صحــــتك

هل يؤثر توقيت تناول أدوية الضغط على فاعليتها؟

إعداد وتحرير
توقيت تناول أدوية الضغط
توقيت تناول أدوية الضغط

ارتفاع ضغط الدم هو من أكثر المشكلات الصحية المزمنة شيوعًا في العالم، وهو من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والفشل الكلوي. غالبًا ما يَعتمد علاج ارتفاع الضغط على تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم يوميًا، ومع انتشار استخدام هذه الأدوية، يتساءل بعض المرضى عمّا إذا كان توقيت تناول أدوية الضغط يؤثِّر على فاعلية العلاج وعلى صحة القلب والأوعية الدموية، فماذا تقول أحدث الدراسات في هذا الشأن؟

توقيت تناول أدوية الضغط.. هل المساء أفضل من الصباح؟

تعدَّدت الآراء وتضاربت الدراسات حول أفضل توقيت لتناول أدوية الضغط، فهناك مَن يوصي بتناولها صباحًا، ومَن يدعو لتناولها قبل النوم، وظلّ الجدل قائمًا في الأوساط الطبية لسنوات. في هذا السياق، أشارت دراسة MAPEC إلى أن تناول أدوية الضغط في المساء قد يُخفِّض ضغط الدم أثناء النوم ليتناسب أكثر مع إيقاعات ساعة الجسم البيولوجية، ودعمتها في هذا دراسة Hygia الإسبانية التي تعرَّضت لانتقادات بسبب نتائجها غير الواقعية واحتمال عدم دقة عملية التوزيع العشوائي للمشاركين فيها.

أما دراسة TIME، فقد أظهرت نتائجها أن خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية) أو السكتة الدماغية أو الوفاة الناتجة عن أمراض الأوعية الدموية خلال فترة 5 سنوات كان متشابهًا بين المرضى الذين تناولوا أدوية ضغط الدم في الصباح والمرضى الذين تناولوها في المساء. ومع ذلك، تمت الإشارة إلى بعض الملاحظات في الدراسة مثل ضعف التزام المشاركين بالعلاج ومشاركة أشخاص منخفضي الخطورة.

وفي هذه الدراسة الحديثة (BedMed)، التي نُشرت في مجلة جاما الطبية (JAMA Network) في 12 أيّار/مايو 2025، أشار الباحثون إلى أنه على الرغم من أن تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم قبل النوم آمن، فإنه ليس له فوائد إضافية لصحة القلب والأوعية الدموية مقارنةً بتناولها في الصباح.

توقيت تناول أدوية الضغط لا يؤثّر على فاعليتها

شارك في دراسة BedMed أكثر من 3200 شخص (54% منهم من النساء) بمتوسط عمر 67 عامًا، وكانوا جميعًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم. تم توزيع المشاركين عشوائيًا إلى مجموعتَين، شمَلت المجموعة الأولى 1677 شخصًا تناولوا دواء الضغط مرة واحدة يوميًا قبل النوم، بينما شمَلت المجموعة الثانية 1680 شخصًا تناولوا دواء الضغط مرة واحدة يوميًا في الصباح.

كان 18% من المشاركين يعانون من داء السكري، و11% منهم يعانون من أمراض الشرايين التاجية، و7% منهم يعانون من أمراض الكلى المزمنة. كما كان حوالي 54% منهم يَستخدمون دواءً واحدًا فقط لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وشملت أدوية خفض الضغط المُستخدَمة ما يلي:

  • مثبطات الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين (ACE Inhibitors): تناولها 36% من المشاركين.
  • حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين (ARBs): تناولها 30% من المشاركين.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium Channel Blockers): تناولها 29% من المشاركين.
  • مدرات البول (Diuretics): تناولها 27% من المشاركين.
  • حاصرات مستقبلات بيتا (Beta Blockers): تناولها 17% من المشاركين.
  • أقراص مركّبة: تناولها 18% من المشاركين.

على مدى فترة متابعة استمرت بمتوسط 4.6 سنوات، لم تُسجََّل فروقات تُذكر في معدلات الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية الكبرى أو الوفاة بين البالغين الذين تناولوا أدوية خفض ضغط الدم في المساء قبل النوم مقارنةً بمن تناولوها في الصباح (2.3 حالة مقابل 2.4 حالة بين كل 100 مريض في السنة).

كما أظهرت النتائج أن توقيت تناول أدوية الضغط لم يؤثّر على معدل حدوث الحالات التالية:

  • متلازمة الشريان التاجي الحادة.
  • فشل القلب.
  • الوفاة لأي سبب.
  • الدخول إلى المستشفى أو زيارة قسم الطوارئ بسبب السكتة الدماغية.
  • السقوط والكسور.
  • التشخيصات الجديدة لمرض الزَرَق أو المياه الزرقاء (الجلوكوما).
  • الإصابة بالتدهور المعرفي.

وأظهرت تجربة BedMed-Frail التي أجراها فريق البحث نفسه نتائج مشابهة، إذ لم يُسجَّل أي تأثير إيجابي أو سلبي على صحة كبار السن المقيمين في دور الرعاية (بمتوسط عمر 88 سنة) نتيجة تغيير توقيت تناول أدوية الضغط إلى المساء قبل النوم.

 

 

توقيت تناول أدوية الضغط.. الالتزام بتناول الدواء أهم من توقيته

أوضح الباحثون أن توقيت تناول أدوية الضغط لا يؤثّر على فوائدها أو مخاطرها، لذا يُنصح بأن يتم تحديد وقت تناولها بما يتناسب مع تفضيلات المريض. وبذلك، تُنهي دراسة BedMed الجدَل الذي بدأ مع دراسة MAPEC الإسبانية بشأن تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم قبل النوم، وتفتح المجال أمام اعتماد توقيت أكثر مرونة لتناول الدواء.

أشار الباحثون إلى أن أهم ما توصَّلت إليه الدراسة هو أن تناول أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم في المساء لا يؤثِّر على معدلات الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية أو الوفاة. وقالوا إن تخفيف القواعد المتعلِّقة بتوقيت تناول الأدوية قد يُسهِّل متابعة المرضى ومساعدتهم، خاصة عندما تكون لديهم مسؤوليات أخرى خلال ساعات النهار. وفي النهاية، أكَّدوا أن التزام المريض بتناول الدواء بانتظام أهم من توقيت تناوله.

آخر تعديل بتاريخ
17 مايو 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.