نشرت مجلة بريطانية لطب العيون دراسة جديدة أثارت اهتمام أطباء العيون، فقد تضمنت الدراسة أن كبار السن ممن يعانون من ارتفاع الكوليسترول الجيد قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما على عكس الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الكوليسترول "الضار" LDL. فما هي تفاصيل هذه الدراسة، وماذا كان رأي الأطباء بها؟
ما هو مرض الجلوكوما وما هي عوامل الخطورة للإصابة به؟
الجلوكوما هو مصطلح شامل لأمراض العيون التي تسبب ارتفاع الضغط داخل مقلة العين، مما قد يؤدي إلى إتلاف الأجزاء الحساسة في الجزء الخلفي من العين. معظم هذه الأمراض متزايدة، مما يعني أنها تتفاقم تدريجيًا. يُعرف مرض الجلوكوما باسم "اللص الصامت للبصر" لأنه في كثير من الأحيان لا توجد أعراض في المرحلة المبكرة من المرض، مما يجعل من الصعب اكتشافه. كما أنه قد يسبب في النهاية فقدان البصر الدائم والعمى، والجلوكوما هو ثاني الأسباب شيوعاً للعمى في العالم. هناك عدد من عوامل الخطر للإصابة بالجلوكوما، بما في ذلك:
- العوامل الوراثية.
- العمر.
- العِرق.
- بعض الحالات الصحية مثل مرض السكري.
- الصداع النصفي.
- انقطاع النفس أثناء النوم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
ما هو تأثير ارتفاع الكوليسترول الجيد على العين؟
أجريت دراسة مفصلة للبيانات الطبية لنحو 400000 شخص تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 69 عامًا، وتم قياس كمية الدهون في دم المشاركين، وتتبع صحتهم لمدة 14 عامًا. وبعد البحث والتحليل، وجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة الذين لديهم كميات أعلى من الكوليسترول الجيد HDL في الدم لديهم خطر متزايد للإصابة بالجلوكوما، وهم أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما بنسبة 10% من أولئك الذين لديهم مستويات أقل من الكوليسترول المفيد. كما اكتشف الباحثون أن المشاركين في الدراسة الذين لديهم مستويات عالية من الكوليسترول الضار، والكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية كانوا معرَّضين لاحتمال أقل للإصابة بالجلوكوما.
ما هي نظريات أطباء العيون حول تأثير ارتفاع الكوليسترول الجيد ؟
تحدث الطبيب الدكتور ألكسندر سولومون، أخصائي طب العيون العصبي وجراح الحوَل في معهد Pacific Neuroscience في مركز Providence Saint John’s الصحي في سانتا مونيكا بكاليفورنيا، حول هذه الدراسة وأهمية اكتشاف المخاوف الصحية التي قد تزيد من خطر إصابة الشخص بالجلوكوما.
وصرح أنه بالرغم من المخاوف والتساؤلات الكثيرة التي أثارتها هذه الدراسة؛ فإنه أكد على أهمية إجراء دراسة أخرى تكون أكثر دقة تساعد أطباء العيون في تحديد أنواع فرعية معينة من الجلوكوما وشدتها وتتبع مستويات الدهون بمرور الوقت، لأن هذا سيكون ارتباطًا أقوى بكثير. كما اشتبه طبيب العيون يو مينج ني في آلية التداخل بين ارتفاع مستوى HDL وارتفاع خطر الإصابة بالجلوكوما، وأشار إلى وجود عوامل أخرى محتملة.
بماذا ختمت هذه الدراسة؟
لم تُجْرَ هذه الدراسة عبثاً، لكنها في الوقت نفسه لا تحسم الجدل القائم تماماً، فما هو الحل إذاً؟ معرفة الحدود والمستويات الطبيعية يجعلك في مأمن من أي احتمالات ضارة، لذا نؤكد للمرضى أن مستوى الكوليسترول الجيد الطبيعي هو حوالي 50-60 للرجال و60-70 للنساء.