نتيجة الانتشار الكبير لاستخدام مضادات الاكتئاب، فإن فهم طبيعة أعراض التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب أو المعروف بمصطلح الأعراض الانسحابية لمضادات الاكتئاب وانتشارها وأساليب التعامل معها أمر بالغ الأهمية لكلٍ من المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، إذ يمكن أن يساعد فهم ذلك في اتخاذ قرارات أفضل.
الأعراض الانسحابية لمضادات الاكتئاب عند التوقف عن تناولها
أجرى باحثون دراسة كان الهدف منها مراجعة جميع الأدلة المتاحة لتحديد مدى احتمال حدوث الأعراض الانسحابية لمضادات الاكتئاب ، أي حدوث أعراض عند التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب بشكل مفاجئ، واحتمال حدوث أعراض شديدة، والاختلافات بين أنواع مضادات الاكتئاب المختلفة.
أجرى الباحثون مراجعة وتحليلًا لـ79 دراسة، منها 44 تجربة علاجية معتمدة على العلاج بمضادات الاكتئاب، و35 دراسة قائمة على الملاحظة، وتضمنت هذه الدراسات بيانات من 21,003 أشخاص، كان متوسط عمرهم 45 عامًا، وكان 72% منهم من النساء. توقف 16,532 شخصًا من المشاركين عن تناول مضادات الاكتئاب، بينما توقف البقية عن تناول دواء وهمي.
ماهي الأعراض الانسحابية لمضادات الاكتئاب بحسب الدراسة؟
كشفت الدراسة أن 31% من المشاركين، أو 1 من كل 6 إلى 7 أشخاص، الذين توقفوا عن تناول مضادات الاكتئاب عانوا من الأعراض الانسحابية لمضادات الاكتئاب أو عرَض واحد على الأقل، مثل الدوار والصداع والغثيان والأرق وغيرها، علماً أن 3% منهم، أو 1 من كل 35 شخصاً، أصيبوا بأعراض شديدة.
أصيب 17% من الأشخاص الذين كانوا يتناولون الدواء الوهمي بأعراض انسحابية أيضاً عند التوقف عن تناول الدواء الوهمي، ما يشير إلى أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين عانوا من أعراض بعد التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب قد تكون تلك الأعراض بسبب التوقعات السلبية أو ما يُعرف بتأثير نوسيبو.
ما أهمية مثل هذه الدراسات؟
يُعد فهم موضوع الأعراض الانسحابية لمضادات الاكتئاب أمر بالغ الأهمية لدعم وتعزيز رعاية المرضى، فقد بينت هذه الدراسة أن الأعراض الناتجة عن التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب ليست نادرة الحدوث، وعادة ما تحدث بسبب توقف المرضى عن تناول أدويتهم بأنفسهم دون إعلام مقدمي الرعاية الصحية، ولا بد من التوقف عن تناول المضادات الاكتئاب بشكل تدريجي على مدى فترة زمنية وتحت إشراف الطبيب للتقليل أو الوقاية من التأثيرات الجانبية.