في هذا المقال، نوضح ظاهرة "لسان أوزيمبيك" التي يعاني منها بعض مستخدِمي أدوية التخسيس GLP-1 مثل أوزيمبيك، حين يظهَر طعم مر أو معدني مزعج في الفم. نستعرض أسباب هذا العرَض الجانبي، وتأثيره على التذوق والشهية، وكيفية التعامل معه بطرق مبسطة.
ما هو دواء أوزيمبيك (Ozempic)؟
أوزيمبيك هو اسم تجاري لعقار يحتوي على مادة فعالة تُعرف باسم "سيماغلوتايد" (Semaglutide)، وهي تنتمي إلى فئة "ناهضات مستقبِل GLP-1" (GLP-1 Receptor Agonists). تُستخدم هذه الأدوية في الأساس لعلاج السكري من النوع الثاني، كما أصبحت تُوصف أيضًا للمساعدة في إنقاص الوزن. تعمل هذه الأدوية على خفض مستوى السكر في الدم، وتقليل الشهية، وتأخير إفراغ المعدة، مما يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، وتؤدي إلى تخفيض الوزن.
ما هو "لسان أوزيمبيك" (Ozempic Tongue)؟
"لسان أوزيمبيك" هو مصطلح غير رسمي أطلَقه المستخدِمون على الطعم غير المعتاد الذي يظهَر في الفم أثناء استخدام دواء أوزيمبيك أو أدوية GLP-1 الأخرى. يصف البعض هذا الطعم بأنه مر، أو حامض، أو معدني، وقد يظل في الفم لفترات طويلة حتى بعد الأكل أو الشرب.
أسباب حدوث "لسان أوزيمبيك"
من أهم الأسباب لحدوث طعم مر أو معدني مزعج في الفم بعد أخذ أدوية التخسيس الآتي:
-
عُسر التذوق (Dysgeusia)، في التجارب السريرية لدواء أوزيمبيك، أفاد حوالي 0.4% من المشاركين بإصابتهم بعسر التذوق، وهي حالة تؤثّر على الإحساس بالطعم، وقد تسبّب تغيرًا في طريقة إدراك المذاق.
-
امتصاص الدواء إلى اللعاب، بعض الأدوية، مثل أوزيمبيك، يتم امتصاصها في الجسم ثم تصل إلى اللعاب (Saliva)، مما يسبب ظهور طعم غريب.
-
جفاف الفم (Dry Mouth)، يمكن أن تؤثّر أدوية GLP-1 على إنتاج اللعاب، مما يسبب جفاف الفم، وهو ما يفاقم الإحساس بالطعم المعدني أو المر.
-
تأثير على مستقبلات التذوق (Taste Receptors)، دراسة نُشرت في مجلة Physiology & Behavior عام 2024 أشارت إلى أن استخدام أدوية GLP-1 يؤدي إلى انخفاض الإحساس بجميع أنواع الطعم (الحلو، والحامض، والمالح، والمر، والأومامي)، مما يؤدي إلى تشويش إدراك الطعم.
العلاقة بين تغيّر التذوق وفقدان الشهية
يقول المختصون إن اضطرابات التذوق قد تكون أحد أسباب انخفاض الشهية أثناء استخدام أدوية GLP-1، لأن تقليل الإحساس بالنكهات قد يجعل الطعام أقل جاذبية للمستخدِم. بالإضافة إلى ذلك، تؤثّر السمنة نفسها على الدماغ ومستقبِلات الطعم، مما يقلل من الإحساس بالنكهات. وعندما يبدأ المريض بفقدان الوزن، قد تستعيد حاسة التذوق قوتها تدريجياً، ما يفسر لماذا تصبح بعض الأطعمة أكثر حدة أو غير مستساغة.
مدى شيوع "لسان أوزيمبيك"
رغم قلة التقارير السريرية الرسمية، فإن كثيرًا من مستخدِمي أدوية GLP-1 يشاركون تجاربهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويصِفون ظهور "لسان أوزيمبيك" بعد أسابيع من بدء استخدام الدواء. ومع ذلك، فإن بعض الأطباء لم يتلقوا شكاوى مباشرة حول هذا العرَض، ربما لأن المرضى يركّزون على فقدان الوزن ويتجاهلون الأعراض الجانبية الخفيفة.
كيفية التعامل مع "لسان أوزيمبيك"
إذا كنت تعاني من "لسان أوزيمبيك"، فهناك بعض الإجراءات البسيطة التي قد تساعدك في التخفيف من هذه المشكلة:
-
شرب الماء بكثرة، الحفاظ على رطوبة الفم يعزز وظيفة براعم التذوق (Taste Buds) ويقلل من الإحساس بالطعم المر أو المعدني.
-
تحسين نظافة الفم، تنظيف الأسنان، واستخدام خيط الأسنان، وتنظيف اللسان يوميًا يساعد في تقليل البكتيريا وتحسين حاسة التذوق.
-
استخدام توابل إضافية في الطعام، إضافة توابل مثل النعناع، والزعتر، والفلفل الأسود أو القرفة قد يعيد توازن النكهة ويجعل الطعام أكثر متعة.
-
استخدام الغرغرة المنزلية، يمكن تجربة الغرغرة بمحلول مخفَّف من خل التفاح (Apple Cider Vinegar) أو عصير الليمون، أو باستخدام الماء مع بيكربونات الصوديوم (Baking Soda) لتقليل الطعم السيئ.
-
استشارة الطبيب، في حال استمرار الأعراض، يمكن للطبيب النظر في تعديل الجرعة، أو تجربة دواء بديل من نفس الفئة.
هل "لسان أوزيمبيك" خطِر؟
"لسان أوزيمبيك" ليس حالة طبية خطيرة في معظم الحالات، لكنه قد يؤثر على جودة الحياة، خاصة إذا استمر لفترة طويلة، أو إذا كان الطعم المزعج يؤثّر على شهية المريض. ومع ذلك، تعتبر معظم الحالات مؤقَّتة وتتحسن بمرور الوقت أو بعد إيقاف الدواء.
هل يستدعي "لسان أوزيمبيك" وقف الدواء؟
عادة لا يُعد هذا العرض سببًا كافيًا لوقف العلاج، خاصة إذا كانت فوائده واضحة من حيث فقدان الوزن وتحسن مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، فإن التقييم النهائي يجب أن يتم من قبل الطبيب بناءً على الأعراض وعلى تاريخ الحالة الصحية للمريض.
نهايةً، "لسان أوزيمبيك" هو عرَض جانبي محتمل وغير شائع لاستخدام أدوية GLP-1 مثل أوزيمبيك، ويتميز بظهور طعم غير طبيعي في الفم. ورغم أن هذا العرَض قد يسبب انزعاجًا، فإنه لا يُعد خطيرًا في أغلب الحالات، ويمكن التعامل معه ببعض الخطوات البسيطة مثل الحفاظ على رطوبة الفم، وتحسين نظافة الفم، واستخدام بعض الغرغرات المنزلية. من المهم دائمًا التواصل مع الطبيب في حال استمرار الأعراض لتقييم الخيارات العلاجية المتاحة.