويقلل الضرر، ويجب التنويه إلى أن هذا النبات يمكن أن يتفاعل مع بعض الأدوية.
ما هي الكافا ؟
هي شجيرة استوائية دائمة الخضرة لها أوراق على شكل قلب وسيقان خشبية (الاسم العلمي: Pipermethysticum). تَستخدم شعوب المحيط الهادي هذا النبات تقليدياً كمشروب أثناء الطقوس والتجمعات، ولتحضيره يقوم الناس بطحن الجذور وتحويلها إلى عجينة ثم يتم خلط المعجون بالماء وتصفيته واستهلاكه، ويحتوي النبات على مكونات نشطة مثل الكافالاكتونات، والتي تمثل 3٪ إلى 20٪ من الوزن الجاف لجذور هذا النبات.
فوائد عشبة الكافا
تشير الدراسات إلى أن الكافالاكتونات قد يكون لها تأثيرات متعددة على الجسم، مثل تقليل التوتر وحماية الخلايا العصبية من التلف وتقليل الإحساس بالألم، وكذلك تقليل خطر الإصابة بالسرطان. وعلى الرغم من أن هذه الأبحاث تقتصر على الفئران؛ فإن معظم الدراسات ركزت على قدرة هذه العشبة على تقليل القلق، ومن غير المعروف سبب هذا التأثير، ولكن من المرجح أنها تعمل من خلال التأثير على الناقلات العصبية في الدماغ، وأحد هذه الناقلات هو (GABA) الذي يقلل النشاط العصبي. وفيما يلي نفصل هذه الفوائد بشيء من الاستفاضة:
-
تساعد في تقليل القلق
تعتبر اضطرابات القلق شائعة، ويتم علاجها عادة بالعلاج النفسي السلوكي بالإضافة إلى الأدوية، ولكنها يمكن أن تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها، بالإضافة إلى التعود على هذه الأدوية، وهذا ما أدى إلى البحث عن أدوية طبيعية باستخدام النباتات والأعشاب التي قد تكون فعالة وآمنة إلى حد ما.
أجريت دراسة طويلة الأمد تبحث في تأثيرات الكافا على الأشخاص الذين يعانون من القلق، وقد وجد أنها قللت بشكل كبير من القلق مقارنة بالدواء الوهمي، كما لاحظ الباحثون عدم وجود أي آثار جانبية مرتبطة بالانسحاب أو حدوث الإدمان، في حين أن هذه التأثيرات شائعة في الأدوية التي تعالج القلق، لذا خلصت مراجعة 11 دراسة أن هذا النبات فعال في علاج القلق، وأنه يمكن استخدامه كبديل لبعض أدوية القلق ومضادات الاكتئاب الأخرى.
-
تساعد على النوم
ترتبط قلة النوم بعدد من الحالات المرضية، منها ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والاكتئاب، والسرطان والسمنة، لذا يلجأ الأشخاص إلى أدوية تساعدهم على النوم بشكل أفضل، وهذه مثل الأدوية المستخدمة في علاج القلق يمكن التعود عليها، مما يؤدي إلى الإدمان، لذا تم استخدام الكافاكافا كبديل لهذه الأدوية المنومة بسبب تأثيراتها المهدئة، فقد وجدت الدراسات أن هذه العشبة ذات فعالية في تحسين نوعية النوم وتقليل القلق.
وقد يكون تأثيرها على النوم مرتبطًا بتأثيراتها في تقليل القلق والتوتر، فهناك نوع شائع من الأرق يحدث نتيجة التوتر الذي يؤدي إلى عدم القدرة على النوم، وإن تقليل القلق والتوتر يؤدي بالنهاية إلى تحسين النوم، لكن من غير المعروف كيف تؤثر هذه العشبة على الأشخاص الذين لا يعانون من القلق والتوتر وتساعدهم على النوم، لذا هناك نقص في البيانات ونحن بحاجة إلى مزيد من الأبحاث.
-
الفوائد الأخرى
تشمل الفوائد الأخرى المحتملة للكافا في مراجعة لبعض الدراسات ما يلي، على الرغم من أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات هذه الفوائد:
- تقليل الرغبة الشديدة في تناول المواد المسببة للإدمان مثل الكحول والمخدرات.
- تحسين الذاكرة.
- تأثيرات مضادة للسرطان.
- تأثيرات محتملة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث وتحسين الرغبة الجنسية لدى الإناث.
أشكال الكافا
يمكن تناول هذا النبات على شكل شاي أو كبسولة أو مسحوق أو سائل، وباستثناء شاي الكافا فإن باقي المنتجات تكون مصنوعة من خليط مركّز يتم تحضيره عن طريق استخلاص الكافالاكتونات من جذر النبات باستخدام الكحول أو الأسيتون.
- شاي الكافا: الشاي هو الطريقة الأكثر شيوعاً لاستهلاك هذا النبات لعلاج القلق، خاصة أنه متاح ومن السهل الحصول عليه، ويتم بيعه بمفرده أو مع أعشاب أخرى توصف للاسترخاء، ويتم تحضيره عن طريق تخميره بالماء الساخن.
- سائل الكافا: يكون على شكل سائل يباع في زجاجات صغيرة يتراوح حجمها 59 إلى 177 ملليلترًا، ويمكن تناوله بالقطارة أو مزجه مع عصير أو مشروب آخر لتغطية الطعم الذي يشبه الويسكي، ومن المهم تناول جرعة صغيرة فقط لأن مركبات الكافالاكتونات تكون مركزة، وهذا ما يجعل السائل أكثر فعالية من الأشكال الأخرى.
- كبسولات كافا: تم تخصيص هذه الكبسولات للأشخاص الذين لا يحبون طعم النباتات والأعشاب، وعند البحث عن الكبسولات يجب انتقاء الكبسولات التي تحتوي على الكافالاكتونات فقد تحتوي كبسولة واحدة على 100 ملليجرام من مستخلص جذر الكافا والتي تحتوي على 30% كافالاكتون.
الجرعة الآمنة
يوصي الخبراء بألا تتجاوز الجرعة اليومية من الكافالاكتونات 250 ملغ، وتعتبر الجرعة الفعالة من الكافالاكتونات هي 70 إلى 250 ملغ، وقد تكون كمية الكافالاكتونات مكتوبة بالملليجرام أو بالنسبة المئوية، فعلى سبيل المثال، إذا كانت كبسولة واحدة تحتوي على 100 ملغ من مستخلص جذر الكافا وتم التنويه إلى أنها تحتوي على 30٪ كافالاكتون، فسوف تحتوي على 30 ملغ من الكافالاكتونات، وللحصول على الجرعة الفعالة فيوصى بتناول ثلاث مرات يومياً على الأقل من هذا المكمل، وتحتوي معظم مستخلصات جذر الكافا على 30% إلى 70% كافالاكتون.
أضرار عشبة الكافا
على الرغم من فوائد هذه العشبة للتخفيف من القلق؛ فإن هناك بعض المخاوف بشأن آثارها الجانبية المحتملة. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تم الإبلاغ عن العديد من حالات تسمم الكبد المرتبطة باستهلاك عشبة الكافا، ولاحقاً حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من خطر تلف الكبد المرتبط بالمنتجات التي تحتوي على هذا النبات، وقد تم تقييد استخدامه في العديد من البلدان، بما في ذلك ألمانيا وسويسرا وفرنسا وكندا والمملكة المتحدة.
ومع ذلك؛ تم رفع الحظر في ألمانيا لاحقاً بسبب ضعف الأدلة على المخاطر، ويُعتقد أن هذا النبات يضر الكبد بعدة طرق، بما في ذلك كيفية تفاعله مع بعض الأدوية، فإنزيمات الكبد التي تكسر الكافا هي نفسها التي تكسر بعض الأدوية، لذا يمكن لهذه العشبة أن ترتبط بهذه الإنزيمات وتمنع تحطيم الأدوية، مما يؤدي إلى تراكمها وإلحاق الأذى بالكبد.
كما أن غش مستحضرات هذه العشبة وارد، فيمكن خلطها مع عدد من المنتجات والأعشاب المجهولة الهوية والتي قد لا تكون آمنة، وبعض الشركات تستخدم أجزاء أخرى من العشبة مثل الأوراق أو السيقان بدلاً من الجذور لزيادة الربح وتوفير المال، ومن المعروف أن أوراق هذا النبات وسيقانه تضر الكبد، ومع ذلك لم يتم الحصول على أي أدلة حول تلف الكبد لدى الأشخاص الذين تناولوا العشبة على المدى القصير أو لفترة حوالي 1 إلى 24 أسبوعاً.
لذلك فإن الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في الكبد والذين لا يتناولون الأدوية التي تؤثر على الكبد قد يكونون قادرين على استخدام الكافا بأمان بجرعات مناسبة لمدة شهر إلى شهرين تقريبًا.
الأسئلة الشائعة
هل الكافا تجعلك تشعر بالنعاس؟
تناول الجرعات الصغيرة يؤدي إلى استرخاء العضلات والنعاس والشعور بالاسترخاء العام، والجرعات العالية تؤدي إلى النعاس وانخفاض التحكم بالعضلات (الترنح).
هل يمكن تناول الكافا مع الزاناكس؟
قد تزيد الكافا من تأثير مثبطات الجهاز العصبي المركزي مثل البنزوديازيينات المستخدمة في علاج اضطرابات النوم والقلق، خاصة الدواء المنوم زاناكس (Xanax)، لذا يجب عدم الجمع بين مستخلص هذا النبات والزاناكس.
كم من الوقت يجب أن أشرب الكافا قبل النوم؟
أفضل طريقة لاستهلاك هذا النبات للحصول على نوم أفضل هو تناوله قبل الذهاب إلى السرير بساعتين، خاصة إذا تم تناوله للاسترخاء بعد يوم مرهق أو للتفكير في مشكلة صعبة.
نصيحة من موقع صحتك
تتمتع الكافا بتاريخ طويل من الاستهلاك في جنوب المحيط الهادئ، وتعتبر مشروباً آمناً بشكل عام، وتحتوي جذور النبات على الكافالاكتونات التي ثبت أنها تساعد في تخفيف القلق، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذه العشبة لأنها قد تتفاعل مع بعض الأدوية، ويجب قراءة الملصق على عبوات المكملات الغذائية التي تحتوي على مستخلص الكافا للتأكد من كمية محتواها من الكافالاكتون، كما يجب التحقق مما إذا كانت مشتقة من الجذر أو من أجزاء أخرى من النبات قد تكون أكثر ضرراً للكبد، ومع أخذ جميع هذه التحذيرات بعين الاعتبار فمن الممكن لمعظم الناس الاستمتاع بفوائد الكافا بأمان.