الكفير هو حليب مخمر يساعد على التحكم بنسبة السكر في الدم وخفض الكوليسترول وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، ولكن ليست هناك أدلة علمية مثبتة تدعم الكثير من هذه الفوائد المزعومة، بل وقد تكون هناك أضرار لشرب لبن الكفير عند بعض الأشخاص يجب معرفتها قبل تناوله. نبين في هذه المقالة معلومات عنه، ونذكر بعضاً من أضرار لبن الكفير المحتملة.
ما هو لبن الكفير ؟
لبن الكفير هو مزيج من الحليب وحبوب الكفير، ويحتوي على بكتيريا حية وخميرة. يعزو بعض الأشخاص الفوائد الصحية المحتملة للكفير إلى محتواه من البروبيوتيك المتمثلة بأنواع مفيدة من البكتيريا والميكروبات الأخرى، ولكن لا بد من التنويه إلى أن الأبحاث على البروبيوتيك ما تزال في مراحلها الأولى. يجدر بالذكر أن اسم "كفير" يأتي من الكلمة التركية "keyif"، والتي تعني الفرحة والسعادة، وذلك نسبة إلى الشعور الذي ينتاب الشخص بعد شرب لبن الكفير.
يصنع لبن الكفير من خلال إضافة البكتيريا والخميرة إلى الحليب، إذ تتغذى هذه الكائنات الدقيقة على السكريات الطبيعية في الحليب، ما يسمح لها بالتكاثر وتحوله إلى مشروب مخمّر. يتميز الكفير بنكهة لاذعة وحادة وقوام مشابه للبن الشرب، وقد يبدو مذاق لبن الكفير وكأنه كالمشروبات الغازية، وذلك بسبب عملية التخمير، إذ تنتج الكائنات الدقيقة فيه غازات أثناء هضمها للسكريات الموجودة في الحليب.
ما هي أضرار لبن الكفير ؟
ذكرنا أن الكثير من الأشخاص يتناولون لبن الكفير من أجل فوائده الصحية، ولكن ما لا يتحدث عنه الكثيرون هو أضرار لبن الكفير التي قد يعاني منها البعض، بالرغم من أن لبن الكفير آمن ومناسب لمعظم أشخاص. نسرد فيما يلي بعضًا من أضرار لبن الكفير المحتملة التي يجب معرفتها:
يزيد احتمالية الإصابة بالعدوى لمن يعانون من ضعف في المناعة
قد تزيد الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في لبن الكفير احتمال الإصابة بالعدوى أو حتى تسمم الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي، أو مرضى زرع الأعضاء الذين يتناولون علاجاً آخر يُضعف المناعة.
يسبب الحساسية لمن يعانون من حساسية الحليب
يحتوي لبن الكفير على الحليب، ولهذا فإن تناوله من قبل المصابين بحساسية الحليب ربما يؤدي إلى تفاعلات حساسية قد تكون شديدة، ولهذا يجب عليهم تفاديه تماماً. تصنع بعض الشركات لبن الكفير من بدائل نباتية للحليب، مثل حليب جوز الهند، ويكون هذا النوع آمناً للأشخاص المصابين بحساسية الحليب، وينطبق هذا أيضاً على المصابين بعدم تحمل سكر الحليب (اللاكتوز)، ولهذا يفضل دوماً استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات في النظام الغذائي إذا كنت تعاني من الحساسية أو عدم التحمل.
يزيد نسبة السكر في الدم بحسب نوع لبن الكفير
ربما سمعت أن لبن الكفير يسهم في خفض مستويات السكر في الدم، وأنه مناسب لمرضى السكري، وهذا حقاً ما وجدته بعض الدراسات، ولكن يجب الانتباه إلى أن هناك بعض أنواع لبن الكفير التي أضيفت إليها نكهة تحتوي على نسبة كبيرة من السكر، ولهذا يجب تجنبها من قبل المصابين بالسكري، وينصح دومًا بقراءة ملصق المعلومات الغذائية قبل استهلاك أي منتج.
قد يحتوي لبن الكفير على الكحول
يُنتَج الكحول تلقائياً أثناء عملية التخمير، وعلى الرغم من أن كمية الكحول في الكفير عادةً ما تكون أقل من واحد بالمائة، فإنه يجب أن يكون الأطفال والأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الكحول أو الذين هم في مرحلة التعافي على علم بذلك، علماً أن بعض العلامات التجارية تذكر أن منتجاتها لا تحتوي على الكحول.
قد يسبب لبن الكفير تأثيرات ضارة على الجهاز الهضمي
بالرغم من أن له فوائد عديدة للجهاز الهضمي بسبب محتواه من البروبيوتيك، فإن من أضرار لبن الكفير لدى البعض هو حدوث تأثيرات جانبية على الجهاز الهضمي مثل:
- الإمساك
- الإسهال
- الغازات
- الانتفاخ
- تقلصات في البطن
قد تزول كل هذه التأثيرات الجانبية في غضون أسبوع، ولهذا يوصى بتقليل استهلاك لبن الكفير حتى يستجيب الجسم بشكل جيد لتناول البروبيوتيك.
هل من فوائد للبن الكفير ؟
بالرغم من أضرار لبن الكفير التي ذكرناها، فهناك العديد من الفوائد التي يمكن تحقيقها من تناوله باعتدال من قبل الأشخاص الذين لا يعانون من المشاكل المذكورة سابقاً، وهو يُعد مشروباً آمناً لمعظم الناس، ومن بعض فوائد لبن الكفير:
- خفض مستويات السكر في الدم عند تناول أنواع لبن الكفير التي لا تحتوي على السكر المضاف.
- خفض نسبة الكولسترول في الدم.
- تعزيز صحة الأمعاء والجهاز الهضمي.
- القضاء على مسببات بعض الأمراض في الأمعاء.
الأسئلة الشائعة
ما هو الكفير؟
الكفير هو مشروب مخمّر مصنوع من الحليب أو الماء وحبوب الكفير، يشبه قوامه ونكهته شراب اللبن، ولكن الكفير يحتوي على البروبيوتيك والبكتيريا النافعة بنسب أعلى.
مَن يجب عليه تجنب لبن الكفير؟
يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب تجنب الكفير، إلا إذا كان يحتوي على حليب نباتي مثل حليب جوز الهند أو حليب اللوز، كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من السكري أن يحرصوا على قراءة الملصق، وأن يختاروا الأصناف الخالية من السكر المضاف.
نصيحة من موقع صحتك
إذا كنت تفكر في إضافة لبن الكفير إلى نظامك الغذائي، فمن المهم أن تكون على دراية بفوائده ومخاطره المحتملة. في حين أن الكفير يمكن أن يدعم عملية الهضم، ويتحكم في نسبة السكر في الدم، ويخفض نسبة الكوليسترول في الدم، إلا أنه قد لا يكون مناسبًا للجميع. فإذا كنت تعاني من ضعف في المناعة فقد يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، ويجب أيضاً على الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب تجنب الكفير المصنوع من منتجات الألبان، ويجب الحذر من الأصناف المنكهة المحتوية على سكر مضاف. استشر دائماً فريق الرعاية الصحية إذا كانت لديك مخاوف أو قيود غذائية.