أعلنت شركة نوفو نورديسك المصنّعة لحقن أوزمبك (سيماجلوتايد)، نهاية الشهر الماضي، موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام حقن أوزمبك لحماية الكلى وللمساعدة في تقليل خطر حدوث مضاعفات خطيرة فيها لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى المزمنة. وأصبح أوزمبك بهذه الموافقة الدواء الوحيد من فئة الأدوية الناهضة للبتيد الشبيه بالجلوكاجون GLP-1 الذي يُستخدم لذلك الهدف، والدواء الأكثر استخدامًا على نطاق واسع في فئته، إذ يغطي أوزيمبك الآن التحكم في مرض السكري، والحد من خطر الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى حماية الكلى.
مرض الكلى المزمن
يحدث مرض الكلى المزمن عندما تبدأ الكلى بفقدان وظيفتها، وتصبح غير قادرة على ترشيح أو تصفية السوائل والفضلات الاستقلابية من الدم، ومع مرور الوقت يزداد الأمر سوءًا، وقد تحدث مضاعفات ويمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي، مما يتطلب غسيل الكلى أو زرع الكلية.
ينقسم مرض الكلى المزمن إلى خمس مراحل، ويتراوح من المرحلة الأولى (المرحلة الخفيفة جدًا) إلى المرحلة الخامسة (الفشل الكلوي). تعتمد مراحل مرض الكلى المزمن على مدى قدرة الكلية على ترشيح الفضلات من الدم، وتُحَدد المرحلة التي وصل إليها المريض عن طريق فحوصات الدم والبول.
كيف يسبب مرض السكري أمراض الكلى؟
يؤثر مرض الكلى المزمن على حوالي 37 مليون بالغ في الولايات المتحدة، ويعد مرض السكري النوع الثاني أحد الأسباب الرئيسية لحدوث ذلك، إذ يعاني حوالي 1 من كل 3 أشخاص مصابين بمرض السكري من مرض الكلى المزمن بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، والذي يمكن أن يؤدي إلى ضعف وظيفة الكلى بمرور الوقت.
يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى إتلاف أنابيب الكلية، أي النفرونات أو الوحدات الكلوية والأوعية الدموية في الكلى، وهذا يؤدي إلى تقليل قدرة الكلى على الترشيح بشكل صحيح، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم وزيادة الإصابة بأمراض القلب ومضاعفات خطيرة أخرى. ارتفاع ضغط الدم أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الكلى، وكما ذكرنا؛ قد يصاب الأشخاص المصابون بمرض السكري أيضًا بارتفاع ضغط الدم، وهو ما يؤدي في النهاية إلى فشل الكلى.
تسمح الموافقة الجديدة لحقن أوزمبك للأطباء بوصف هذه الحقن خصيصًا لتقليل الإصابة بالفشل الكلوي والغسيل الكلوي، بالإضافة إلى تقليل الوفاة بسبب مشاكل القلب لدى هؤلاء المرضى المعرَّضين للخطر، علمًا بأن الحقن كانت تستخدم بالفعل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى السكري.
تجربة توضح فعالية حقن أوزيمبك في تقليل خطر الإصابة بمضاعفات مرتبطة بأمراض الكلى
أجرت الشركة المصنعة لأوزمبك تجربة بدأت عام 2019 وانتهت في أكتوبر 2023، قبل عام من المتوقع، وذلك بسبب فعاليتها المثبتة. قارنت التجربة بين حقن سيماجلوتايد مرة واحدة أسبوعيًا (أوزيمبك) وحقن دواء وهمي، وتابعت التجربة أكثر من 3500 شخص في 28 دولة يعانون من مرض السكري النوع الثاني وأمراض الكلى المتوسطة إلى الشديدة.
أوضحت نتائج التجربة تأخر تقدم مرض الكلى المزمن مع انخفاض خطر الوفاة بسبب المضاعفات المرتبطة بالكلى، مثل الحاجة إلى غسيل الكلى أو زرع الكلية، بنسبة 24% في المجموعة التي استخدمت حقن سيماجلوتايد مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي، كما كان هؤلاء المرضى أقل عرضة للوفاة بسبب مشاكل القلب.
طريقة عمل حقن أوزمبك لتحسين وظائف الكلى
تحتوي حقن أوزيمبك على المادة الفعالة سيماجلوتايد التي تندرج تحت عائلة من الأدوية تسمى ناهضات مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1، أو ما يعرف بمحاكيات الإنكريتين، والتي ينتشر استخدامها على نطاق واسع لعلاج السمنة وإنقاص الوزن وتنظيم نسبة الجلوكوز في الدم لمرضى السكري. كما أظهرت بعض الدراسات الحديثة فوائد أخرى لأوزمبك، مثل تقليل الالتهابات.
يمكن أن تؤثر كل هذه العوامل على وظائف الكلى لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري، إذ يُعتقد أن الأدوية الناهضة لمستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1)، مثل حقن أوزيمبك، تحمي الكلى عن طريق تحسين تدفق الدم وتقليل الالتهاب ومنع التلف. يَستهدف دواء أوزيمبك خلايا الكلى والجهاز المناعي، مما يقلل من إنتاج المواد التي تسبب تلفًا لهذه الخلايا.
تستقر وظائف الكلى لدى مرضى السكري ولا تتدهور مع استخدام دواء أوزيمبك، فعندما يبدأ الناس بفقدان الوزن، ينخفض ضغط الدم لديهم وينخفض الإجهاد على الكلى. ثم يبدأ الكرياتينين في الانخفاض مرة أخرى، وبالتالي يتحسن معدل الترشيح الكبيبي (GFR) في الكلية. ومع ذلك، الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى الخطيرة أو معدل الترشيح الكبيبي المنخفض للغاية قد لا يشعرون بتحسن مع استخدام دواء أوزيمبك. غالبًا ما يحدث التحسن والوقاية من تفاقم المرض لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المعتدلة وليس الشديدة والمتقدمة.
الآثار الجانبية المتوقعة لحقن أوزمبك
يمكن أن تشمل الآثار الجانبية الشائعة لحقن أوزيمبك ما يلي:
- الغثيان والقيء.
- آلام المعدة.
- الإسهال.
- الإمساك.
- تغيرات في الرؤية.
- انخفاض مستويات السكر في الدم.
- الجفاف.
- ردود الفعل التحسسية.
يمكن أن يزيد دواء أوزمبك أيضًا من خطر الإصابة بأورام الغدة الدرقية، ولذا يجب على المرضى إخبار الطبيب المعالج إذا كان لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو يعانون من أعراض مثل وجود كتل في الرقبة أو صعوبة في البلع أو ضيق في التنفس، بالإضافة إلى بحة في الصوت. كما يجب استشارة الطبيب إذا كان المريض يعاني من مشاكل في المعدة أو البنكرياس أو العينين.
نصيحة من موقع صحتك
غالبًا ما يصف الأطباء أدوية لخفض ضغط الدم وسكر الدم والكوليسترول للمساعدة في حماية الكلى، لكن ما تزال خيارات العلاج محدودة. مع موافقة إدارة الغذاء والدواء على استخدام حقن أوزمبك بغرض حماية الكلى، من المتوقع أن توفر الحقن خيارًا علاجيًا إضافيًا ومعالجة للحالات على نطاق أوسع، وقد تمثل تقدماً كبيراً لهؤلاء المرضى. ومع ذلك، يحذر من استخدام حقن أوزيمبك دون استشارة الطبيب المختص، كما يجب مناقشة جميع الحالات الطبية التي يعاني منها المريض قبل استخدام هذه الحقن.
