وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على حقن دوبيكسنت Dupixent لعلاج الشرى العفوي المزمن (CSU) لدى المرضى الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا فأكثر، ليصبح بذلك أول دواء مُوجّه جديد منذ أكثر من عَقد لعلاج هذا المرض الجلدي الالتهابي.
الشرى، أو ما يسميه الأطباء الأرتيكاريا، عبارة عن بثور مسطحة على سطح الجلد ذات لون أحمر ومثيرة للحكة ومؤلمة أحيانًا، ويُصيب الشرى حوالي 20% من الناس في مرحلة ما من حياتهم. عندما تستمر حالات الشرى لأكثر من ستة أسابيع، تُعرف هذه الحالة باسم الشرى العفوي المزمن أو المجهول السبب، والتي يُمكن أن تُصيب 1.4% من عامة السكان، وتُصيب النساء أكثر من الرجال بحوالي الضعف، وقد تستمر الحالات لأشهر أو سنوات.
يمثل علاج الشرى العفوي المزمن تحديًا صعبًا، وذلك لعدم وضوح سبب الإصابة به ولصعوبة السيطرة عليه. غالبًا ما تُستخدم مضادات الهيستامين H1 للسيطرة على أعراض الحكة والشرى، ومع ذلك قد لا تعطي نتائج فعالة في العديد من المرضى ولا يتم السيطرة على المرض بشكل كافٍ. بالتالي توفّر الموافقة على حقن دوبيكسنت (دوبيلوماب) المزيد من الخيارات للمرضى وفرصة جديدة للسيطرة على مرضهم.
ما هو دواء دوبيكسنت؟
دواء دوبيكسنت عبارة عن حقن تؤخذ تحت الجلد، وتحتوي على المكون النشط دوبيلوماب الذي ينتمي إلى فئة من الأدوية تُسمى مثبطات الإنترلوكين. تعمل حقن دوبيكسنت Dupixent عن طريق استهداف وحجب البروتينات إنترلوكين-4 (IL-4) وإنترلوكين-13 (IL-13)، وهما بروتينان التهابيان رئيسيان في الجسم. تتحكم هذه العوامل في مسارات الإشارات الالتهابية وبعض المواد التي تساهم في الالتهاب في الحالات التي يعالجها الدواء، مثل الإكزيما، والربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
ما استخدامات حقن دوبيكسنت Dupixent؟
بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على حقن دوبيكسنت Dupixent لعلاج الإكزيما في مارس 2017 ، تلتها موافقات لحالات طبية أخرى لتصبح معتمدة في علاج العديد من الحالات الطبية. تشمل دواعي استعمال حقن دوبيكسنت Dupixent ما يلي:
- الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي) المتوسطة إلى الشديدة لدى البالغين والأطفال من عمر 6 أشهر أو أكبر، الذين لا يستطيعون استخدام العلاجات الموضعية أو لا تسيطر هذه العلاجات على حالتهم.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن غير المُسيطر عليه بشكل كافٍ.
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن المصحوب بسلائل أنفية.
- مرض الربو المتوسط إلى الشديد لدى البالغين والأطفال من عمر 6 سنوات أو أكبر.
- التهاب المريء اليوزيني لدى البالغين والأطفال بعمر سنة واحدة أو أكبر والذين لا يقل وزنهم عن 15 كجم.
- الحكاك العقيدي للبالغين.
- الشرى العفوي المزمن لدى البالغين والمراهقين بعمر 12 عامًا أو أكبر، والذين لا يزالون يعانون من الأعراض على الرغم من العلاج بمضادات الهيستامين H1.
فعالية حقن دوبيكسنت Dupixent لعلاج الشرى العفوي المزمن
يعمل دواء دوبيكسنت على استهداف نوعين محددين من السيتوكينات (إنترلوكين-4 وإنترلوكين-13) المعروفين بتحفيزهما لمشاكل الجلد، ويمنعهما من التواصل مع الخلايا الأخرى، مما يساعد بدوره على تخفيف الالتهاب داخل الجسم. دعمت نتائج التجارب السريرية التي قيّمت فعالية دواء دوبيكسنت وسلامته كعلاج إضافي لمضادات الهيستامين التقليدية، مُقارنةً بمضادات الهيستامين وحدها، وأظهرت فعالية الدواء، وأدت إلى الموافقة عليه.
أظهر المرضى الذين عولجوا بدواء دوبيكسنت (دوبيلوماب) كعلاج إضافي لمضادات الهيستامين H1 انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الحكة والشرى مقارنةً بالمرضى الذين تناولوا مضادات الهيستامين فقط أو تناولوا العلاج الوهمي، وذلك من بين ما يقرب من 300 طفل وبالغ شاركوا في الدراسات ولم يخضعوا للعلاج البيولوجي من قبل.
الآثار الجانبية لحقن دوبيكسنت
أظهرت نتائج السلامة في جميع التجارب أن التفاعلات في مكان حقن الدواء (ألم، تورم، حرقة، تهيج) هي أكثر الآثار الجانبية شيوعًا مع دواء دوبيكسنت. تشمل الآثار الجانبية الأخرى الشائعة ما يلي:
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي، مثل انسد الأنف والتهاب الحلق.
- مشاكل في العين.
- ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء.
- آلام الظهر.
- آلام العضلات والمفاصل.
- مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال، أو التهاب المعدة.
- دوار.
- أرق.
- صداع.
- عدوى فيروس الهربس.
- قروح البرد.
- طفح جلدي أو احمرار في الوجه.
كلمة أخيرة من موقع صحتك
يُسبب الشرى العفوي المزمن حكة شديدة قد تؤثر على حياة المرضى اليومية، خاصةً أن علاجه يمثل تحديًا كبيرًا نظرًا لعدم وضوح سببه، كما أن هذا المرض قد يظل خارجًا عن السيطرة لدى العديد من المرضى على الرغم من العلاج بمضادات الهيستامين، وبالتالي يصبح المريض أمام خيارات علاجية بديلة محدودة. من هنا، تُتيح موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على حقن دوبيكسنت Dupixent خيارات أكثر للمرضى وفرصة للسيطرة على مرضهم.
قد يكون دوبيكسنت خيارًا مناسبًا للمريض إذا كان يعاني من الشرى المزمن ولم تُجدِ العلاجات الأخرى نفعًا، لكن يجب استشارة الطبيب المختص قبل استخدام الدواء، لأنه قد لا يكون مناسبًا إذا كان المريض يعاني من مشاكل في العين أو من عدوى طفيلية، أو إذا تلقى المريض مؤخرًا لقاحاً حياً، كما أن الدواء لا يُستخدم أثناء الحمل والرضاعة الطبيعة دون استشارة الطبيب المعالج.