أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن اقتراح قانون جديد يهدف إلى تقليل مستويات النيكوتين في السجائر وبعض منتجات التبغ الأخرى القابلة للاحتراق إلى مستويات منخفضة أو غير مسببة للإدمان. وإذا تم تنفيذ هذا القانون، ستكون الولايات المتحدة أول دولة في العالم تتخذ مثل هذه الخطوة الجريئة لإنقاذ الأرواح والوقاية من الأمراض والوفيات المرتبطة بالتدخين. هذا الإعلان هو خطوة مهمة في صياغة القوانين، وكانت الإدارة قد أعلنت عن نيتها اقتراح هذا القانون لأول مرة في عام 2018. وتدعو إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عامة الناس والخبراء واللجنة الاستشارية العلمية لمنتجات التبغ لتقديم آرائهم حول هذا المقترح.
مكافحة التدخين والإدمان من خلال تقليل مستويات النيكوتين في السجائر
النيكوتين هو المادة الكيميائية الرئيسية المسببة للإدمان في منتجات التبغ التي تدفع المدخنين إلى الاستمرار في استهلاك هذه المنتجات. يؤدي إدمان النيكوتين في المنتجات القابلة للاحتراق، مثل السجائر، إلى تعريض المستهلكين لمزيج من المواد الكيميائية السامة الموجودة في الدخان والتي تسبب الأمراض والوفاة. ووفقًا للأدلة العلمية المذكورة في القانون المقترح، فإن مستويات النيكوتين المقترحة لهذه المنتجات ستكون منخفضة بما يكفي لئلّا تسبب الإدمان.
من الجدير بالذكر أن هناك مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تشير إلى أن السجائر التي تحتوي على مستويات منخفضة من النيكوتين لا تدفع المدخنين إلى تعويضها من خلال التدخين بكثرة. وتظهر الأدلة الحالية أن السجائر ومنتجات التبغ الأخرى القابلة للاحتراق، مثل السيجار والغليون، هي أكثر أنواع منتجات التبغ ضررًا.
تدخين السجائر هو السبب الرئيسي للأمراض والوفيات التي يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة، كما أنه عامل رئيسي للأمراض المزمنة على مستوى البلاد. وتشير التقديرات إلى أن تدخين السجائر يسبب سنويًا وفاة حوالي نصف مليون شخص في الولايات المتحدة، ويسبب خسائر تتجاوز 600 مليار دولار سنويًا نتيجة تكاليف الرعاية الصحية وانخفاض الإنتاجية.
تقليل مستويات النيكوتين في السجائر يؤدي إلى تأثيرات صحية واقتصادية إيجابية
قال مفوض إدارة الغذاء والدواء الدكتور روبرت كاليف: "أقرَّت إدارات متعددة بالفرصة الهائلة التي يتيحها هذا الاقتراح لمواجهة عبء الأمراض المرتبطة بالتبغ. يتطلع هذا الاقتراح إلى مستقبلٍ يكون الشباب فيه أقل عرضة لتدخين السجائر، وأن يقلع المزيد من المدخنين الحاليين عن التدخين، أو يستخدموا منتجات أقل ضررًا. هذا الإجراء، إذا تم تنفيذه، يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح، ويقلل بشكل كبير من العبء الناتج عن الأمراض الخطيرة والإعاقة، ويوفر مبالغ طائلة من المال. آمل أن نتفق جميعًا على أن الحد من السبب الرئيسي لحالات الوفاة والأمراض التي يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة هو هدف نبيل يجب أن نعمل جميعًا لتحقيقه".
ونظرًا للعبء الصحي العام الهائل للتدخين، من المتوقع أن يكون للقانون المقترح فوائد غير مسبوقة للمجتمع. وفقًا للنموذج الصحي للسكان الذي وضعته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، من المتوقع أن يؤدي تطبيق هذا القانون المقترح إلى:
- تقليل معدلات الوفيات والأمراض المرتبطة بالتدخين بشكل كبير.
- وقاية حوالي 48 مليون شاب في الولايات المتحدة من البدء في التدخين بحلول عام 2100.
- إقلاع أكثر من 12.9 مليون شخص عن التدخين خلال عام واحد من تطبيق القانون، ليرتفع هذا العدد ويصل إلى 19.5 مليون خلال خمس سنوات.
- تحقيق فوائد اقتصادية تفوق 1.1 تريليون دولار سنويًا خلال العقود الأربعة الأولى من تطبيق القانون.
- الحد من التكاليف الطبية وتحقيق مكاسب إنتاجية وغير ذلك.
تقليل مستويات النيكوتين في السجائر.. خطة مبتكرة لتقليل الإدمان والحد من أضرار التدخين
لا يهدف القانون المقترح إلى حظر السجائر أو أي منتجات تبغ أخرى، بل يسعى إلى تقليل مستويات النيكوتين في السجائر ومنتجات التبغ القابلة للاحتراق إلى 0.7 ملليغرام لكل غرام واحد من التبغ، وهو مستوى أقل بكثير من متوسط المستويات الحالية في المنتجات الموجودة حاليًا في الأسواق.
ويشمل هذا الاقتراح: السجائر، وتبغ السجائر، وتبغ سجائر اللف اليدوي، ومعظم أنواع السيجار (بما في ذلك السيجار الصغير والسيجاريلو والسيجار الكبير)، وتبغ الغليون. لكنه لا يشمل السجائر الإلكترونية، وأكياس النيكوتين، ولصاقات النيكوتين، والسجائر غير القابلة للاحتراق (مثل منتجات التبغ المسخَّن)، وتبغ النرجيلة (النرجيلة أو الشيشة)، ومنتجات التبغ العديم الدخان.
بالإضافة إلى وقاية الشباب من التدخين وتشجيع جميع الفئات على الإقلاع عن التدخين، يهدف هذا المقترح أيضًا إلى تشجيع البالغين المدخنين على استهلاك بدائل أقل خطورة، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى التقليل من تعرض المدخنين للعديد من المواد الكيميائية المضرة الموجودة في السجائر ومنتجات التبغ القابلة للاحتراق. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد منتج تبغ آمن تمامًا، لذا يجب تجنب استخدام جميع أنواع التبغ.