أثار خبر تلوث مياه تنورين موجة قلق واسعة في لبنان بعدما أصدرت وزارة الصحة العامة اللبنانية قرارًا يقضي بتوقيف شركة ينابيع مياه تنورين مؤقتًا عن تعبئة مياه الشرب وسَحب منتجاتها من الأسواق. جاءَ هذا القرار بعد أن كشَفت الفحوصات التي أجراها فريق الترصد الوبائي في الوزارة عن تلوُّث المياه ببكتيريا خطيرة، وأظهرت نتائج العيِّنات المأخوذة من الأسواق أن المياه غير مُطابقة للمواصفات القياسية اللبنانية، ما دفع السلطات للتحرُّك بسرعة لحماية صحة المواطنين.
تلوث مياه تنورين يثير القلق في لبنان ووزارة الصحة تتحرَّك سريعًا
كشَفت وزارة الصحة العامة اللبنانية عن تلوث مياه تنورين ببكتيريا الزائفة الزنجارية (بسودوموناس ايروجنوزا). وفي هذا الإطار، أصدَرت الوزارة، يوم الاثنين في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2025 قرارًا بتوقيف شركة مياه تنورين عن تعبئة مياه الشرب إلى حين تحديد سبب التلوث ومعالجته، والتأكد من أن العيِّنات أصبحت مُطابقة للمُواصفات المطلوبة.
وأضاف البيان أن الشركة مُلزمة بسَحب جميع منتجاتها المتوفرة في الأسواق، وأنها ممنوعة من تزويد الأسواق بأي منتج جديد من مياه الشرب قبل الحصول على موافقة صريحة من قِبَل وزير الصحة العامة تحت طائلة اتخاذ الاجراءات الإدارية والقضائية بحقها.
تلوث مياه تنورين يثير الجدل والشركة تعقد مؤتمرًا لتوضيح الحقائق
بعد إصدار قرار توقيف العمل بشركة مياه ينابيع تنورين، أعلنت الشركة المتخصصة في تعبئة المياه المعدنية الطبيعية،
أنها ستعقد مؤتمرًا صحافيًا في مقرها يوم الثلاثاء في 14 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، عند الساعة 12 ظهرًا، لتوضيح الحقائق وتقديم المعلومات الدقيقة للرأي العام حول جَودة مياه تنورين ومطابقتها الكاملة للمواصفات والمعايير اللبنانية والدولية المعتمدة. وأكدت الشركة مجددًا التزامها الثابت بالشفافية وبثقة المستهلك اللبناني، وباستمرارها في تقديم منتج يحمل اسم تنورين.
بعد تلوث مياه تنورين ببكتيريا الزائفة الزنجارية.. ما هي هذه البكتيريا؟
بكتيريا الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa) هي بكتيريا سلبية الجرام، توجد في التربة والمياه في جميع أنحاء العالم. تُفضل هذه البكتيريا المناطق الرطبة، مثل أحواض الغسل، والمراحيض، وحمامات السباحة غير المُعقَّمة جيدًا، وأحواض الاستحمام الساخنة، وكذلك محاليل التطهير المنتهية الصلاحية وغير الفعالة.
تتراوح عدوى الزائفة الزنجارية بين أن تكون عدوى خارجية بسيطة وأن تكون اضطرابًا خطيرًا مهددًا للحياة. وتكون العدوى أكثر شيوعًا وشدة عند الفئات التالية:
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجسم أو المناعة بسبب بعض الاضطرابات الشديدة.
- المرضى المصابين بداء السكري أو التليف الكيسي.
- المرضى المُنوَّمين في المستشفيات.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تضعف الجهاز المناعي، بما في ذلك المصابين بفيروس العوز المناعي البشري أو الإيدز (HIV) في مراحل متقدمة.
- المرضى الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، مثل الأدوية المستخدمة في علاج السرطان أو للوقاية من رفض الأعضاء المزروعة.
يمكن لهذه البكتيريا أن تُسبّب العدوى في الدم، والجلد، والعظام، والأذنَين، والعينَين، والمسالك البولية، وصمامات القلب، والرئتين، بالإضافة إلى الجروح مثل الحروق أو الإصابات أو الشقوق الجراحية. وتختلف أعراض العدوى بحسب مكان الإصابة، وتشمل:
- الأذن: ألم وإفرازات.
- الجلد: طفح جلدي، وقد تظهر بثور تحتوي على قَيح (صديد).
- العيون: ألم واحمرار وتوَرُّم.
- العظام أو المفاصل: آلام وتورم في المفاصل، وآلام في الرقبة أو الظهر تستمر لأسابيع.
- الجروح: صديد أخضر اللون قد يكون له رائحة فواكه.
- الجهاز الهضمي: صداع وإسهال.
- الرئتين: التهاب رئوي وسعال شديد واحتقان.
- المسالك البولية: التهابات المسالك البولية.
