أدوية تتفاعل مع حبوب منع الحمل بحيث تجعل فعاليتها أقل، وتزيد من احتمال حدوث الحمل، فإذا كنت بحاجة إلى استخدام دواء آخر مع وسائل منع الحمل الهرمونية فيجب عليك التأكد من مدى تأثير هذه الأدوية على وسيلة تنظيم النسل. فإذا كنت تحرصين على أن تعمل هذه الأدوية بشكل صحيح فيجب عليك تجنب بعض الأدوية، إذ تحتوي حبوب منع الحمل وبعض وسائل منع الحمل الأخرى، مثل اللصقات أو الحلقات أو الحقن، على الهرمونات الجنسية الأنثوية مثل الإستروجين والبروجستين، وهي تمنع خروج البويضات من المبيض، وبالتالي تمنع حدوث الحمل، لكن بعض الأدوية قد تمنع هذه الهرمونات من القيام بعملها، وإذا كنت تتناولينها في نفس الوقت فقد لا تحصلين على الحماية الكاملة لمنع حدوث الحمل.
أدوية تتفاعل مع حبوب منع الحمل
تحتوي موانع الحمل الهرمونية على مزيج من الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والبروجستين أو هرمونات البروجستين فقط، وتساعد في منع احتمال حدوث الحمل بعدة طرق، ومن هذه الطرق:
- منع الإباضة (إطلاق البويضة شهرياً).
- منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.
ولكن إذا كنت تتناولين أدوية تتفاعل مع حبوب منع الحمل فلن تتمكن من القيام بعملها، ويوضح الأطباء أن معظم الأدوية التي يتم وصفها لا تتفاعل مع وسائل منع الحمل، ولكن هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تقلل من مفعول أنواع معينة من وسائل منع الحمل، وعلى وجه التحديد وسائل منع الحمل الهرمونية المركّبة، مثل حبوب منع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم، والحلقات المهبلية، ولصقات تحديد النسل، إذ تحتوي على كل من هرموني الإستروجين والبروجستون.
كيف تتفاعل الأدوية مع حبوب منع الحمل؟
الطريقة الأكثر شيوعاً لتفاعل الدواء مع وسائل منع الحمل الهرمونية من خلال التأثير على استقلاب هذه الوسائل في الجسم عن طريق إنزيمات الكبد، وأشهر هذه الإنزيمات هو السيتوكروم P450، وتتحكم هذه الإنزيمات في:
- مدى سرعة استقلاب الأدوية وتحللها.
- مدة نشاط هذه الإنزيمات في الجسم.
فعندما تؤثر الأدوية على إنزيمات السيتوكروم P450 يمكن أن تزيد من استقلاب وتحلل أدوية منع الحمل، وبالتالي إزالتها من الجسم بسرعة، وعندما تقل مستويات هذه الهرمونات من الجسم يزيد احتمال حدوث الحمل وتقل فعالية حبوب منع الحمل.
أمثلة على أدوية تتفاعل مع حبوب منع الحمل
معظم الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية وكذلك الأدوية الموصوفة لا تتفاعل مع وسائل منع الحمل الهرمونية، لكن هناك فئات معينة من الأدوية التي تعالج حالات معينة تتفاعل مع حبوب منع الحمل (مثل مركبات الكربون الكلورية-الفلورية):
-
أدوية الصرع وحبوب منع الحمل
من أشهر الأمثلة على أدوية تتفاعل مع حبوب منع الحمل هي أدوية الصرع، إذ تعمل الأدوية المضادة للصرع على منع وايقاف النوبات، وهذه النوبات عبارة عن تدفقات شديدة مؤقتة من النشاط الكهربائي في الدماغ، والتي تسبب أعراضاً مثل اختلاجات وحركات العضلات التي لا يمكن السيطرة عليها، ومن المرجح أن تتفاعل بعض أدوية نوبات الصرع مع وسائل منع الحمل الهرمونية، وتشمل الأدوية الموصوفة التي تقلل فعالية وسائل تنظيم النسل الهرمونية:
- كاربامازبين (Carbamazepine): يستخدم لعلاج الفصام ومتلازمة تململ الساقين، والاضطراب الثنائي القطب، وآلام الأعصاب المرتبطة بالفيبروميالجيا.
- الفينيتوين (Phenytoin): ويستخدم لعلاج اضطرابات السلوك وآلام الأعصاب.
- توبيراميت (Topiramate): يستخدم لعلاج آلام الأعصاب واضطرابات الأكل والاضطرابات النفسية والصداع النصفي.
وهناك تفاعل آخر مع دواء هو اللاموتريجين (lamotrigine) الذي يتفاعل مع مركبات الكربون الكلورية الفلورية، ولكن في هذه الحالة "لاموتريجين" هو الدواء المتأثر بحيث يمكن أن يؤدي تناول حبوب منع الحمل إلى جعله أقل فعالية في علاج نوبات الصرع.
-
الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية
بعض الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية والتي تسمى مضادات الفيروسات القهقرية (ARVs) تجعل وسائل منع الحمل الهرمونية أقل فعالية، ويمكن أن يحدث العكس أيضاً، وتُظهر الأبحاث بعض القلق حول تأثير هذه الأدوية، لكن فقط عقار إيفافيرينز (efavirenz) ثبت أن له تأثيراً كبيراً على أدوية تنظيم النسل الهرمونية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفعالية. ويشير الخبراء إلى أن تطوير أدوية فيروس نقص المناعة البشرية يتغير بسرعة، لذا إذا كنت تتناولين أي من هذه الأدوية فيجب مراجعة الطبيب قبل تناول موانع الحمل للتأكد من عدم وجود أي تفاعلات بينها.
-
المضادات الحيوية وحبوب منع الحمل
عادة لا تتفاعل معظم المضادات الحيوية مع حبوب منع الحمل، وإن استخدامها معاً غالباً لن يؤثر على مفعول أي منهما، لكن هناك مضاد حيوي واحد يمكن أن يثير القلق وهو ريفامبين (Rifampin)، وهو من الأدوية المستخدمة لعلاج مرض السل، وهو مضاد حيوي نادراً ما يوصف، لأن له تأثيرًا محفزًا لإنزيمات الكبد المسؤولة عن استقلاب الأدوية، مما يزيد من تحلل حبوب منع الحمل ويقلل فعاليتها، ويتم استخدامه لعلاج السل لمدة 6-9 أشهر، فخلال استخدام هذا الدواء حاولي استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل.
-
المكملات العشبية وحبوب منع الحمل
مثلما توجد أدوية تتفاعل مع حبوب منع الحمل هناك أيضاً مكملات عشبية يمكنها أن تتفاعل معها أيضًا، وعلى الرغم من أن لها تأثيرات علاجية فإن لها تداخلات دوائية، وبما أن المكملات العشبية لا يتم تقييمها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) فإن الأبحاث عليها محدودة، وليس لدينا علم واضح عن كيفية تفاعل المكملات العشبية مع وسائل منع الحمل الهرمونية، لكن هناك العديد من الأبحاث التي درست عشبة سانت جون (St. John’s wort) وهي مكمل عشبي يُستخدم غالباً لعلاج الاكتئاب وأعراض انقطاع الطمث واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
وتربط الأبحاث بين نبتة سانت جون والنزيف وسرعة الاستقلاب (التمثيل الغذائي) للهرمونات، لذا يعتقد الخبراء أن نبتة سانت جون قد تقلل من فعالية وسائل منع الحمل الهرمونية، لكن الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج الاكتئاب والقلق لا تؤثر بشكل عام على أدوية تنظيم النسل الهرمونية، ولا يوجد بينها تفاعلات دوائية مقلقة.
نصائح لتجنب التفاعلات الدوائية مع وسائل منع الحمل الهرمونية
على الرغم من أن معظم الأدوية الموصوفة وكذلك التي لا تستلزم وصفة طبية لا تتفاعل مع وسائل منع الحمل الهرمونية في الغالب، لكن بعض الأدوية القليلة قد تكون لها بعض التفاعلات، فإذا كنت تستخدمين وسائل تنظيم النسل الهرمونية فيمكنك حماية نفسك من التفاعلات الدوائية باتباع النصائح التالية:
- تأكدي من إخبار طبيبك بقائمة الأدوية والمكملات التي تتناولينها قبل البدء بتناول حبوب منع الحمل، وقبل استخدام أي وسيلة منع حمل هرمونية لمنع وتحديد التفاعلات الدوائية المحتملة.
- اقرئي الملحق الخاص بالأدوية الموصوفة طبياً للتأكد من عدم وجود أي تفاعل دوائي محتمل أو تحذيرات تخص الدواء.
- في حالة الشك بتأثير الدواء على حبوب منع الحمل فيمكنك استخدام طريقة احتياطية لمنع الحمل. تحدثي إلى طبيبك لتحديد الوسيلة الاحتياطية المناسبة لك، أو إذا كان من الضروري تغيير وسيلة منع الحمل خلال استخدام دواء معين.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل تتعارض حبوب منع الحمل مع المسكنات؟
بشكل عام؛ لا يوجد تعارض بين حبوب منع الحمل وتناول المسكنات، لكن هناك بعض المسكنات مثل الإسبرين والإيبوبروفين قد تزيد من تركيز وسائل منع الحمل الهرمونية في الجسم، وقد تسبب بعض الآثار السلبية مثل زيادة خطر الجلطات، وعلى الرغم من أن هذا الأمر نادر الحدوث فإنه قد يحدث في حال كان الشخص عرضة للجلطات ويتناول المسكنات يومياً.
هل يتعارض دواء الفلاجيل مع حبوب منع الحمل؟
لا يتعارض الميترونيدازول مع أي نوع من وسائل منع الحمل، بما في ذلك حبوب منع الحمل المركبة، أو حبوب منع الحمل البروجستينية فقط، ووسائل منع الحمل الطارئة، ولكن إذا كان الميترونيدازول يجعلك تتقيئين أو تعاني من إسهال شديد لأكثر من 24 ساعة؛ فقد يؤثر على امتصاص واستفادة الجسم من حبوب منع الحمل مما يقلل من فعاليتها.
ما الذي يجعل حبوب منع الحمل أقل فعالية؟
السبب الرئيسي الذي يجعل حبوب منع الحمل غير فعالة هو عدم تناولها، ولكن هناك أشياء أخرى تؤثر مثل القيء أو الإسهال لأكثر من 48 ساعة، والذي يمكن أن يقلل من فعالية حبوب منع الحمل أو تناول بعض الأدوية معها، كما ذكرنا في هذا المقال، فإذا كنت قلقة بشأن فعالية حبوب منع الحمل يمكنك استخدام وسيلة احتياطية مثل الواقي الذكري.
نصيحة من موقع صحتك
هناك عدد من وسائل منع الحمل التي تساعد في تنظيم النسل، وجزء من هذه الوسائل هرموني، والتي قد تقل فعاليتها إذا لم يتم استخدامها بالشكل الصحيح، فهناك أدوية تتفاعل مع حبوب منع الحمل وتزيد من احتمال حدوث الحمل، لذا إذا كنتِ قلقة حيال تناول بعض الأدوية مع حبوب منع الحمل فيمكن استخدام وسيلة منع حمل احتياطية مساندة، واستشارة طبيبك قبل تناول أي دواء أو مكمل عشبي.