صحــــتك

نمط الحياة الصحي قد يساعد في تخفيف آلام أسفل الظهر

إعداد وتحرير
تخفيف آلام أسفل الظهر

آلام أسفل الظهر هي من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العالم، ومن الأسباب الرئيسية للإعاقة، وعلى الرغم من توفر العديد من العلاجات، مثل الأدوية والعلاج الفيزيائي، فإن معظمها غالبًا لا يوفر حلًا طويل الأمد. وفي هذا السياق، توصل باحثون من جامعة سيدني في أستراليا إلى حل ممكن لهذه المشكلة، ووجدوا أن تغيير نمط الحياة قد يساعد في تخفيف آلام أسفل الظهر وتحسين الوظائف البدنية، وبالتالي تحسين جودة حياة المرضى. نُشرت الدراسة في مجلة جاما الطبية (JAMA Network Open) في 10 كانون الثاني/يناير 2025.

دراسة جديدة تكشف دور نمط الحياة الصحي في تخفيف آلام أسفل الظهر

شملت الدراسة 346 مشاركًا من مختلف أنحاء أستراليا يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة ولديهم عامل خطر واحد على الأقل مرتبط بنمط الحياة، مثل زيادة الوزن أو السمنة، والنظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني، والتدخين، وتم تقسيم المشاركين عشوائيًا إلى مجموعتين:

  • المجموعة الأولى: شملت 174 مشاركًا خضعوا لبرنامج نمط الحياة الصحي (Healthy Lifestyle Program - HeLP).
  • المجموعة الثانية: شملت 172 مشاركًا تلقوا العلاج التقليدي الطبيعي لتخفيف آلام أسفل الظهر.

ساعد المعالجون الفيزيائيون وأخصائيو التغذية والمرشدون الصحيون المشاركين الذين خضعوا لبرنامج HeLP في تحديد عاداتهم اليومية التي قد تؤثر على آلام الظهر، ثم قدَّموا لهم نصائح علمية على مدار 6 أشهر لمساعدتهم على تغيير هذه العادات الضارة التي شملت: قلة الحركة، واتباع نظام غذائي غير صحي، وقلة النوم، والتدخين، والإفراط في استهلاك الكحوليات.

أظهرت النتائج أن برنامج HeLP كان أكثر فاعلية من العلاج التقليدي في تخفيف آلام أسفل الظهر وتقليل الإعاقة، بالإضافة إلى أنه ساعد في إنقاص الوزن. تؤكد هذه الدراسة على الحاجة إلى تغيير طريقة علاج آلام الظهر بالابتعاد عن الأدوية والعمليات الجراحية، من خلال معالجة عوامل نمط الحياة التي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تخفيف الألم.

تخفيف آلام أسفل الظهر باتباع عادات صحية بسيطة وفعالة

أوضح كريس ويليامز، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة سيدني، أن هذه النتائج تتحدى الطرق التقليدية لعلاج آلام الظهر، وقال: "علاج آلام الظهر يتطلب التركيز على أكثر من الظهر. أجسامنا ليست مثل الآلات، بل هي أشبه بالأنظمة البيئية التي تتفاعل فيها عدة عوامل وتؤثر على صحتنا وشعورنا بالألم، وآلام الظهر لا تختلف عن ذلك. لذا، عندما يعاني شخص ما من آلام ظهر لا تتحسن، عليهم أن يحصلوا على رعاية شاملة لمجموعة من العوامل الصحية، وليس للعمود الفقري فقط".

وأشار إلى أن العديد من الدراسات الحديثة أظهرت أن مشكلات مثل انزلاق الغضروف أو تآكل المفاصل نادرًا ما تكون سببًا لآلام الظهر المزمنة، والمشكلة أن معظم الأشخاص لا يعرفون ذلك ولا يحصلون على الدعم اللازم لمعالجة العوامل التي تؤثر على الألم والإعاقة على المدى الطويل. ونتيجة لذلك، يتَّجه الكثيرون إلى إجراء العمليات الجراحية أو تناول الأدوية غير الفعالة التي قد تؤدي إلى أضرار إضافية.

وبدورها، أكدت الدكتورة إيما ماد، المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة سيدني، على فائدة البرنامج، وقالت: "الكثير من المرضى الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة يشعرون بالإهمال، وغالبًا ما تتم إحالتهم إلى علاجات مكلفة وغير فعّالة دون تقديم العلاجات التي تعزز السيطرة الذاتية". وأضافت: "التركيز على تغيير نمط الحياة وتقديم تدخلات بسيطة وداعمة تجعل المرضى يشعرون بقدرتهم على السيطرة على آلامهم. هذه الطريقة لا تُحسن الأعراض فحسب، بل تعزز أيضًا جودة الحياة بشكل عام".

 

 

تخفيف آلام أسفل الظهر.. أهمية دمج نمط الحياة في الرعاية الصحية الشاملة

يعتقد الباحثون أن الرعاية التي تشمل عوامل نمط الحياة، مثل برنامج HeLP، يمكن أن تحقق فوائد صحية للمرضى تتجاوز تخفيف الألم، وربما تساعدهم أيضًا في تقليل احتمال الإصابة بأمراض مزمنة أخرى. ومع ذلك، أشارت الدكتورة ماد إلى أن الإرشادات الطبية العالمية لم تعتمد بعد على هذا النهج بشكل كامل.

وأضافت أن هذه الدراسة قد تؤثر على التحديثات المستقبلية لإرشادات علاج آلام الظهر، فالمرضى قدَّروا الدعم الشامل الذي تلقوه، وقد أثبتت النتائج فعالية هذا النهج. وخلص الباحثون إلى أنه يجب على الأطباء الذين يعالجون آلام الظهر أن يفكروا في كيفية دمج دعم نمط الحياة في الرعاية اليومية، فلا توجد طريقة واحدة صحيحة أو خاطئة للقيام بذلك، ولكن يجب أن يشعر المريض بأنه مسموع ومشارك في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بعلاجه.

آخر تعديل بتاريخ
12 مارس 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.