عشبة الحسك أو الحسكة (بالإنجليزية: الاسم العلمي Tribulus terrestris التريبولوس) هي ما يعرف باسم القُطْبُ أو الشَّرْشَرُ أو عشبة الشقشق أو ضرس العجوز أو شوك الأرض. وتشير الأبحاث إلى أن هذه العشبة تساعد في ضبط مستويات الكوليسترول والسكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
هناك الكثير من المكملات الغذائية التي تحتوي على عشبة الحسك بسبب شهرتها في زيادة الرغبة الجنسية والخصوبة، بالإضافة إلى بناء العضلات كبديل للعلاجات الهرمونية، والتي يهدف لاعبو رفع الأثقال عند استخدامها إلى الحصول على بنية معينة من العضلات. في هذا المقال نسرد إليكم بعض أهم الفوائد لعشبة الحسك وما إذا كان يجب عليك التفكير في تناولها كمكمل غذائي.
فوائد وتأثيرات عشبة الحسك
اشتهر استخدام هذه العشبة منذ القدم، وهي عشبة من فصيلة القديسية، وفي الوقت الحالي تم استخراج المادة النشطة في هذه العشبة واستخدامها على شكل مكمل غذائي بسبب فوائدها العديدة للجسم. تعرف معنا على هذه الفوائد:
تؤثر على صحة القلب وسكر الدم
على الرغم من أغلب الناس يتناولون عشبة الحسكة بسبب تأثيراتها المحتملة على القدرة الجنسية وزيادة الرغبة، فإن هناك بعض الدراسات التي سلطت الضوء على فوائدها الأخرى المحتملة، فقد وجَدت دراسة أن تناول 1000 مجم من هذه العشبة أدت إلى انخفاض مستوى السكر والكوليسترول في الدم لدى 98 امرأة مصابة بمرض السكري من النوع الثاني بعد 3 أشهر من تناول العشبة.
وأظهرت أيضاً الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن عشبة الحسك قد تقلل من مستويات الكوليسترول في الدم وتحمي من تلف الأوعية الدموية، وعلى الرغم من أن هذه النتائج قد تبدو واعدة، فإن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيد هذه الآثار عند الإنسان.
لا تعزز هرمون التستوستيرون لدى البشر
العديد من الإعلانات التي تروج للمكملات المصنوعة من عشبة الحسكة تؤكد أنها تعزز هرمون التستوسيترون، لكن وجدت دراسة أجريت على النساء والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و60 عاماً، والتي استمرت من 2-90 يوماً وشملت أشخاص أصحاء وآخرين من الذين يعانون من مشكلات جنسية، أن هذا المكمل لم يرفع من مستوى هرمون التستوستيرون. ووجد بعض الباحثون أن عشبة الحسك قد تزيد من هرمون التستوستيرون عند الحيوانات، لكن هذه النتيجة لم تسجل عند البشر، وهناك حاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث في هذا المجال.
قد تعزز الرغبة الجنسية
على الرغم من أن هذه العشبة قد لا تزيد هرمون التستوستيرون فإنها قد تعزز الرغبة الجنسية، فقد وجد الباحثون أن استهلاك الرجال الذين يعانون من انخفاض الرغبة الجنسية مقدار 750-1500 مجم من عشبة الحسكة يومياً لمدة شهرين فإن الرغبة الجنسية لديهم زادت بنسبة 79%، كما زادت الرغبة الجنسية لدى النساء اللاتي يعانين من انخفاض الرغبة بنسبة 67% بعد تناول مكملات تحتوي من 500 -1500 مجم من هذه العشبة لمدة 90 يوماً.
كما أثبتت دراسات أخرى أن المكملات الغذائية التي تحتوي على هذه العشبة عززت الرغبة الجنسية والإثارة لدى النساء ذوات الرغبة الجنسية المنخفضة، وأظهرت نتائج جيدة كذلك لدى الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب عند تناولها بجرعة 1500 ملجم يومياً، لكن ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذا التأثير.
لا تحسن بناء الجسم أو أداء التمارين الرياضية
يقوم الرياضيون بتحسين أداء الجسم وبناء الجسم وتضخيم العضلات وتقليل الدهون من خلال تناول مكملات عشبة الحسك بشكل متكرر، وقد يكون ذلك الاستخدام نتاج سمعة هذا العشب بأنه يقوم بزيادة وتعزيز هرمون التيستوستيرون، وفي الحقيقة أن الأبحاث ما زالت محدودة حول هذا التأثير.
أجريت دراسة على الرجال الذين يمارسون رفع الأثقال خلال خمسة أسابيع من تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على هذه العشبة، ولم تكن هناك فروق في تحسين الأداء الرياضي أو بناء العضلات مقارنة بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.
ولكن دراسة أخرى أجريت لمدة 8 أسابيع، بينت أن تناول العشبة مع ممارسة التمارين الرياضية حسنت بناء الجسم وتكوين العضلات، ومع الأسف لا توجد أبحاث متاحة حول تأثير العشبة على النساء اللواتي يمارسن الرياضة، وما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث.
تأثيرات محتملة أخرى
بالإضافة إلى التأثيرات السابقة التي تمت مناقشتها فقد يكون لعشبة الحسك تأثيرات محتملة أخرى على الجسم، والتي تشمل الآتي:
- توازن السوائل: قد يعمل النبات كمدر للبول ويزيد من إنتاج البول.
- الجهاز المناعي: ثبت أن المكمل يزيد من نشاط الجهاز المناعي لدى الفئران.
- الدماغ: قد يكون لهذه العشبة تأثيرات مضادة للاكتئاب لدى الفئران.
- الالتهاب: أظهرت اختبارات أجريت على أنابيب الاختبار وجود تأثيرات محتملة مضادة للالتهاب.
- تسكين الألم: أظهرت دراسات على الفئران أن الجرعات العالية من هذا المكمل قد تسكن الألم.
- السرطان: أظهرت أبحاث مخبرية تأثيراً محتملاً مضاداً للسرطان.
ومع ذلك؛ لم يتم دراسة جميع هذه التأثيرات تقريباً سوى في مختبرات الأبحاث أو في الحيوانات، وحتى هذه اللحظة فالأدلة ما تزال محدودة للغاية، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات لتأكيد هذه التأثيرات على البشر.
الجرعة المستخدمة
استخدم الباحثون جرعات مختلفة لتقييم تأثير عشبة الحسك إذ استخدموا جرعة 1000 ملغم لدراسة تأثيرها على خفض نسبة السكر في الدم، بينما الأبحاث التي تدرس التأثير على الرغبة الجنسية استخدمت جرعات تتراوح بين 250 و1500 ملغم يومياً.
وهناك دراسات أخرى قامت باستخدام جرعات متناسبة مع وزن الجسم، فكانت الجرعات تتراوح من 10 إلى 20 مجم لكل كيلوجرام، فإذا كان وزن الشخص 70 كجم فقد يتناول جرعة تتراوح بين 700 و1400 مجم يومياً.
السابونينات (Saponins) في عشبة الحسك
السابونينات عبارة عن مركبات كيميائية موجودة في هذه العشبة، ويعتقد أنها المسؤولة عن فوائدها الصحية، وتحتوي المكملات التي تحتوي على عشبة الحسكة على نسبة 45-60% من السابونينات، ومن المهم الانتباه إلى أن النسبة الأعلى من هذه المادة الكيميائية تعني ضرورة تناول جرعة أقل من المكمل حيث يكون المكمل أكثر تركيزاً.
الآثار الجانبية
أفادت الدراسات التي استخدمت جرعات متنوعة من هذه العشبة وجود آثار جانبية ضئيلة، وعدم وجود مخاوف على السلامة والأمان، وتشمل الآثار الجانبية غير الشائعة تقلصات بسيطة في المعدة، وارتجاعًا. ومع ذلك؛ أظهرت دراسة أجريت على الفئران مخاطر محتملة حول تلف الكلى، كما تم الإبلاغ عن حالة تسمم واحدة من عشبة الحسك لرجل أفرط في تناولها لمنع حصيات الكلى.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ما هي فوائد عشبة الحسك للرجال؟
يشاع استخدام المكملات التي تحتوي على عشبة الحسكة لتعزيز الرغبة الجنسية لدى الرجال، بالإضافة إلى استخدامها في بناء العضلات عند الرياضيين بسبب الادعاء أنها تزيد مستويات هرمون التستوستيرون، ولكن جميع هذه الادعاءات غير مدعومة بأدلة ودراسات قوية، وتحتاج إلى مزيد من البحث.
كيف أستخدم عشبة الحسك ؟
يمكن تناول عشبة التريبولوس على شكل كبسولات كمكمل غذائي أو مسحوق مطحون، وتختلف الجرعة الموصى بها بحسب الهدف من استخدامها والعمر والجنس، لكن تتراوح الجرعة 250 إلى 1500 مجم يومياً تؤخذ أثناء الوجبات لمدة 90 يوماً.
نصيحة من موقع صحتك
عشبة الحسكة أو الحسك (التريبولوس) هي نبات صغير ذو أوراق يستخدم في الطب الصيني والهندي التقليدي منذ سنوات عديدة، ومن الرغم من سمعة هذه العشبة بفوائدها العديدة؛ فإن العديد من هذه الفوائد لم يتم دراسته إلا على الحيوانات، أما الدراسات القليلة التي أجريت على البشر فهناك بعض الأدلة أنها تحسن مستوى السكر والكوليسترول في الدم لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني. وكما هو الحال في جميع المكملات الغذائية؛ يجب أن تفكر بالفوائد والمخاطر قبل تناولها، ويجب استشارة مختص الرعاية الطبية.