كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة لانكستر (Lancaster University) في المملكة المتحدة عن وجود علاقة محتملة بين فقدان السمع ومرض باركنسون وأظهرت أن ضعف السمع قد يزيد من احتمال الإصابة بهذا المرض. هذه الدراسة هي من أوائل الدراسات التي تبحث فيما إذا كانت الإعاقات الحسّية، مثل فقدان السمع، يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بمرض باركنسون أو تكون علامة مبكرة له. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة باركنسون والاضطرابات ذات الصلة (Parkinsonism and Related Disorders) في شباط/فبراير 2025.
فقدان السمع ومرض باركنسون
داء باركنسون (Parkinson’s Disease)، المعروف أيضًا بمرض الشلل الرعاش، هو اضطراب حركي يُصيب الجهاز العصبي، وتتطور أعراضه تدريجيًا بمرور الوقت. تُشير إحصائيات منظمة باركنسون في المملكة المتحدة (Parkinson's UK) إلى أن حوالي 153000 شخص في بريطانيا يعانون من هذا المرض، وهو المرض العصبي الأسرع انتشارًا في العالم. كما تقدِّر أن شخصًا واحدًا من كل 37 شخصًا في بريطانيا سيتم تشخيصه بهذا المرض خلال حياته.
وأما فقدان السمع، فهو حالة تؤثر على قدرة الشخص على سماع الأصوات بشكل طبيعي، وقد تؤثر على أذن واحدة أو كلتيهما، كما قد تكون مؤقتة أو دائمة، وتختلف شدتها من ضعف طفيف في السمع إلى صمم كامل. فقدان السمع هو من الحالات الطبية الأكثر شيوعًا في العالم، ويحدث نتيجة لأسباب مختلفة، مثل التقدم في العمر، والتعرض المستمر للضوضاء العالية، والتهابات الأذن المتكررة، والعوامل الوراثية.
دراسة جديدة تكشف العلاقة بين فقدان السمع ومرض باركنسون. استخدم الباحثون في دراستهم بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهو قاعدة بيانات طبية تحتوي على معلومات عن نصف مليون شخص من مختلف أنحاء المملكة المتحدة. حلَّل الباحثون بيانات 159395 شخصًا خضعوا سابقًا لاختبار سمَع يقيس قدرتهم على سماع الكلام وتمييزه في وجود الضوضاء، ولم يكن لديهم تاريخ مرضي للإصابة بمرض باركنسون عند إجراء الاختبار.
وخلال فترة المتابعة التي استمرت لمدة 14.24 عامًا في المتوسط، تم تشخيص 810 أشخاص بمرض باركنسون. كشف الباحثون عن وجود علاقة محتملة بين فقدان السمع ومرض باركنسون وأظهرت النتائج أن كل زيادة بمقدار 10 ديسيبل في ضعف السمع كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالمرض بنسبة 57%.
فقدان السمع ومرض باركنسون.. هل يمكن أن يكون ضعف السمع مؤشرًا مبكرًا للمرض؟
أشارت الدكتورة ميغان ريدمان، المؤلفة الرئيسية للدراسة من قسم علم النفس في جامعة لانكستر، إلى أن نتائج هذه الدراسة مهمة للغاية لعدة أسباب، فهي واحدة من أولى الدراسات التي تبحث في كيفية تأثير فقدان السمع على زيادة احتمال الإصابة بمرض باركنسون أو كونه علامة مبكرة له. كما أنها تؤكد العلاقة بين فقدان السمع ومرض باركنسون مما يجعل من الضروري الاهتمام بوظائف السمع ومعالجة ضعف السمع عند تشخيص المرض وخلال الرعاية في مرحلة المتابعة.
ومع ذلك، أكدت الدكتورة ريدمان أنه ليس من الواضح ما إذا كانت العلاقة بين ضعف السمع ومرض باركنسون سببية أم أنها مجرد علاقة، وأضافت: "لا نعلم ما إذا كان فقدان السمع يمكن أن يسبب مرض باركنسون أو إذا كان هناك سبب مشترك يؤدي إلى الإصابة بكلتَا الحالتين".
أهمية فهم العلاقة بين فقدان السمع ومرض باركنسون لتحسين الرعاية الصحية
أوضح البروفيسور كريستوفر بلاك أنه أصبح من الواضح بشكل متزايد أن فقدان السمع ليس حالة مرضية منفصلة من المشكلات الصحية الأخرى، بل هو مرتبط بالعديد من الأمراض. وفهم هذه العلاقة ضروري لتقديم رعاية فعالة للمرضى وتحسين استقلاليتهم وجودة حياتهم.
ومن خلال تحديد العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض باركنسون، مثل ضعف السمع، يأمل الباحثون فتح آفاق جديدة لتطوير استراتيجيات جديدة للوقاية والرعاية. وأضافت الدكتورة ريدمان: "تشير هذه النتائج إلى أن ضعف السمع مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمرض باركنسون وتؤكد الفوائد المحتملة لمعالجة وظيفة السمع عند تشخيص المرض ومتابعته".
ما هي أعراض مرض باركنسون؟
يحدث هذا المرض عندما تتعطل الخلايا العصبية في الدماغ أو تموت، مما يقلل من مستويات الدوبامين في الدماغ ويؤدي إلى ضعف الحركة. تشمل أبرز أعراض هذا المرض ما يلي:
- الرجفة أو الرعاش.
- صعوبة في المشي.
- الحركات البطيئة.
- صعوبة في الحفاظ على وضعية الجسم وتوازنه.
- تغيرات في خط اليد.
- مشكلات في الحركة.
- الاكتئاب أو القلق.
- الدوخة.
- الإمساك.
- تصلب في الذراعين أو الساقين.
- فقدان الوزن.
- مشكلات في النوم.